كتاب 11

10:18 صباحًا EET

«الجنرال المصري» والديمقراطية في الشرق الأوسط

“رجل وطني يحمل دهاء أنور السادات وكبرياء جمال عبد الناصر، لأنه رجل دولة يفكر في قراراته وليس مندفعاً أو أهوج”، هذا ما قاله المحلل السياسي الدكتور مصطفى الفقي عن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري.

أثناء دراسته في كلية الحرب في الولايات المتحدة عام 2006، كتب عبد الفتاح السيسي بحثاً مكوناً من 17 صفحة بعنوان «الديمقراطية في الشرق الأوسط»، تناول خلاله تأثير الديمقراطية على بلدان الشرق الأوسط، وكذلك تقييم الظروف الاستراتيجية والسياسية في المنطقة، وسلّط الضوء على التحديات والمخاطر، والمزايا التي يقدمها النموذج الديمقراطي.

إضافة إلى وجهات نظر مختلفة لدول الشرق الأوسط والدول الغربية نحو الثقافة وآثار الفقر، والتعليم، وغياب وجود الرؤية الاستراتيجية، ودور الدين، والطبيعة النفسية للشعوب، والحكومات، والمخاطر الكامنة في الديمقراطيات الجديدة.

واعتبر السيسى أن منطقة الشرق الأوسط إحدى أهم المناطق في العالم، ورصد العوامل المؤثرة على المنطقة بقوله: “الشرق الأوسط مهد الديانات الكبرى، وتأثير الطبيعة الدينية للمكان واضح في ثقافة شعوب الشرق الأوسط، فالدين هو أحد أهم العوامل التي تؤثر في سياسات المنطقة، وبسبب طبيعة ثقافة الشرق الأوسط، يجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار الطبيعة الدينية للشعب عند إجراء المفاوضات الدبلوماسية ووضع سياسة عامة.

ومن الناحية الاقتصادية، أنعم الله على الشرق الأوسط باحتياطيات الغاز الطبيعي والنفط التي توفر الكثير من احتياجات العالم من الطاقة الهائلة، وبسبب ذلك فإن القوى العظمى في العالم حريصة على المنطقة، وتحاول التأثير والهيمنة عليها.

ونتيجة لذلك، فإن الشرق الأوسط تحت ضغط مستمر لإرضاء أجندات متعددة لبلدان مختلفة، قد لا تتوافق مع احتياجات أو رغبات شعوب الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، فإن الشرق الأوسط، من المنظور الجغرافى، هو منطقة استراتيجية بسبب قناة السويس.

ومضيقى هرمز، وباب المندب، وهذه كلها ممرات تجارية مهمة وحيوية، إضافة إلى أهميتها العسكرية والطبيعة الاستراتيجية للمنطقة، إلى جانب أن الطابع الدينى للثقافة يخلق تحديات تواجه إقامة ديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة على المدى القريب”.

وعن السياسات الأميركية في المنطقة قال السيسي: «لقد كانت أميركا قوة دافعة في الشرق الأوسط في ما يتعلق بدعم المصالح الوطنية للولايات المتحدة، وفي إطار جهودها للقيام بذلك، دعمت الأنظمة غير الديمقراطية وبعض الأنظمة «غير المحترمة» في الشرق الأوسط، ومن أمثلة ذلك نظام صدام حسين وبعض أنظمة شمال إفريقيا.

ولهذا يتساءل الكثيرون عن دوافع الولايات المتحدة ورغبتها في إقامة الديمقراطية في الشرق الأوسط الآن، وهل الانتقال الديمقراطي في مصلحة الولايات المتحدة، أم في مصلحة دول الشرق الأوسط؟

إن تطور الديمقراطية في الشرق الأوسط لن يحدث بسهولة إذا ما اعتُبرت الديمقراطية خطوة من جانب الولايات المتحدة بهدف تحقيق مزيد من المصالح الاستراتيجية لها، كما أن هناك قلقاً من أن الحرب على الإرهاب هي في الحقيقة مجرد قناع لإقامة الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط».

وقد كشف اللواء أركان حرب الدكتور طلعت موسى، الخبير الاستراتيجي والمستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، خلال حوار مع جريدة “فيتو” المصرية، عن المخططات التي تتعرض لها المنطقة العربية وعلى رأسها مصر، وما تسعى أميركا والدول الأوروبية إلى إحداثه في مصر، والذي يتضمن إنشاء دويلة إسلامية في الدلتا ومسيحية في الصعيد ونوبية في الجنوب، ووضع قناة السويس وسيناء تحت سيطرة إسرائيل.

كما كشف عن أن ما يشهده الشارع المصري هذه الأيام من إرهاب ومحاولات لإثارة الفتن والرعب بين المواطنين مخطط له منذ سنوات، مؤكداً على ضرورة تكثيف تأمين الفريق أول عبد الفتاح السيسي لأنه مستهدف. وأعلن الخبير الاستراتيجي عن مخططات الغرب ومشروعات الشرق الأوسط الكبير والجديد بالخرائط، ولكن تكتل مصر والسعودية والإمارات أوقف هذا المخطط التآمري.

أعود للقول إن الفريق السيسي استطاع أن يجمع 40 مليون مصري في 36 ساعة لتأييده في مواجهة الإرهاب، وبدأت الجماهير العربية تلتف حوله.

وقيام مواطني أغلب الدول العربية برفع صوره وكأنه جمال عبد الناصر جديد، دليل على تأييد واضح لثقتهم في هذا الرجل، خاصة وأنه قليل الكلام ذو شخصية قوية، دقيق وملتزم بنصوص القوانين وقواعد الدستور، ولم يخش الأميركان، وهو مثال للوطنية المصرية الخالصة، ومؤيد لقرارات الشعب وليس للإرادة السياسية.

ولهذا قال عنه عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، إنه يجد في وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي روح أبيه.. وأنه سوف يؤيد ترشح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، في حالة إقدامه على هذه الخطوة، موكداً أنه سيكون خير رئيس لاستجابته لمطالب الشعب المصري، ورجوعه إليهم لاتخاذ القرارات كما فعل أثناء طلبه تفويض الشعب لمكافحة الإرهاب.

كما أكد المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، أنه لن يترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية في حالة ترشيح السيسي نفسه، وسيعلن دعمه له.

إن الأوضاع الحالية في مصر والمنطقة العربية في ظل التهديدات التي تواجهها، تستوجب حاكما ينتمي لخلفية عسكرية لمواجهة هذه التحديات، سواء الداخلية أو الخارجية، لأن العقلية المدنية تحتاج إلى حكمة وخبرة في مجال الأمن القومي والاستراتيجية المصرية.

فهل سيحكم مصر الجنرال المصري الذي وصفته مجلة نيوزويك الأميركية بـ”الجنرال الهادئ”، ويعيد لمصر وللعرب العزة والمجد والعروبة؟ وترى فيه الأمة العربية “عبد الناصر” جديداً؟!

التعليقات