مصر الكبرى
كيف خسر الإخوان غزوة العباسية؟
دعت جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من السلفيين إلى جمعة أرادوها مليونية يوم 4 مايو, أطلقوا عليها جمعة النهاية. جاءت هذه المظاهرة بهف تأييد المعتصمين في ميدان العباسية, ومساندتهم في مواجة قوات الجيش التي تحمي وزارة الدفاع. وبينما رفع شباب الإسلام السياسي رايات الخلافة السوداء بدلا من راية الجمهورية, انضم إليهم أبوالفتوح والظواهري تدعيما لمطالبتهم بسقوط حكم العسكر. أراد الإخوان إثبات قوتهم في الشارع وإسقاط المجلس العسكري بسبب تمسكه بحكومة الجنزوري.
فقد رفض الإخوان الاتفاق الذي تم بين المجلس العسكري والأحزاب السياسية والجماعات الثورية,على ضرورة تكوين الجمعية التأسيسية للدستور من خارج برلمان الإخوان, على أن تمثل فيه جميع فئات الشعب المصري بنسب عادلة. كما أدرك الإخوان عدم قدرة عبد المنعم أبوالفتوح في الوصول إلى مقعد الرئاسة في انتخابات حرة, حيث بينت استطلاعات الرأي تفوق عمروموسى عليه. لهذا قرر الإخوان ضرورة التخلص من حكمومة الجنزوري وتشكيل حكومة مدنية تخضع لسيطرتهم, هي التي تشرف على إجراء انتخابات الرئاسة وتضمن فوز مرشحهم.
  لكن حدثت المفاجأة التي أدت إلى هزيمة الإخوان وإضعاف موقفهم عما كان عليه سابقا. ذلك أن الإخوان أرادوا معركة في ميدان العباسية بين شباب الثورة وقوات الجيش, ينتج عنها سقوط عدد كبيرمن القتلى مما يساعدهم على استثارة الجماهير لإسقاط الجنزوري والمجلس العسكري كلاهما. لكن حدث ما لم يتوقعه الإخوان. فقد رفضت الأحزاب القومية وشباب الثورة الخروج في مظاهرة الإخوان, التي لم يتجاوز المشاركين فيها – سواء في التحرير أو العباسية – سوى بضعة آلاف, مما يدل على تآكل شعبيتهم بين الجماهير. فقد أدرك شعب مصر ما يريده الإخوان بوطنهم, وكيف استغلوا ثورة الشباب لتحقيق أهدافهم الخاصة ومحاولة فرض نظام ديني شمولي عليهم, يكون أكثر قهرا من نظام يوليو.
لماذل يريد الإخوان استبعاد جميع أطياف الشعب من كتابة الدستور ليكتبونه وحدهم؟ لماذا أعلن الإخوان عدم نيتهم على ترشيح واحد منهم للرئاسة ثم رشحوا ثلاثة؟ ولماذا يقدم الإخوان عبد المنعم أبو الفتوح على أنه مرشح الثورة بينما هو واحد منهم؟
الآن انقشعت الغمامة وأصبح المصريون يدركون جديدا أهداف الإخوان الحقيقية, وعندما رفض شعب مصر الإنضمام إلى الإخوان في غزو العباسية, سقطت مؤامرات الإخوان وهزموا في المعركة.
أحمد عثمان