أفضل المقالات في الصحف العربية
فيسبوك-واتس أب أين المبرمجون العرب
أسماء وأسماء لبرامج ومخترعات وتقنيات من الغرب والشرق الأقصى ومن هنا وهناك، تظهر لنا كل يومٍ وتشتهر بيننا ونحن نستخدمها ولا نعلم لمن هي؟ ومن اخترعها؟ ومن وراء تمويلها؟ وكيف تستطيع تحمّل كل هذه الأعباء المادية لوحدها بدون إعلانات؟
وفي يد من تصل جميع معلوماتنا؟ ولماذا يُصرُّ بعض هذه البرامج الخاصة بالتواصل الاجتماعي على استخدام رقم هاتفك؟ أسئلة كثيرةٌ لا نستطيع أن نجيب عليها، لأنّنا لم نقم باختراع هذه المخترعات.
ولم نحسن حتى استخدامها في أغلب الأحيان، ولم يقم علماؤنا الكبار في مجال الأنظمة الرقمية بإرشادنا لكيفية استخدامها الصحيح، خاصة في مجال سرية المعلومات التي باتت في أيدي قومٍ لا نعرف عنهم شيئاً، والمؤسف جداً أنّنا نستخدمها بكل عفويةٍ وطمأنينة منا، ولا نعرف خطورتها علينا وعلى أمننا، وأذكر هنا قول أحد الشعراء الشعبيين:
يا ليل لا تسأل عن اهل التعاليل
في غيرها هذا الزمان اسهرونـا
“أبل” هبَل سحره عقول الرجاجيل
ومن نوكــيا وايــام عزّه خذونـا
يكفي شعاره عن كثير التفاصيل
يشيــر بالقضمه.. لغلطة ابونــا
منذ انطلاقة “الإنترنت” الكبرى في عام 1995م، وذلك بعد أن قامت الحكومة الأميركية بفتح الملكية الفكرية لما يسمى بقوانين”الإنترنت”، فجعل هذا الفتح الطريق سالكاً أمام شركات الاتصالات بتوفير خدمات الدخول عن طريق (Internet service provider (isp، فنمت الشبكة العنكبوتية تلقائياً من نفسها بسبب عدم الاحتكار.
وبدأت الشركات الصغيرة تنمو مع هذا النمو الرقمي الذي لا يمكن أن نصفه، خاصة وقد شاهدناه أمامنا وهو يتضخم حتى بلغ حداً من حدود الخيال فجعل العالم كله في قرية ٍصغيرةٍ، ولم أكن أتوقع أن يتطور الأمر كثيراً ويعمّ هذا التقدم الشبكات الرقمية فتقود شركات البرمجيات العملاقة ثورة كبرى في مجال التواصل الاجتماعي، ويصبح العالم كله تحمله بيدٍ واحدةٍ من خلال “هاتفك الذكي”.
وأصبحنا نسبح في محيط من الابتكارات، وكلما ظهر برنامج (app) استخدمناه في حواسيبنا وأجهزتنا المحمولة، وما بات يعرف بالأجهزة الذكية من جولات وشاشات تصفحٍ غريبةٍ تجعل الإنسان في حيرة ٍولا يدري ما يشتري وما يترك.
الأمر أصبح لا يطاق، أو لنقل صار أكثر من المعقول الذي كنا ننتظره في أول شبابنا، فقد بلغ مبلغاً خطيراً جداً حتى فقدنا الشعور بالخصوصية، لأنّك إن حافظت على بيتك وأسرارك ستفاجأ بأنّ ابنك أو أحداً من أهلك أو حتى عمّال البيت يظهرون ما خفي من حياتك ويفشون أسرار البيوت إلى الملأ، من خلال “الانستغرام” و”تويتر” و”فيسبوك”.
من غير رقيبٍ ولا شعور ٍبالعيب، وكأنّعاداتنا أصبحت من عداد الماضي ولا أهميّة لها عند هذا الجيل الذي بّهر بالتقنيات، فلا يريد إلا أنْ يصل إلى أكبر عدد من المتابعين ويحصل على أعلى نسبةٍ من التفضيلات، وهذه مصيبةٌ كبرى وقعت على مجتمعاتنا المحافظة.
تويتر وواتس آب الذي أشترته فيسبوك مؤخراً، وانستغرام الصور، والآن انتشر حديثاً برنامج “تليغرام” الذي شُهر بشكل سريع، بسبب الخوف من واتس آب بعد استبدال مالكه اليهودي بيهودي آخر أكبر منه.
ويكمن خوف العرب من هذه الصفقة في أنّهم يظنون أنّ معلوماتهم ستكون مشاعة في العالم لأنّ فيسبوك ليست لديه خصوصية، وأقول للخائفين: علينا أن لا نخاف ونبدأ بتطوير برامج خاصة بنا، بعيداً عن هؤلاء اليهود الذين باتوا يملكون جلّ أسرارنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويعرفون عنّا تقريباً أكثر مما نعرفه عن أنفسنا.
وهنا يأتي دور المبرمجين العرب، فأين أنتم أيها الأبطال؟ أنقذونا من براثن اليهود أهل البرامج القوية، الذين يملكون رغماً عن أنف العالم معظم وسائل التواصل الاجتماعي.