عرب وعالم
سلمان الحمود: وفرنا الأرضية الملائمة ونثق بأن اجتماع القادة العرب سيكون على مستوى التحديات المصيرية
قبل أيام من التئام شمل القادة العرب في “قمة التضامن لمستقبل أفضل”، التي تستضيفها الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، سادت نبرة التفاؤل بين المسؤولين الكويتيين بخروج القمة بنتائج إيجابية، سواء لجهة تحقيق قدر من المصالحات العربية- العربية، أو على صعيد اتخاذ مواقف موحدة إزاء الملفات الثلاث الرئيسية المعروضة على القمة، وهي القضية الفلسطينية، والملف السوري، أو تطوير الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك.
وزير الإعلام الكويتي سلمان الحمود الصباح أعرب للوفد الإعلامي المصري، خلال زيارته ولقائه مع الوفد في مقر إقامته، بعد ظهر أمس، عن ثقته وتفاؤله بأن اجتماع القادة العرب سيكون “على مستوى التحديات المطروحة على القمة، والقضايا الملحة والمصيرية التي تواجه الأمة العربية”. وقال الحمود إن بلاده “وفرت الأرضية الملائمة، وسخرت كل امكاناتها السياسية والدبلوماسية، وقامت بكل الجهود اللازمة لتخرج القمة بما يأمله المواطن العربي”، مضيفًا أن الصيغة الأساسية لتعامل الكويت مع القضايا العربية التي ستتصدى لها القمة هي “التوفيق والتوافق بين وجهات النظر المختلفة، وتأسيس نجاحات في التصدي للقضايا الملحة بجدية والتزام، واتخاذ قرارات قابلة للتطبيق”. مشددًا على أن الكويت “تحرص دائمًا على الجانب التنفيذي، أي ما بعد مؤتمرات القمة، لمتابعة ما يخرج عنها من قرارات وتوصيات، خصوصًا منها ما ينفع الشعوب العربية، وفي المقدمة منهم الشباب”.
وزير الإعلام الكويتي أكد، في معرض رده على سؤال عن تأثير الخلاف القطري- الخليجي، والقطري- العربي على أعمال القمة، أن بلاده تسعى دائمًا إلى “لم الشمل، ولا نستعجل النتائج”، معربًا عن اعتقاده بأن البيت الخليجي “قادر على لملمة أموره، ومعالجة خلافاته الداخلية”. مشددًا على ضرورة “عدم اختزال القمة العربية في موضوع واحد”، في إشارة إلى طغيان الخلاف القطري- الخليجي على أعمال الاجتماعات التحضيرية، وقال “روح القمة هي التضامن، ولا يجب أن نقصر التضامن على الشأن الخليجي فقط، بل هو شأن وواجب عربي بالأساس”.
وردًا على سؤال لـ”التحرير” عن تأثير الخلافات الدولية الأخيرة بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والتجاذبات بين واشنطن وموسكو على الملف النووي الإيراني، وتأثير ذلك كله على منطقة الخليج ومجمل القضايا العربية، قال سلمان الحمود “إيران دولة جارة، وتربطنا بها علاقات قديمة ومتينة، وعندما ننظر إلى الملف النووي الإيراني يجب أن ننظر إليه في إطار الملف النووي الإسرائيلي أيضًا، ويجب أن نركز على ضرورة أن ننأى بالمنطقة كلها عن هذا النوع من الأسلحة”. ورأى الوزير الكويتي، فيما يتعلق بالعلاقات الأميركية- الإيرانية، أو الروسية- الإيرانية، إن أي خلافات “تؤثر على العالم كله، وليس منطقتنا فقط، وعلينا كدول عربية أن ننظر ونركز على تضامننا ووحدتنا، فهذا فقط هو ما يحفظ أمننا واستقرار دولنا ومنطقتنا”.
وفي إطار الفعاليات التحضيرية للقمة، عُقد أمس (الجمعة) اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في جامعة الدول العربية، للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة، والذي يُعقد غدًا (الأحد)، ودعا نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، في كلمته أمام الاجتماع، إلى “استعادة المبادرة العربية، والتحرك الناجع والتحسب لأي إخفاق في مفاوضات المسار الفلسطيني- الإسرائيلي”، التي تقودها الولايات المتحدة. وشدد بن حلي على أهمية “طرح الحلول البديلة، والتحرك الدبلوماسي الفاعل لكسر حالة الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد أي مساءلة أو متابعة قضائية أو ردع عقابي لجرائمها، ولعدم التزامها بأسس تحقيق السلام، ولخرقها المتواصل للقوانين والشرعية الدولية”.
ورأى بن حلي أن “عاصفة التغيير التي هبت على المنطقة العربية، وضعت الدول والنظام العربي الجماعي أمام متطلبات جديدة تحتم استرجاع عناصر الموقف العربي وحيويته، لتصويب رياح التغيير في اتجاه بناء الدولة الحديثة راسخة المقومات والمؤسسات والحقوق والواجبات على أساس المواطنة”. مطالبًا بضرورة “معالجة حالة الاختلافات في الرأي أو التوجهات أو في تقدير المواقف، التي أصبحت تؤثر سلبًا على العلاقات العربية البينية، والعمل على إعادة الدفء والتضامن للبيت العربي وتحصينه من الاضطرابات والهزات”.
من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله، أمام الاجتماع نفسه، إن القمة العربية “تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والوضع المأساوي في سوريا”. مشددًا على ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي، والخروج بتوصيات ومشاريع قرارات حاسمة لهذه القضايا، لرفعها إلى القادة العرب”، في اجتماعهم يوم الثلاثاء المقبل.
وكانت قضية المصالحة “العربية- العربية”، والوساطة الكويتية لرأب الصدع بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب، وقطر من جانب آخر، سيطرت على أعمال المؤتمر الصحفي الذي عُقد مساء أول من أمس (الخميس)، والذي أعلن خلاله وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح انطلاق فعاليات القمة العربية الدورية الخامسة والعشرون. وأعرب الوزير الكويتي عن ثقته أن لقاء القادة العرب سيكون “فرصة مناسبة لتنقية الأجواء وتصفيتها”، متمنيًا أن تسود أجواء العمل المشترك، لافتًا إلى أن الانشقاق في الدول العربية “لن يدوم”.
وخلال المؤتمر الصحفي، أعلن وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة التنسيقية العليا للمؤتمرات الشيخ محمد عبد الله، أنه تأكد لدى دولة الكويت حتى الآن “حضور 14 رئيسًا وقائدًا عربيًا للقمة”، مشيرًا إلى أنهم سيصلون إلى الكويت يوم الاثنين المقبل، استعدادًا لاجتماع القمة على مستوى القادة والملوك يومي الثلاثاء والأربعاء. واعتبر العبد الله أن هذا التمثيل العالي المستوى “يؤكد نجاح شعار القمة بأن التضامن العربي سيؤكد مستقبل أفضل”.