آراء حرة
نادى بقطر يكتب : القناع (قصة قصيرة)
قبل أن يحين ميعاد أستيقاظى المعتاد عليه يوميا وجدت نفسى منفتح الأعين . مع بداية أول ضوء للشمس الذى يبدأ مبكرا بعض الشئ .
وماذالت زوجتى نيام … نيام وهى فى الأتجاه الأخر عن وجهى مما جعلنى أستمتع ببعض الوقت فى سكون قبل الذهاب للعمل الذى لا يبعد كثيرا عن منزلنا العتيق … والمطل على الميدان الذى بنهايته المصلحة مقر عملى. بعد أن أنتقلت اليها من بضع سنوات قليلة .
ولم يقطع هذا السكون الا صوت الأولاد على السلالم الخشبية التى للمنزل . مع صياحهم كل يوم عند ذهابهم لمدارسهم . وهذا ما سيكون عليه أولادى التوأم العام القادم إن شاء الله . وأبدء يومى بعدما أتحسس ذقنى.. وشعرى من الأمام للخلف . وأغتسل دون حلاقة ذقنى فالعمل لا يدقق فى مثل هذه الأمور . وأجهز للنزول وقبل أن أخرج وأبدء يومى نظرت من الشرفة على الميدان فوجدته يعج بأناس من كل شكل ولون حتى المركبات والباعة الجائلين وإمتلاء موقف الأتوبيس وأصبح الميدان رمز لبلد بلا نظام … وبلا أشياء أخرى كثيرة . وأسرعت للنزول وعلى مسمعى أصوات متداخلة من الميدان . أسرع الخطى لأن دفتر الأمضاء بمكتب المدير . مترجلا على الرصيف دون النظر للتفاصيل فقط عيناى على مبنى المصلحة ولكن حينما وقع نظرى على وجوه الناس رأيت ما لا أصدقه … ما هذا … الذى أراه.. وأنا غير مصدق مما أراه الكل على جبينه كلمة أو خطوط حتى الجالس على المقهى . وبدأت ابطئ قدماى لأتفرس فى وجوه جبهات المارة لأقرأ على السيدة القادمة أمامى كلمة ثرثارة وأنظر لمن يحتسى الشاى الجالس على المقهى وعلى جبينه كلمة بخيل والذى بجواره مكتوب عليه حرامى … عجبا الكل مكتوب صفته على جبينه وأنظر بجوارى للرجل المبتسم لأقرأ كلمة نصاب وألمح بعينى هنا وهناك كسلان … مرتشى … قواد … كذاب وأنا فى حالة ذهول ممن أرى لأدخل الى عملى مسرعا ناحية المدير لأقرأعلى جبينه فاشل والكل مبتسم لما هو عليه حتى الخائن …والجبان…و…و…وان فى زهول وحيره.
وجدتنى أتكلم بصوت مسموع لعلى نائم … وأقول وأنا فاتح ذراعى يمينا ويسارا العالم أصبح مكشوف بلا أقنعة .. يالا العجب … وأخرج مسرعا إلى الشارع ناحية عم محمود صاحب عربية الفول بجوار المصلحة وقبل أن أطلب منه طبق الفول اليومى لأقرأ عل وجهه غشاش وقبل أن يضع الفول فى الطبق الصغير أشرت اليه بالرفض لأنظر سيدة قادمة مع طفلها والطفل بلا كلمة مجرد جبهة بيضاء حتى السيدة المسنة التى تحاول أن تعبر الطريق أيضا بلا كلمة بيضاء الجبهة … أناس من كل لون أقنعة زائفة سقطت ليظهر المرتشى والزانى والكسول …. حتى السيدات من صفات يعف عنها الأنسان وعندما أقتربت إلى منزلى رفعت يدى للسماء وأقول .
ياربى هل أنا نائم أم.. العالم تغير .. وكل من حولى ينظر إلى وعلى مسمعى كلمة مجنون .. مجنون وخطوت الثلاثة سلالم الأولى للمنزل وكل ذهنى إنى أكتشفت الصديق المنافق والزميلة المستبدة … وكل أصدقائى بين الخائن والمستغل وعلى شاكلتهم ياليتنى طفلا أو مثل السيدة المسنة… صعدت حتى باب شقتى وقبل أن أمد يدى للجرس .. تراجعت لأفتح بالمفتاح دون أزعاج لأحد خاصة زوجتى التى تفوق المدير فى شخصياتها دخلت حتى سريرى لأنظر اليها وأقرأ ما لا اتوقعه على جبيهها لأرجع للوراء.. حزين ناحية غرفة أولادى لأراهم ذو جبهة بيضاء . تذكرت حينما كنت أكتب.. لا أريد إمرأه بل أريد مرأ~ه أرى فيها ذاتى وترى ذاتها فى مرأ~تى .
ولكن ها هى نيام . وعندما تواجهت مع المرأة نظرت وكلى خوف من المرأه لأقرأ على وجهى ما يجعلنى أتراجع للوراء حتى كدت أن أسقط.. لولا وجود مقعد خلفى … وأنا فى ذهول أستدير ناحية التلفاز ويدى اليمنى ممسكة بالكرسى حتى لا أسقط وعندما شاهت التلفاز على القناة الأولى وجدت برنامج صباح الخير يا مصر للمذيعة المعروفة على وجهها صفاتها …حتى المسئول الكبير الذى أمامها تعلوه صفته… بلا خجل فقط ما كان يخجلنى هى صفتى …