كتاب 11
لا تنسوا الصعيد
اصبح مطلبا قوميا واستراتيجيا ملحا رغم ظروف البلاد الصعبة وقصور الميزانيات وانعدام الرؤية الحقيقية وتعاقب الازمان التي كرست اهمالا علي اهمال وفقرا علي فقر وجهلا علي جهل .
هكذا يعاني صعيد مصر منبع الحضارة وحافظ الثقافة وحصن التقاليد المصرية الحقيقية التي شوهت وربما ضاعت وسط امواج العولمة ورمال عصر المعلومات المتحركة .الصعيد الذي عاني طويلا من اهمال الحكومات المتعاقبة التي لم تجد امامها الا القاهرة والاسكندرية والدلتا وبعض المناطق المتفرقة لكي تضع مساحيق التجميل الوهمية عليها من باب الاهتمام والايهام بان شيئا حقيقيا من التنمية يحدث في مصر وانزوي الصعيد خجلا وايثارا وظل يعاني من القصور العام في كل شئ –في التعليم والصحة والاستثمار والتنمية حتي اصبح طاردا للسكان اللذين ضاقت بهم سبل العيش واستفحلت بهم طواحين الحاجة في زمن لا يرحم احدا .
ان مشكلة الصعيد الحقيقية لا تكمن فقط في ضيق الاراضي الزراعية التي تمثل شريطا محدود المساحة علي جانبي النيل او في شح الموارد الاقتصادية او وضعه الهزيل علي خارطة التنمية في مصر ولكن مشكلة الصعيد تكمن ايضا وباقتدار في الزيادة السكانية المطردة هذه الزيادة الهائلة كما نعلم تاتي دائما من افقر المجتمعات فسكان الصعيد يمثلون 25 بالمئة من سكان مصر ورغم ذللك فانهم ينجبون 42 بالمئة من الزيادة السنوية في سكان مصر لذللك فان الصعيد وبكل وضوح مرشح للدخول في منطقة عصية علي الحل ان ظل الوضع هكذا واستمر التجاهل الحكومي والمجتمعي علي هذا النحو .
والنتيجة الطبيعية لذللك هو وقوع شرائح كثيرة تحت هيمنة النزعات المتطرفة التي لا تنشط الا في مجتمعات تعاني من الفقر ثم الجهل ثم المرض وبالتالي تصبح مجتمعات الصعيد فريسة سهلة المنال لكل عابث وكل حاقد وكل متطرف يريد تمزيق هذا الوطن ولنتذكر ان مصر موحدة شمالا وجنوبا منذ مينا موحد القطرين ومنذ ذللك العهد فان الدولة المصرية وهي الاقدم والاعرق في التاريخ الانساني ظللت متماسكة بشمالها وجنوبها ولم تستطع اية قوة علي وجه الارض ان تفتتها حيث ان انتماء الصعيد لمصر واندماجه بها صعب المهمة علي كل العابثين .
نداء للدولة المصرية ولكل مرشح تفنن في رسم برنامجه الانتخابي واستخدم كل مفردات الهيمنة الانتخابية لا تنسي الصعيد !