كواعب أحمد البراهمي تكتب : المرأة تقود المجتمع نحو الإستقرار

وبالرغم أنني لست المسئولة عن العنوان والذي هو أساسا عنوان جدير بالإحترام . إلا أنني وجدت كل التعليقات علي الصفحة وخاصة من أنصار الأخوان المسلمين وغيرهم تنتقد كلمة قيادة المرأة للمجتمع نحوالاإستقرار .

وبالرغم من إيماني العميق بأن المرأة فعلا هي المسئول الأول عن الإستقرار والذي يبدأ من إستقرار الشخص في منزله وإرتياحه والذي يؤدي إلي نجاحه في عمله ويؤدي ذلك بالتبعية إلي إستقرار المجتمع وأزدهاره . ولكن هؤلاء الذين قاموا بالرد قالوا في مجمل أقوالهم أن المرأة لا تقود .وأستعانوا بأحاديث وفسروها طبقا لما هم مقتنعون به . وتحدثوا كذلك عن تطبيق الشريعة الإسلامية وعن تحريم الإختلاط في أي مجال من مجالات الحياة وتحدثوا عن وجوب صدور قوانين تمنع الخمور وتمنع وتمنع وتمنع لأنه يجب تطبيق شرع الله .

ولذلك فضلت الرد في مقال شامل عسي أن نصل سويا لنقطة تفاهم بيننا كأصدقاء . أولا: لا أظن أنه يوجد شخص لا يريد تطبيق شرع الله . ولكن أذكر أن الله شرع وأوضع حدودا ولكنه قال سبحانه ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها ) ما قال يا عبدي ان لم تطبق شرعي سأنزل عليك سخطي وأعذبك بل سبحانه فتح باب التوبه لكل شخص ما لم يغرغر .

وهو القادر علي العقاب في أي لحظه ولكنه كتب علي باب العرش أن رحمتي سبقت غضبي . ولكني أجد أن بعض المتشددين يرون أنفسهم هم الحكم علي البشر وأن شرع اله بأيديهم هم . وأنهم نسوا ان الرسول صلي الله عليه وسلم وهو المسئول الأول والمعلم الأول للشريعة الإسلامية لم يكن بهذا الأسلوب المتشدد في التعامل مع الناس بل بالعكس كان متسامحا حتي مع الذين يؤذونه وقد قال الله فيه ( ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك ). ثانيا :ان أول أولويات شرع الله ان اطبق الشرع علي نفسي ثم علي اهل بيتي وبالحسني . وسواء رضيتم أم أبيتم لا يوجد شخص علي وجه الأرض يستطيع أمر شخص آخر بتطبيق شرع الله لان الله يحاسب البشر علي النوايا قبل أن يحاسبهم علي أعمالهم .

فلو فرضنا مثلا أن شخص فعل شيئا خطأ أو أذي شخصا آخر وكل البشر يرون هذه الأذية ولكن الله وحده يعلم أنه لم يقصدها فلن يعاقبه عليها . لأن شرع الله هو العدل المطلق . ولكن شرع البشر هو العدل الظاهر . فكم من البشر أنتقد سلوك بشر آخرين وقال انهم في النار ورأي نفسه إلاها يحاسب البشر . ولكن الله خيب ظنه وغفر لهم .

هل تعلمون أنه من الخطأ ان ننتقد أي سلوك لأي شخص .المفروض أن نعامله بما أمر الله به فقط . وإذا أستطعنا النصيحه تكون بالتي هي احسن . فكثير جدا أمثلة تنتقد بشرا لأنهم مدمني خمور أو فعلوا فواحش ولكن الله تاب عليهم ومثال ذلك السيدة رابعة العدوية . وغيرها كثيرون . ثالثا : الدعوي إلي عدم الإختلاط عدم الإختلاط كيف لمجتمع في أي زمان ان يباعد بين المرأة والرجل . الأسواق والمدارس والجامعات ووسائل المواصلات . لقد ذكرت مراراا ان المرأة حاربت مع الرجال وامتطت صهوة الحصان وقتلت بالسيف .

في موقعة اليرموك ( خولة بنت الأزور ) . وكانت النساء تخرج مع الرجال في الحرب والغزوات ولا يستطيع أحد إنكار ذلك . وكانت تلقي االشعر في المنتديات أيام الرسول والصحابة ( عاتكة بنت زيد ). وما زالت المرأة رائده في مجالات علمية كثيرة وكبيرة وهذه المجالات لا يمكن فصل الرجال فيها عن النساء . كان لدينا سميرة موسي ولو كان لها عمر لتغير وضع الأمه الإسلامية والعرب بما توصلت إليه في مجال علوم الذرة . ولكنها أغتيلت غدرا . رابعا : أشعر وأنا أرد علي كلام الذين ينادون بتطبيق شرع الله أني أحاول إقناع شخص بأن الشمس تشرق كل يوم من الشرق . وذلك لأننا نطبق فعلا شرع الله . لا تحكموا علي بعضكم بالكفر ولا تقللوا من إيمان شخص . ولا تظنوا ان الله ألهكم أنتم فقط .

مشكلتكم أنكم ربطتم تطبيق الشرع بأشخاص معينين . ولكن كل شخص يطبق شرع الله إذا أراد . ونحن لا نأتي بكلام فلاسفه من الغرب ليقولوا لنا ماذا نفعل كما يتهم البعض البعض الآخر فالحلال بين والحرام بين . الحكم الحقيقي علي الشخص ليس بمظهره . صحيح الحجاب فرض علي كل مسلمة . ولكن ليس حجاب العقول بل هو غطاء الرأس وستر الجسم . وعموما قد نجد بعض الناس لا يظهر عليهم انهم من الذين يطبقون شرع الله في الشكل العام ولكن نجدهم اقرب البشر إلي الله ولا يستطيعون ابدا مخالفه اوامره ولا الإقتراب مما نهي عنه وغيرهم يظهر لنا انه من اهل التقوي ويفعل المعاصي التي حرمها الله . فنحن كبشر مستحيل ان يكون احدنا حكما علي الآخر .

وختاما لو كل شخص طبق شرع الله مع نفسه أولا لصلح الكون . واول شئ التعامل بالحسني وحسن الخطاب . والعفو والتسامح وتقبل الآخر وعدم ظلم غير المسلم فقط لأنه غير مسلم ومقابلة الإساءة بالحسنة والرضا بالقضاء خيره وشره وقال تعالي ( أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) . صدق الله العظيم .أتمني أن تكون وصلت فكرتي .