كتاب 11
هاملت في التلفزيون
وحدة الفعل في المسرح وفي الحياة بشكل عام، هي ذلك التماسك في العمل، أي عمل، الذي يركز فقط على الهدف منه بغير الاستجابة لإغراء الاستجابة لأحداث أو أفعال من خارجه.. هذا هو الفعل.. احترس أن يفلت من يديك، ركز على الفعل نفسه، عندما تتسرب إلى عقلك مشاهد ربما تبدو لك جميلة وممتعة، استبعدها على الفور من أجل المزيد من القدرة على الحفاظ على وحدة الفعل، وظيفة كاتب الدراما الحقيقي هي القدرة على الاستبعاد ثم الاستبعاد إلى أن يصل إلى ذلك المشهد المكثف المركز الذي يغطي في عفوية ونعومة معاني كثيرة. أنت تكتب الآن عن هاملت، أمير شاب مثقف حساس عرف أن والده قتل والقاتل عمه، وأن عمه تزوج أمه، ويطالبه شبح أبيه بالانتقام. هذا هو الفعل.. امشِ في هذا الاتجاه ولا تدعه يفلت من يدك، أما إذا أردت أن تتناول هذا الفعل (التيمة) في الكتابة في التلفزيون، فاسمح لي أن أشاركك في الكتابة وفي خداع المسؤولين والمتفرجين، دعنا نعبئ الشرائط.. أوفيليا تحب هاملت، ولكنْ هناك شخص آخر اسمه جون كان يحبها هو الآخر، فيتحدى هاملت فيقتله هاملت ويقدم إلى المحاكمة فيقول للقاضي، طلعني عشان انتقم لابويا وبشرفي هارجع لك السجن تاني.
أو.. يصاب هاملت بطعنة قاتلة ولكنه لا يموت بعد أن تدخلت طبيبة ساحرة دنماركية ونجحت في علاجه، بنت الساحرة وكانت شابة جميلة أحبت هاملت، ولكنه كما تعرف يحب أوفيليا، فتطلب الفتاة من أمها أن تفقده الذاكرة كي ينسى أوفيليا ويتفرغ لحبها وهذا ما حدث فعلا، وذات يوم تقابله أوفيليا في الغابة فترتمي على صدره: حبيبي هاملت..
فيبعدها عنه بفظاظة ويصيح فيها: حبيبك منين يا ست انت.. أنا ما اعرفكيش.. مين الست دي يا سوسو..؟
فتنهار أوفيليا باكية غير أن خادمتها العجوز وكانت تعمل ساحرة قبل خروجها على المعاش، قالت لها إن هاملت معمول له «عمل».. وإنها ستقوم بفك هذا العمل. ولكن لا بد من وجود جدي مصري من سلالة فرعونية أو معزة تذبح لإفساد العمل. تحكي أوفيليا القصة لأحد الدبلوماسيين فيرسل رسالة بالحمام الزاجل إلى سفارته في مصر، فترد عليه بأن يرسل مبعوثا إلى القاهرة لاختيار المعزة المطلوبة. فتقرر أوفيليا السفر إلى مصر، وهنا يتاح لنا تصوير مشاهد خارجية جميلة لأوفيليا وخادمتها في شرم الشيخ والغردقة. وفي قرية قريبة من الأقصر، تعثر الخادمة الساحرة على المعزة المطلوبة.. وهنا تحدث المفاجأة، تقع أوفيليا في حب الريس أحمد المراكبي وتنسى هاملت تماما، وتحت ضوء قمر الأقصر تقول له: أحمد.. أنا بحبك يا أحمد.. ومش هارجع الدنمارك تاني.. أنا طول عمري نفسي أتجوز واحد أسمر.. ما عندناش في الدنمارك حد أسمر.
فيرد عليها: والله عارف من الأول إن حضرتك ها تحبيني.. بس أنا.. متجوز تلاتة.. واحدة هولندية وواحدة إنجليزية وواحدة للأسف مصرية.. ومع ذلك.. إديني فرصة أفكّر..
غير أن خادمتها الساحرة قررت أن تعمل لها «عمل» يجعلها تكره الريس أحمد، فكرهته بشدة وعادت إلى الدنمارك وهاملت… هيه عملنا كام حلقة دلوقت؟