كتاب 11
شياطين الإنس
مازالت مصر تحارب، فى كل اتجاه، إرهاباً، فساداً، وترهلاً فى الإدارات، بجانب كوارث يومية من صراع قبائل فى أسوان، إلى قطع كهرباء وبلطجية الإخوان فى الجامعات… إلخ، وعلى التوازى تجد مخططاً آخر ظهر باحتراف وبشكل نوعى يتلخص فى التمدد من خلال الإعلام ورجال الأعمال.. نعم فالهدف من الخطة التى تسمى «الموعظة الفكرية» هو التأثير على العقول المصرية من خلال المحطات والبرامج لتكون منابر حديثة لتوجيه العقول المصرية نحو سياسة خارجية محددة.
نعم فنجد كل البرامج تبدأ بالإشادة بالجيش والشرطة والدولة والحكومة ليطمئن المشاهد لها، ثم تدخل بجرعات متوازنة بتحليل سياسى لصالح إيران أو حزب الله أو نظام بشار، وضرورة عودة العلاقات بالانفتاح على إيران.. تجد هذا التوجه أصبح متوفراً من خلال صحفيين وإعلاميين معروفين.. تسأل: كيف هذا التحول، وهذا الحلف نفسه متهم فى المحاكم بفتح السجون، ودولة إيران متهمة بتصريحاتها العلنية ضد مصر من أول ثورة 30 يونيو، التى كشفت علاقتهم مع الإخوان ضد الدولة المصرية… الدليل مؤخراً ما كتبته وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» تحت عنوان «المستقبل الأسود لمصر»، اعتمدت عليه باستخدام عدد من السياسيين والمحللين التابعين لها بالمال والولاء ليؤكدوا فى التقرير أن فوز المرشح عبدالفتاح السيسى سيدخل مصر فى نفق مظلم يضع مصير الغموض على مستقبل الدولة المصرية…
نعم مرة أخرى أنقل لكم الكلام بالنص… كشفت إيران عن وجهها القبيح.. كفى أفعالكم وتصريحاتكم عن مصر وشعبها، فنحن لسنا العراق أو سوريا أو لبنان لتستباح فيها المؤامرات للاستحواذ على العقول المصرية فى اتجاه إيران وضد الخليج والسعودية بالذات.. فخطة الدخول إلى الإعلام عن طريق وكالات الإعلانات التابعة لشركات «قهوة وشاى و..إلخ» لتكون هى الراعى الرسمى لعدد من البرامج والمحطات، بشرط ألا تهاجم فيها إيران وحلفاءها فى المرحلة الأولى، ودعم موقفها فى المرحلة الثانية، ويدخل فى هذه الخلية النائمة من أول المستشار السياسى الفلسطينى إلى صحفيين ومحللين سياسيين لهم رحلات شهرية إلى سوريا ولبنان…
وهناك تفاصيل ندركها نحن المتابعون، منها محاولات اللعب على المسيحيين المصريين فى مصر بإشاعة أنهم الأقلية فى الوطن العربى كما هم الشيعة، فعلينا أن نتوحد كفريق ضد الغالبية السنية فى الوطن العربى.. آسفة ستخسر أيها الإيرانى المتآمر علينا فالمسيحى والإسلامى المصرى ضمن وحدة وطن وجيش وشرطة ومصلحة وطنية لا تفرقهما الفضائيات ولا المشروعات لرجال أعمال، ولا رعاية لبرامج معينة… فشياطين الإنس هم أنتم يا من تتآمرون لبناء حلف ضد الرئيس القادم لتعرقلوا خطة تحالف عربى جديد دون أن تكون لإيران وقطر وإسرائيل مساحة تخترق بها المسلمين والمسيحيين بالبرامج، والمذيعون أصبحوا معروفين ونموذج الاستهبال والاستغفال مرفوض حتى لو كان من الشياطين.