كتاب 11
مبادرة حسن نافعة: انقاذ الاخوان وتدمير مصر
فى وقت تتقدم فيه خارطة الطريق بعد الأستفتاء الناجح على الدستور، ويستعد المصريون لاستقبال خبر ترشح المشير عبد الفتاح السيسى،وتزداد عزلة الاخوان شعبيا يوما بعد يوم، يخرج السيد حسن نافعة بمبادرة مريبة اقل وصف لها أن طرحها يهدف لإنقاذ الاخوان على حساب مستقبل مصر. لماذا فى هذا التوقيت بالذات؟، وما هو الهدف الخفى من وراءها؟،وحسب قوله موجودة لديه من اكتوبر فلماذا قدمها الآن تحديدا؟، ومن طالبه اصلا بتقديم مثل هذه المبادرات؟، ومن يمثل هو حتى يطرح هذه المبادرات؟، أسئلة كثيرة يعرف اجابتها بالتأكيد السيد حسن نافعة.
لن اتطرق كثيرا لمبادرة السيد نافعة ولكن ما لفت نظرى فيها أن عناصرها وكافة تفاصيلها تنحاز بشدة لجماعة الاخوان وحلفاءها،بل أنه يضع الاخوان فى موقع الند للدولة وللجيش وللشعب المصرى كله،وفوق هذه الندية انحيازا سافرا لأفكارهم ومطالبهم،بل ويعتبر أن الصراع الحالى صراعا على الشرعية والتى من وجهة نظره يفتقدها النظام الحالى فى حين هى راسخة لدى العالم كله لنظام مرسى، ومنتقدا فى الوقت نفسه الأستخدام المفرط للعنف فى مواجهة الاخوان.
ولا ينسى أن يضع الحل فى يد لجنة من الحكماء على حد وصفه تتألف من سبعة أشخاص برئاسة الأستاذ محمد حسنين هيكل وهؤلاء السبعة من ضمنهم محمد سليم العوا،وفهمى هويدى وطارق البشرى وحسن نافعة،هؤلاء من وجهة نظره حكماء الأمة. وإذا كان هؤلاء هم حكماء الأمة فيا ترى من يكون مخربيها ومتطرفيها؟.أما الثلاثة الآخرين فمن الشخصيات المعروفة بإنحيازها لما يسمى مصالحة الاخوان وهم زياد بهاء الدين ومصطفى حجازى وفوق البيعة جلال أمين ذرا للرماد فى العيون.
ولا ينسى فى نهاية مبادرته أن يتحفنا بشرطين غاية فى الغرابة ،الأول هو التأكيد على حق التيارات أيا كانت مرجعيتها الفكرية فى تشكيل احزابها السياسية وممارسة النشاط السياسى، هكذا بشكل مطلق مهما إن كانت هذه المرجعية، دينية،فاشية،نازية، عنصرية، تكفيرية،إستئصالية،ماسونية،شيطانية…،وهو لم يتجاوز ويتعدى بذلك على الدستور الجديد فحسب ولكنه تجاوز كل اطر الديموقراطية المتعارف عليها فى العالم كله.
أما الشرط الآخر الأكثر غرابة الذى يطالب به فهو تعديلات محددة فى القوانين المصرية لتتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، لاحظوا كلمة أحكام وليس مبادئ،أى أنه يرغب فى تطبيق الشريعة وفقا للنظام الطالبانى، تطبيق الحدود،تجريم فؤائد البنوك،منع بيع الخمور،شيطنة السياحة، الغاء الخلع،…. وتمتد هذه القائمة وتتسع مع المزايدات المتطرفة لتشمل ما يسمى بالفن الإسلامى الملتزم والإبداع المقيد حتى نصل إلى هدم التماثيل وتدمير الكنائس لأن مصر فتحت عنوة فى معظم أدبيات الإسلاميين.
من يتابع كتابات السيد حسن نافعة لا يستغرب لما طرحه،ويكفى نظرة على عناوين بعض المقابلات الصحفية التى قام بها لنعرف كيف يفكر الرجل: “حسن نافعة: حظر جماعة الاخوان سيثير جدلا”، ” حسن نافعة: طرد قطر من الجامعة العربية سيزيدها ضعفا”، ” حسن نافعة:غياب المعارضين والصعايدة عن الاستفتاء وراء تقدم نعم”، ، ” حسن نافعة:إسرائيل كبلت مصر بالسلام”، “حسن نافعة: أتجاه الاصوات نحو ابو الفتوح لأنه الأكثر ثقلا”….
طبعا من الصعب وغير المفيد أن نحلل كل كتابات حسن نافعة لتوضيح الأخطاء الفادحة والمتعمدة فيها ولكن يكفى طرح أربعة مواقف لتوضيح مجموعة القيم والأفكار والاتجاهات التى ينطلق منها الرجل.
الموقف الاول: فى 2 نوفمبر 2010 نشر السيد نافعة عمودا فى المصرى اليوم مدعيا على لسان عاموس يادلين أن المخابرات الإسرائيلية ضالعة فى حوادث الفتنة الطائفية فى مصر،وأنهم يعتبرون مبارك كنزا استراتيجيا لإسرائيل. لم يقل نافعة فى مقاله أن مصدره موقع تافه لحركة حماس،ولم يذكر أن عاموس يادلين كان مجرد رئيسا لجهاز أستخبارات سلاح الجو الإسرائيلى،ما علاقة سلاح الجو فى إسرائيل بالمسلمين والأقباط فى مصر؟،وهل يعقل أن يتحدث رئيس مخابرات سلاح الجو بهذا الكلام عند تقاعده؟،ولماذا لم تنشر أى وسيلة إعلام إسرائيلية أو عربية أو غربية شيئا عن هذا التصريح ؟،وهل يعقل أن يتسلل صحفى من حماس فى غزة لاجتماع مخابراتى إسرائيلى؟،طبعا كلها أسئلة لا يجرؤ حسن نافعة أن يقترب منها. .كان غرض نافعة من الكتابة متوافقا مع حماس بتبرئة المتطرفين الإسلاميين من حوادث العنف ضد الأقباط من ناحية وشيطنة مبارك من ناحية أخرى،واعتمد نافعة على عدم تجرؤ احد على الاتصال بيادلين خوفا من أتهامه بالتطبيع. وقد تحدثت بعدها لصديق يعمل رئيس مركز دراسات فى واشنطن ويعرف يادلين جيدا وطلبت منه التأكد من الخبر ولماذا لم يكذبه إذا كان غير صحيح؟، رد يادلين عليه بأن الخبر مختلق طبعا ولكن مشكلته ليست مع من روجه ولكن مع من صدق مثل هذا الكلام. لم يتجرأ نافعة بعد ذلك أن يصف مرسى بأنه كنزا استراتيجيا لإسرائيل على الرغم من التنازلات المخزية التى قدمها مرسى لأمريكا ولإسرائيل.
الموقف الثانى: جاء فى عموده بالمصرى اليوم بتاريخ 6 يناير 2011 فى ذروة أحزان الأقباط على حادث القديسين وفى ليلة عيد الميلاد المجيد إذ بحسن نافعة يهديهم عمودا بعنوان “التطرف القبطى” مدعيا أن هناك منظمات إرهابية فى مصر لا ينتمى اصحابها إلى الدين الإسلامى لم تتوافر عنها معلومات لنا،ومتهما أقباط المهجر بأنهم وراء حادث كنيسة القديسين،معتمدا هذه المرة على موقع إسلامى مجهول أسمه “وكالة أبناء الرابطة”، هل سمع احد منكم عن هذا الموقع ؟ وهل يليق بأستاذ علوم سياسية أن يعتمد على مصادر مهترئة ومجهولة وعديمة المصداقية؟، هل هذا ما يعلمه لتلاميذه فى مادة البحث العلمى؟.. ولكن النفس السوداوية لحسن نافعة لم يكتفى شذوذها بالزعم بوجود منظمات إرهابية قبطية ولكن بأتهام الأقباط بأنهم وراء هذا الحادث المروع،وبالطبع الهدف تبرئة الإرهابيين الإسلاميين من هذا العمل الإجرامى الشنيع.
الموقف الثالث: حدث فى 21 يونيه 2012 حيث هرول حسن نافعة مع بعض من اصحابه من عاصرى الليمون من المثقفين وذلك قبل جولة الإعادة بين مرسى وشفيق ، إلى فندق فيرمونت المطار،ليقدم البيعة لصديقه محمد مرسى وليعمل كمحلل لفترة الاخوان القادمة. ورغم أن معظم من ذهبوا ندموا واطلقوا على أنفسهم لقب عاصرى الليمون إلا أن موقف نافعة كان مختلفا حيث أنه كان يعلم تماما دوره كمحلل لمرشح الاخوان.
الموقف الرابع: بعد ثورة 30 يونيه التى اطاحت بحكم مكتب الإرشاد، وفى ذروة هجوم قناة الجزيرة على مصر، ذهب حسن نافعة إلى الدوحة لمدة اسبوعين كمحلل يومى على قناة الجزيرة وادعى أنه ذهب ليمثل وجهة النظر الأخرى الداعمة للثورة،وهو كاذب فى ادعاءه طبعا، حيث أنه ذهب لمدة اسبوعين فى ضيافة حاتمية لدولة قطر وقابل من قابل من السياسيين والشيوخ والمتطرفين والاخوان والجهات الأمنية القطرية ، وحصل فى نهاية الرحلة على شيك يكفى لتأمين بقية حياته فى مصر،وفى النهاية يزعم بأنه ذهب للدفاع عن الثورة؟؟؟؟!!!.
هذا هو حسن نافعة ومازال فى الفم ماء كثير.
Magdi.khalil@yahoo.com