مصر الكبرى
أكتوبر بدون الضربة الجوية
يأتى السادس من اكتوبر هذا العام فى ذكراه التاسعة والثلاثون ولن نستمع ليل نهار الى أغنية كانت مقررة علينا على مدى سنوات طويلة من حكم مبارك وهى " اول ضربة جوية فتحت باب الحرية "
والتى كانت تختزل حربا خاضها المقاتل المصرى فى كل أسلحة القوات المسلحة برية وبحرية ودفاع جوى وقوات جوية وكل الاسلحة الفنية والمعاونة والإدارية الى ضربة جوية افتتاحية فى بداية الحرب لمدة دقائق معدودة لا نقلل من قيمتها ولا اثرها المعنوى على القوات التى كانت متأهبة لاقتحام القناة والاهم ان هذا الاختزال كان ينسب الضربة الجوية الى شخص قائد القوات الجوية فى ذلك الوقت والذى كان يجلس فى الاحتفلات مزهوا منتفخ الاوداج وكأنه هو من قام بقيادة كل المقاتلات والمقاتلات القازفة التى شاركت فى تلك الضربة لا شك ان ذلك المشهد كان مستفزا لآلاف المقاتلين الذين كان لهم شرف القتال لتحرير الارض المحتلة ، وللحق قبل ذلك وإبان حكم السادات كان يتم اختزال تلك الحرب التى هى علامة فى تاريخ العسكرية المصرية فى قرار السادات الذى حمل لقب صاحب قرار الحرب وقرار السلام وكأن الحرب لم تكن اكثر من قرار فما بين القرار وصاحبه والضربة الجوية وصاحبها ضاعت دماء شهداء طاهرة وتضحيات مقاتلين بعشرات الآلاف ومصابون لازال منهم نزلاء فى ملجأ بائس يسمى الوفاء والامل ، وهنا يأتى السؤال كيف ستحتفل بذكرى انتصار اكتوبر هذا العام ؟ هل جاء الوقت لنحتفل بالمقاتل المصرى البسيط الذى حمل روحه على كفه وتقدم جسورا يقتحم قناة السويس ويهاجم حصون خط بارليف طالبا للثأر القومى ليمحو عار هزيمة لم يكن له يد فيها وليقدم نموزجا نادرا لشجاعة الرجل فى مواجهة الدبابة والطائرة المقاتلة والحصون المنيعة بسلاحه الفردى على مدى بلغ ما يزيد على ٤٨ ساعة فى سابقة لم تشهدها الحروب من قبل أزهلت الخبراء العسكريين فى العالم كله هل حان الوقت لتكريم المقاتل الحق نبحث عنه فقط لنرد له اعتباره بدلا من ان تكرم من لم يكونوا قد ولدوا عندما كان ابناء اكتوبر يقتحمون القناة .. وكل عام ومصر الحرة الكريمة بخير .. ورحم الله شهداء اكتوبر وخفف عن مصابيها وأكرم مقاتليها بالصحة وبارك فى ابنائهم وأسرهم ولعل ثورة يناير تكون بردا وسلاما لهم