مصر الكبرى
جيهان سليمان تكتب : ناس ليها تر تررررر
 
هي ثقافه الاحتقان والغضب الموروث مع (فدادين) الحظ وقراريط (الشطاره) فاصحاب الحظوه والنفوذ والتلاعب والحسابات هم فقط من يحصدون ويقف الشرفاء واصحاب (الوكسه (علي بابهم ..في انتظار ..
لغدق فتات النعمه متفرجون علي ابناء (الكوسه)
وتراكم هذا الاعتقاد الحتمي يقف كالمارد في العقل الجمعي الذي اصبح رافضا لكل المتغيرات والاقتراحات فاقدا الثقه في انه سوف ينال ما تمليه عليه (شطارته ) بعدما سلب ابناء (الحظوه )
حتي احلام منامه قبل ان ترحل نجوم السماء وترتاح من سهر الليالي ..
وتبقي عباره عبد السلام النابلسي في فيلم (شارع الحب ) الذي صار خاويا مع موجات الكره والغضب (ناس ليها حظ وناس ليها تر تر ) تعتلي خيمه من الخيمات الرابضه امام مبني الاذاعه والتلفزيون (للحالمين ) باربع جدران من فيض الحكومه ..ليتحول المشهد الدرامي القاتل الي مشهد كوميدي حينما يقوم اطفال المخيمات بتزينها بزينه رمضان بينما امهاتهن الرابضات تاتي بمخزون السكر والشاي وهن علي ثقه ان الحكومه اعتادت علي هذا المشهد ومنحت لهن شط النيل  ليصبح شط السهر والمبكي وانه سيهل الشهر الكريم دون حوائط يخبطون راسهم فيها كما قال لهم المسئول العنيد .. ناس ليها ترتر ..عباره اعتلت المؤسسات التي ترفض كل قادم علي مقعد مسئول ولا تنذر باسماء بديله فالرفض اسهل من سوء الاختيار وضياع ما بقي من فرص الشطاره التي  نهبها الحظ وجرد منها الوطن ..
ولان مصر ينطبق عليها مثل من بره هلا هلا طوفان (الطفح ) يغرق الشوارع . ليخرج الانين باحثا عن حظه المسلوب وتغرق الشوارع الاقدام العاريه التي تتناقض بكل سفور مع حضاره مصر المزعومه وهو الطفح المسكوت عنه الذي وجد ضالته الان في نسيج كان يلفظه فالتحم مع الثوره معبرا عن ذاته التي لفظتها الحكومه واسكنتها مخيمات وعشش الايواء ..الكل يبحث عن الحظ المفقود والدور الذي احتل الخيال ولم يهبط الي الواقع طوال سنوات عجاف لعبت فيها (الشله )دور البطوله ..
والحكومه التي تفشل في تهدئه الاحتقان عليها اولا ان تخبر الشعب بان الموروث القديم بان اصحاب الحظ ثابتون والمحتفون بالترتر ثابتون قد ولي وان هناك عدل جامع لا نسطره بل نقره في قرارات تبدا من (سعر) الحياه الذي يلتهمنا ويكلفنا ثمن البقاء كثيرا ..
ان تعلن الادميه وتحل المشاكل الرابضه في الشوارع وتحلل
عبارات الخيم التي تئن وتخرج من يريد المساعده من جحور الخوف ..فمثلما يعتلي المسرح اولاد القهر وشهداء الفساد وهم احياء هناك من لا يجرئون علي ان يتقدموا خطوه خوفا من ذبحهم وتسليط الضوء عليهم والتفتيش في امرهم ..فقد هالني الالم البارح الذي اراه صعودا وهبوطا امام ماسبيرو الصامت العتيق من اطفال يموتون من البرد والمرض والانتظار وتفلت اقدامهم في شط لم يعد حنون وخاطبت بعض الشخصيات الميسوره لتوفد طعاما وامانا وسكنا لهم ولكن الصدمه كانت اكبر من الالم حينما عزف الجميع عن المشاركه حتي لا يسلط عليهم ضوء او ياتي اسمهم في نبأ ..قائلين  انت عاوزاهم يفتكرونا ولا ايه
فادركت ان الخوف من الاستفزاز الجمعي اكبر من اي ادعاء بعشق تراب هذه البلد ..والبقيه تاتي