تحقيقات

01:39 مساءً EET

في الذكرى الـ25 لإستعادتها.. “طابا” «حكاية وطن»

تحل اليوم الذكرى الـ25 لعودة طابا إلي أحضان مصر.. 25 عاما على ملحمة استعادة طابا التى تعتبر من ابرز الملامح المصرية فى العصر الحديث، والتى فرضت نفسها على الوجدان المصرى والعربي، فبرغم ان مساحة طابا لا تتجاوز الالف متر الا بقليل من الامتار، فان مصر أثبتت وتثبت للعالم اجمع ان من مبادئها الحفاظ على كل حبة رمل ولا تقبل التجزئة أو المساومة.

طابا مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، شريطها الساحلي هو الأكثر جمالا على مستوى شبة الجزيرة، ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة، أجمل مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين الذي رمم من قبل منظمة الآثار المصرية.

تقع فى مواجهة الحدود السعودية فى اتجاه مباشر لقاعدة تبوك‏، لذلك فمن يسيطر على طابا يسيطر على رأس خليج العقبة فيستطيع رصد ما يجرى فى كل من خليج السويس وشرم الشيخ ونويبع‏، ولهذه الأسباب حاول العدو الإسرائيلى تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا.

بدأت قضية الخلاف على طابا عام 1906 عندما حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين، التي كانت تابعة للدولة العثمانية، وانتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح وتم تعيين علامات الحدود، وبعد ذلك  بدأ نزاع جديد على طابا ، التى أطلق عليها “قضية العصر” فى أواخر عام 1981م خلال المرحلة الأخيرة من انسحاب إسرائيل من سيناء، ولكن الدولة المصرية أبت أن يغتصب ولو شبر واحد من أراضيها، وكانت قضية طابا نموذجاً لاستخدام الدولة المصرية لقواها الشاملة فى القضية، التى دامت 7 سنوات حتى عودة طابا.

وبمراجعة سريعة للأحداث نجد أن عملية  الانسحاب الإسرائيلى من سيناء مرت  بثلاث مراحل، الأولى تمثلت فى  النتيجة العملية المباشرة للحرب، وانتهت فى عام‏1975‏ بتحرير المضايق الإستراتيجية وحقول البترول الغنية على الساحل الشرقى لخليج السويس‏.

والقانون قهرا إسرائيل وعند تطبيق معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية، حدث خلاف على تعيين مكان بعض علامات الحدود التي تلاشت، وحاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا، لذلك اتفق الطرفان مصر وإسرائيل على مبدأ التحكيم.

وبعد اربع سنوات من المماطلة أجبرت اسرائيل على قبول التحكيم الدولى فى يناير 1986، ودخل الجانبان فى مفاوضات لصياغة شروط التحكيم، وكانت مصر واثقة من حقها التاريخى فاستخدمت كل الوثائق الدبلوماسية والقانونية والمخطوطات النادرة لإثبات حقها.

وخاضت مصر معركة قانونية فريدة بتشكيل فريق وطنى ومتنوع من خيرة رجالها وبعد الكثير من الوقت نجحت مصر فى ان اصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها فى 27 سبتمبر 1988 باحقية مصر فى ممارسة سيادتها الكاملة على تراب طابا، واستعادت مصر أغلى جزء من أرضها وتم رفع العلم المصري فى احتفالية كبرى فى 19 مارس 1989 وأصبح يوم رفع العلم على أرض طابا عيد قومي لمحافظة جنوب سيناء.

التعليقات