كتاب 11
جميلة الجميلات
في ليلة أقل جمالاً من هذه الليلة يا فيرجينيا، عفواً، أقصد يا عزيزي القارئ، أتاني بعض الأشخاص بالخيمة، عفواً، أقصد القهوة، ماهذا القلش، أعذرني عزيزي القارئ، فما زلت متأثراً بمشاهدتي لفيلم الناصر صلاح الدين، ولاَّ أقول لك يا عزيزي، لا تعذرني ولا أعذرك، يعني هي جت علينا، ما كله قافش على كله، سأستمر في القلش وإستمر أنت في القفش!!، كان أولهم والي عكا، ذلك الخائن لوطنه وأهله ودينه، الطامع في السلطة والمال، ثم جاء ملك فرنسا الحقير قاتل أهله ومؤيديه للمتاجرة بدمائهم وإلصاق التهمة بصلاح الدين،
ومن ورائه ذلك الشخص اللي مش صليبي بس بيهيص في الهيصة يمكن يطلع له بحاجة، وبعدهم ريتشارد بجلالة قدره، المخدوع الذي يظنها حرباً وصراعاً من أجل الدين وماهي إلا الدنيا بوساختها، وأخيراً فيرجينيا جميلة الجميلات، والتي بالرغم من جمال مظهرها إلا أنها قبيحة الجوهر والفكر والمبدأ، باعت الجميع، وساومت الجميع، وتحالفت مع الجميع، وخانت الجميع، وكل ذلك من أجل السلطة (حلمها القديم)!!، والذي عاشته حقيقة لفترة ثم سُلِبَ منها وسُلِبَ معها عقلها، فأشعلتها حرباُ ودماءُ وخداعاُ وكذباُ، كل هؤلاء أجمعوا على شيٍ واحد، وهو كراهية صلاح الدين، جاءوا ليقنعوني بذلك، قلت لهم بل جيش الحق تكرهون، تكرهون الجيش السد المنيع بينكم وبين آمالكم وطموحاتكم وأحلامكم المريضة، تكرهون الجيش الصامد أمام أبراج خيانتكم وجهلكم وحقدكم، تكرهون الجيش الــ ….. ،
فقاطعني اللي مش صليبي بس بيهيص قائلا: “حيلك يا عم، الجيش على عينا وراسنا، بس الجيش حاجة وصلاح الدين حاجة ثانية”، فقلت “الله، دي ظاهرة تاريخية بقى، طب معنى كده إنكم تحبون عيسى العوام”، جميعاً قائلين:”طبعاً لا”، فقلت “طب الدمشقي بتاع السائل بتاع الأبراج”، جميعاً قائلين “طبعاً لأ”، قائلاً ” طب إمشي يا جزمة منك له من قدامي”، ثم مستدركاً “رايحة على فين يافيرجينيا، ما لسه بدري، ما تقعدي نشرب شاي”، قائلة “تؤمر يا باشا”، قائلاً “واطيه صحيح”.