مصر الكبرى
الجهــل المقـــدس .. !
في عالم يتحول فيه الناس الي حالة من الخبل الديني الذي ليس فيه لا من الدين ولا من الثقافة شيء رأيت ان الفت نظر القارئ الى كتاب عالم الاجتماع الفرنسي أوليفيه روا والذي كتبه في عام ٢٠٠٩
والذي يؤكد فيه اننا لسنا في عولمة الدين بل في عولمة الجهل. أناس اوربيون يتحولون من المسيحية الي الاسلام دونما سبب اكثر من البحث عن هوية وآخرون يتحولون من الاسلام الي المسيحية ومن المسيحية الي البوذية، كل هذا لا يحدث عن علم وانما يحدث عن جهل. ما نراه في مصر بعد الثورة هو سيادة الجهل والصوت العالي . بوصول الاخوان الي السلطة اكتسب الجهل هالة من القدسية وانتقلت مصر من حال الجهل الذي كنا نتندر عليه ونسخر منه ويثير الضحك فينا من شدة ما فيه من بلاهة وعبط، الى حالة الاحتفاء بالجهل. اصبح هذا الجهل مقدساً. جهل ملفوف بقدسية تدين زائف. نرى الجهل امام اعيننا ونقف له احتراما، لانه جهل مقدس. مصر الآن في مرحلة الجهل المقدس. الثوري الحقيقي هو من يجرؤ ان يقول للجاهل انه جاهل في عينة، فلا قدسية للجهل حتى لو كان الحكم هو حكم الاخوان.
لذلك الفت نظر قراء مصر11 الي المقابلة المعروضة على 11tv التي يتحدث فيها المفكر محمد اركون عن مفهوم الجهل المقدس في بلاد المغرب العربي والجهل المؤسس الذي ينتجه التعليم السيء الذي يؤسس لجهل طويل الامد ، اركون يصف حال المغرب العربي وهذا بالضبط هو حالنا في مصر الان.
رئيس التحريرجمال فندي