كتاب 11
الإسلام بريء من المتطرفين
لا تعطوهم فرصة.
أخاطب العرب والمسلمين في كل بلد وأقول لهم أن هناك أعداء يريدون الإيقاع بهم، وهناك حمقى وجهلة، من نوع ما عندنا، وكلاهما يبحث عن مادة تديننا جميعاً، فأعود وأقول: لا تعطوهم فرصة.
شابان أفريقيان ذبحا جندياً بريطانياً في لندن بعد أن صدماه بسيارتهما في أيار (مايو) الماضي. وصدر حكم عليهما بالسجن المؤبد وكان القاضي حسن الإطلاع وقال لهما: «أنتما اخترتما الراديكالية وأصبحتما متطرفين تروّجان لقضية ووجهات نظر هي خيانة للإسلام والجماعات المسلمة المسالمة التي تقدم الكثير لبلادنا».
المتّهمان تعاركا مع الحرّاس، وأحدهما صرخ بالقاضي أن عملهما «لم يكن خيانة للإسلام. أنت لا تعرف شيئاً عن الإسلام».
أقول أن القاضي، وأفترض أنه مسيحيّ، يعرف عن الإسلام والعدل والإعتدال فيه أكثر من مجرمين ضالين.
لو اقتصر الأمر على حادث واحد لما استحق إشارة إليه، فهناك مجرمون وجرائم في كلّ بلد، إلا أن هناك أخباراً مؤلمة يوماً بعد يوم وأقرأ «إسلاميون يذبحون 43 طفلاً وهم نائمون في بيوت الطلاب داخل مدرستهم»، والخبر من نيجيريا. وأقرأ عن قتل متطرفين إسلاميين 30 صينياً بالسيوف في محطة قطار، ثم اقرأ أن مسلمين قتلوا 11 قبطياً مصرياً في ليبيا، وهناك أخبار عن حرق كنائس في مصر، وعن فرض جزية على مسيحيين في سورية، وعن نزوح المسيحيين من العراق، وغير ذلك كثير.
كلّ ما سبق ضد الإسلام، نصاً وروحاً، ولا يفيد سوى إسرائيل. فلا يمكن لخبر من نوع ما سبق إلا أن يجد من ينشره في الإعلام الليكوديّ، ويركّز عليه، ويتهم كلّ المسلمين به، لا الفئة الضالة وحدها.
هذه الجرائم أفضل هدية لإسرائيل المحاصرة مع أنصارها. وقد كتبت عن الموضوع غير مرّة، وأعود إليه باختصار شديد اليوم، فإسرائيل تتعرض لحملة مقاطعة عالميّة، من الجامعات والكنائس، إلى الشركات الكبرى والبنوك، من نوع الحملة التي قضت على نظام الأبارتهيد في جنوب أفريقيا. وإسرائيل وأنصارها وليكود أميركا ودعاة الحرب والشرّ الآخرون يبحثون عن قضايا تحوّل الأنظار عن جرائم إسرائيل ويحاولون إلصاق جرائم القلّة الضالة الإرهابيّة بالمسلمين جميعاً، فأقرأ في موقع ليكودي «هل المسيحيون أكثر مجموعة مضطهدة في العالم اليوم؟»، وهي محاولة مكشوفة لإبعاد الكنائس المسيحيّة عن مقاطعة إسرائيل.
أشرت مرّة إلى حملة على الختان في بريطانيا ثارت فجأة واستمرت وفي حين أنني لا أعتبرها «مؤامرة» فإنني أجد الموضوع من النوع الذي يسيء إلى المسلمين من دون قصد.
الختان ليس في القرآن الكريم وإنما هو عادة تعود إلى أيام الفراعنة وأكثر ما تمارس هذه الأيام في أفريقيا، ولا مكان لها في هذا العصر. وقد كان من نتائج حملة بدأتها طالبات مسلمات أن وزير التعليم مايكل غوف أرسل إلى مدارس انكلترا أنه ضدّ الختان، ويطلب جهوداً محليّة لمنعه. «الغارديان» الليبراليّة تبنّت الحملة وهناك عريضة تحمل 250 ألف توقيع ضدّ الختان، وجهد سياسي لإصدار قانون يمنع الختان في بريطانيا.
أعود إلى ما بدأت به، وأقول مرّة أخيرة اليوم: لا تعطوهم فرصة. الإسلام فوق الشمس موضعه والذيـن يـسيئون إلـيه يخـدمون أعـداءه، يسـتوي فـي ذلك أن يكـون عمـلهم جـهلاً أو عمداً.