كتاب 11
انتخابات أم تهديدات؟
التهديد الدائم المستمر للإخوان سواء بالفعل أو الكلام بأنه لا دولة ولا استقرار لأنهم لم يسمحوا للمشير السيسى بأن يصل إلى السلطة وسيتم اغتياله قبل انتخابه.. هنا نقول لهم: يارب رد لهم كيدهم فى نحورهم، وعلى من يحمل الشر لمصر أن يعلم أن هناك ثمانين مليون عبدالفتاح السيسى فى مصر، وأن الوطن لن يُترك لتنظيم إرهابى أو لمجموعة من الهواة أو حتى بعض من المتدربين فى المنظمات الحقوقية والسياسية.. فلا مكان فى مصر للخونة والعملاء مهما كانت السيرة الذاتية لهم أو الكلمات والتصريحات الشعبية.
فمن خلال زيارتى القصيرة إلى بيروت، وجدت الكثيرين من حولى يؤكدون أن مصير المنطقة متوقف على الانتخابات المصرية القادمة ونجاح التجربة التى عطلت المشروع الدولى للتقسيم، فوجود رجل وطنى مثل المشير «السيسى» سيضمن أمن الخليج وتوقف التمديد الإقليمى للمنطقة، خاصة لإيران التى تمددت كثيراً فى ظل الانكفاء المصرى خلال الأعوام السابقة، فهناك بيروت التى شهد البرلمان فيها أولى الجلسات لانتخاب الرئيس الجديد، والذى يعتبر الرئيس المسيحى الوحيد فى المنطقة، وعادةً، يتم التوافق عليه بين الدول الخارجية الإقليمية والدولية وأعضاء البرلمان.. ولكن منذ منتصف السبعينيات، لم يرشح أحد نفسه، حتى خرج علينا رئيس القوات اللبنانية لأول مرة دكتور سمير جعجع يعلن برنامجاً انتخابياً ورؤية سياسية تضمن وضع السلاح تحت مظلة الجيش اللبنانى، ويضمن قرار لبنان لصالح الدولة والمواطن وليس لصالح أهداف إقليمية ومصالح الجيران.. وللأسف، لم نجد من يقف بشجاعة أمامه ويرفض، أو يرشح بديلاً، ولكن الرفض لحزب الله ولفريق ميشال عون، حلفاء إيران، بوضع ورقة بيضاء لا تعبر عن المسؤولية الوطنية أو البرلمانية، فالمواجهة الديمقراطية السلمية كانت أفضل رد فى حالة رفض المرشح، وللأسف هناك خطة لإدخال مصير لبنان إلى الفراغ الرئاسى لعدة شهور، والرهان على شخصيات تبيع وتشترى فى مصلحة لبنان. المهم، لن ترضى الأجندات الخارجية وآخرها يؤكد أن الرئيس الحالى قام بالرد على عدة تجاوزات فما كان إلا الهجوم والتطاول عليه، لذلك نتمنى أن يأتى رئيس قوى إلى الرئاسة اللبنانية ليؤكد أن الرئيس المسيحى الوحيد فى المنطقة العربية لا يقل مواطنة ولا وطنية، وأن يكون ولاؤه للعرب وليس لإيران.. وأحمد الله أنه بعد متابعة الجولة الأولى فى الانتخاب اكتشفت أن كثيراً من النواب يهمهم مستقبلهم وأموالهم ولا يهمهم مصير الوطن وأهدافه مع هذا الرئيس، لذلك فالانتخاب المباشر يجعل مصير الدول بين شعبها وليس مع النواب الذين كثيراً ما تكون لهم حسابات ومصالح ولا تأتى الأولوية لمصير الوطن والبلاد.. فالواجب الآن أن نعود وندرك أن الصوت قد يضيع مستقبل دول أو نستعيد به القرار للوطن والعباد.