الحراك السياسي
«القرضاوى» يتطاول.. وقطر تقول «حرية تعبير»: «عُبط إحنا يا تميم»
على الرغم من تكرار تصريحات الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، التى من شأنها التحريض على الجيش المصرى تارة والحكومة تارة أخرى،
لم تخرج دولة قطر للاعتراض على ما بدر من «القرضاوى»، وظهرت «الخارجية» القطرية لتتنصل من هجوم «القرضاوى» على دولة الإمارات، ولم تحرك الحكومة القطرية ساكناً عندما أخطأ فى حق مصر. السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، يرى أن دولة قطر تربطها علاقات قوية مع الإمارات، فكلتاهما عضو فى مجلس التعاون الخليجى، ولو حدث وفعلت قطر تجاه الإمارات مثلما حدث مع مصر سيتحرك مجلس التعاون بأكمله، ويستكمل: «موقف قطر تجاه مصر سيثبت للدول أجمع أنها تؤوى الإرهاب، ما سيجعلهم ينقلبون عليها».
«لكل دولة حسابات ومصالح، لذا نتعامل مع قطر بحساسية»، هذا ما أكده «رخا»، الذى يرى أن مصر لها جالية كبيرة فى قطر، وفى حالة قطع العلاقات معها سيؤثر بالتأكيد على هذه الجالية وأمنها: «إحنا مش بنعامل قطر زى تركيا، لأن مصالحنا مع قطر أهم».
«تصريحات خارجية قطر بأن القرضاوى لا يمثلها عبثية وغير منطقية».. هذا ما أكده جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، الذى يرى أن قطر داعمة لتصريحات «القرضاوى» على جميع المستويات سواء كانت بشأن مصر أو الإمارات، وتسمح له بأن يهاجم الشعب المصرى وثورته وجيشه أثناء خطب الجمعة فى مساجدها والظهور على شاشتها.
أستاذ العلوم السياسية يؤكد أن دولة قطر لا تحترم القانون، فهى الدولة العربية الوحيدة التى تؤوى إرهابيين ومطلوبين للعدالة فى مصر، وهذا فى حد ذاته يضعها أمام المساءلة القانونية: «قطر تؤوى إرهابيين بيهددوا مصر، ودى علامة استفهام كبيرة».
وزارة الخارجية المصرية طالبت قطر بضرورة تسليم «القرضاوى» للقاهرة، وردت «قطر» بأنها لا تستطيع ذلك، مستندة إلى حرية الرأى والتعبير المكفولة لديهم! وفى خلفية المشهد يشدو الشاعر القطرى محمد بن الذيب العجمى بكلمات قصيدته التى تخيل فيها وضع مواطن قطرى يفكر فى المطالبة بالحرية والديمقراطية؛ ليتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة إهانة رموز الدولة والتحريض على قلب نظام الحكم.
«دى شركة وليست دولة»، هكذا يصف مالك عدلى، مدير شبكة المحامين فى المركز المصرى للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، سياسة قطر المتناقضة تجاه حرية الرأى والتعبير: «من أكثر الدول القمعية.. دولة مراهقة لا تضع اعتباراً للدول العربية وتتجاهلها وكل ذلك بغرض عدم خسارة علاقتها مع الدول الغربية».
أما الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فيؤكد أن اكتفاء مصر باستنكار تصريحات «القرضاوى» غير مُجدٍ، مطالباً بضرورة قطع العلاقات معها.