ثقافة

11:27 صباحًا EET

قرأت لك.. كتاب “ألف ليلة وليلة”

كتاب (ألف ليلة وليلة) شغل حيزا واسعاً من اهتمام الناس الذين وصلتهم حكاياه، عبر وسائل الاتصال المقروءة أو المشاهدة أو المسموعة، وذلك لما يتضمنه هذا الكتاب من فيض خيال هائل.

تمثل حكايات الكتاب، تشكيلة عجيبة غريبة من ألوان الحياة وأطيافها ومظاهرها ومفرداتها، التي تطال الإنسان والحيوان والنبات، ضمن إطار الواقع. إن عوالم “ألف ليلة وليلة”، مشغولة بخلطة عجيبة من الواقعيّة والخياليّة.

أصل الكتاب

لا يُعرف حتى الوقت الحالي، مؤلف الكتاب أو مؤلفيه، لأن العديد من الباحثين، يُرجحون أن تكون هذه العوالم من تأليف مجموعة أشخاص.

أما أصل (ألف وليلة وليلة) فتختلف الآراء فيه أيضاً. إذ هناك من يُرجعه إلى أصول عربية وفرقة تؤكد أن أصله فارسي..البعض الآخر من الباحثين، يعيده إلى أصل هندي. إلا أنه عموما، مزيج حكايا مفعمة بروحية الشرق.

وتتماهى فيه أطياف حكايات شعبيّة مختلفة الجنسيات، متباينة الصياغة والأهداف والغايات. وأضيف إلى “الليالي” محسّنات كالنوادر والأخبار التاريخيّة المتعلقة بالشعراء والمطربين والأدباء، بهدف خلق نوع من الإثارة والتشويق يشد القارئ إليها، ويبعد الملل عنه عند قراءتها.

وعلى الرغم من أن غالبية النقاد والمدققين والباحثين، حددوا زمن ظهور كتاب (ألف ليلة وليلة)، في القرن الثالث عشر والرابع عشر، إلا أنه يوجد مشككون في هذا التاريخ، يعتمدون على بعض القرائن، ومنها: خلو الكتاب من ذكر القهوة والتبغ اللذين لم يعرفا قبل القرن الخامس عشر.

ومنهم من يعتقد، بإضافة حكايات وأخبار وأحداث جديدة إليه تباعا، من فترة إلى أخرى، حتى أخذ شكله الحالي. وبعض الباحثين يربطه بعصر كتاب (كليلة ودمنة) بدليل عباراته الشعبيّة السلسة والبعيدة عن التعقيد الأدبي، تماماً كعبارة العامة في وقتنا الحالي.

أما بالنسبة لاسم الكتاب، فأطلق عليه في البداية، اسم فارسي هو (هزار أفسانة) وأفسانة بالعربيّة هي (الخرافة)، الأمر الذي يدفع البعض للاعتقاد أن اسمه الأول كان (ألف خرافة) أو (ألف سمر). أما من أين وكيف صار اسمه (ألف ليلة وليلة)؟ فهو ما لا يمكن الإجابة عنه، مع أن البعض يرجح أن يكون لذلك علاقة بأسطورة شهرزاد ابنة الوزير.

تصنيف الكتاب

ويمكن تصنيف (ألف ليلة وليلة) في خمس مجموعات: المجموعة الأولى وتضم أصل الكتاب ونواته، وهي أقاصيص هنديّة وفارسيّة حملت عنوان (ألف خرافة). والثانيّة :البغداديّة.. وتشمل حكايات شعبيّة عربيّة قديمة ومتوارثة. والثالثة: مصريّة.. وهي أكبر أقسام الكتاب. والرابعة: أضيفت فيما بعد إلى الكتاب. والخامسة: أخبار عجائب البلاد والخلق المنتزعة من الماضي والتاريخ المعاصر لتلك القصص.

ترجمة الكتاب

أول ترجمة لكتاب ألف ليلة وليلة إلى اللغات الأوروبيّة كانت إلى الفرنسيّة. إذ بدأها الفرنسي أنطوان غالا، المتخصص في العلوم الشرقيّة، عام 1704.. ثم أنهاها عام 1717. وما بين عامي 1837 و1841، ترجمها إلى الألمانيّة هابكت، ثم هنري تورنز سنة 1839، ووليم لين 1939.. وغير ذلك الكثير، وصولا الى الاحدث : ترجمة إنوليتنمان الألماني ما بين عامي 1921 و1928.

بعد ترجمة الليالي وصدورها بأكثر من لغة أوروبيّة، أثارت في نفوس الغربيين شغفاً كبيراً بما تحمل من أدب شعبي، وأجواء خياليّة وأسطوريّة وواقعيّة عجيبة، الأمر الذي ولّد لديهم أكثر من حافز إلى الإمعان في معرفة الشرق وشعوبه، يُضاف إلى ذلك الحوافز الأخرى الاستعماريّة والتجاريّة والسياسيّة.

كما كان لليالي الدور الرئيس في تنشيط حركة الاستشراق، لاسيّما بين الأدباء والفنانين الذين وجودوا فيها نبعاً ثراً من الإلهام الذي أخذ طريقه إلى نتاجاتهم الإبداعيّة المختلفة الأدوات والغايات والوسائل. فغزت لديهم قصص الأطفال وأدب الرحلات والمسرح والتلفزيون والعمارة والفن التشكيلي والسينما والموسيقى.

إضافة إلى الفن التطبيقي وفنون الكتاب والإعلان والإعلام،. الأمر الذي دفع دور النشر الغربيّة لإعادة طباعتها نحو ثلاثمائة مرة، بلغات أوروبيّة مختلفة منذ ذلك الحين، كما شكلت ميداناً رحباً للأبحاث والدراسات الغربيّة التي تناولت الشرق من نواحٍ عديدة.

 

 

 

التعليقات