ثقافة

08:56 صباحًا EET

«جدران الحرية» كتاب ساخر يروي يوميات الثورة المصرية!

بلغة ساخرة عميقة تضحكك وتبكيك على وطن يولد من جديد ، يغازل د سمير محمود الكاتب الصحفي بمؤسسة الأهرام ، أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس شباب الجامعات والمدارس ، وقود الثورة وصناع أروع قصصها البطولية في مصر منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن ، في كتابه ” جدران الحرية ..تدوينات الحياة والثورة في مصر” ، الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع ، والذي يعرض حالياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

فتح المؤلف إحدى عينيه على الشارع وأحداثه المتلاحقة بسرعة تفوق قدرة استيعاب البشر وطاقتهم ، وفتحه عينه الأخرى على فعل الشباب وردات فعلهم على الثورة عبر مخرجاتهم من كتابات ورسوم جرافيتي وتعليقات بمواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر والمدونات والمواقع الإلكترونية ، أشتبك معهم واشتركوا جميعاً في صنع كتابه ” جدران الحرية”.

ولان المصري ابن نكتة ساخر حتى في أحلك الظروف ، فقد أخذت الثورة عن بعد عبر الفيس بوك وتويتر والمدونات ورسوم الجرافيتي في الشوارع والميادين، مذاقها الخاص ، طعم ونكهة، السخرية والألش بالكلمة والصورة والرسم ومقطع الفيديو: تلك أسلحة جيل اسقط نظام وعزل آخر ولا تزال النار تحت الرماد.!

يشترك المؤلف مع قرائه من الشباب بشكل غير مكتوب في أن السخرية سلاح فتاك ضد أي ظلم وأي ظالم وأي نظام. على الفيس بوك أبرز “جدران الحرية”  وفي أحلك الظروف التي شهدت عملية اختطاف منظم لثورة 25 يناير 2011 ، تظهر سخريتنا وعفويتنا ، نشطح وربما نخطئ أو نسئ، وندخل في حروب يومية طاحنة، نفقد صديق في أول النهار ونكسب عشرة في آخر الليل بسبب تعليق أو بوست وضعناه على الوول بيدج.

وتظل مصر الثورة موضوعاً يجمعنا ، ويبقى الفيس بوك عالم ساحر ، يأسرك إلى حد الإدمان، ويحبطك ويقهرك ويحرق دمك وأعصابك إلى حد الاكتئاب، لا يخفف من حدة ذلك سوى السخرية. نصيحتي لك عزيزي قارئ هذا الكتاب :” قابل الألش بالألش .. المهم ما تزعلش ، وتذكر مصر بكره أحلى بناسها وحكاويها وثورتها التي ستظل ترويها على جدران الحرية”.

يقول المؤلف : جمعت في كتابي على مدى سنة كاملة هي 2012 كل ما نشرته من تدوينات في الحياة والثورة في مصر، على مختلف جدران الحرية بأشكالها المختلفة ، سواء الجدران والحوائط المادية في ميدان التحرير وكل ميادين الحرية في مصر، خاصة وقد كتبت بدموعي تحت صورة لشهيد أعرفه ، على حائط في شارع شامبليون المؤدي لميدان التحرير، “أبكي أنزف أموت ..وتعيشي يا ضحكة مصر” وذلك خلال زيارتي الأولى لمصر بعد أشهر من اندلاع الثورة وسقوط النظام ، إضافة إلى كتاباتي المنتظمة على حائط صفحتي – الوول Page Wall– على الفيس بوك وكذلك في الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية ، التي أعتبرها جدران رسمية تصدر بتصريح وموافقة رسمية من السلطات ، مما يجعلها أقل حرية وجرأة في أغلب الأحيان.

الكتاب رحلة خلال عام 2012 م بعد مضي عام على ثورة يناير المجيد ، رحلة تتنوع محطاتها بين الفن والسياسة واللغة والفكر والثقافة وصحة ومرض وعيش وحرية البسطاء، وتحت عنوان “أكيد في مصر” كتب المؤلف ساخراً فقال: استفزتني تصريحات النائب التي أعلنها تحت قبة البرلمان ، وأدركت إننا اكيد في مصر ، حين سمعت عن نائب عضو في لجنة التعليم بالبرلمان يعتبر الإنجليزية هي مخطط خارجي ولغة المؤامرة لتدمير التعليم على يد الكفار ، ففتحت على الفور لينك مع أبي لهب لفهم الأساليب الحديثة لمحاربة الكفار وتعلم مكرهم ولغتهم ، فنصحني بتدشين مكتب خدمات تعليمية لتعريب المفاهيم والمصطلحات واطلاق فضائية لخدمة هذا الغرض ، فكانت المحصلة الأولى أنني عزمت صديق قديم على “كلب ساخن” “هوت دوج” سابقاً ، وشربنا سبعة فوق “سفن آب يعني “، وسألته هل لك حساب في وش الكتاب الـ Facebook قديماً فقال لي : أنت أنبوبة ، فقلت له : ليه الغلط بقى : فرد أقصد : YouTube بلغة الكفار، فنهرته وقلت له أترك أم اللوحة دي أقصد الـ Motherboard ومش عايز أشوف وشك تاني!.

بحبك يا حمار

في موضع آخر من كتابه الذي خطه بحب ولغة ساخرة رشيقة ، ينتقد المؤلف تردي حال الأغنية المصرية فيكتب قائلاً: في 30 مارس 1977 مات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ، وعدمت مصر الأصوات الجميلة لفترة طويلة – إلا قليلا – لدرجة وصلنا فيها لأغاني من نوعية :

– بحبك ياحمار.

– وتطورت العلاقة العاطفية حتى وصلنا للنقط والحروف مع الأخت اللي قالوا لها ( بوسي سمير) بس هي طنشت .

– بعدها دخلنا مرحلة من الحب العنيف – الهايبر اكتيف – مع أركب الحنطور واتحنطر.

– وتطورت العلاقة إلى العنب وهنروح المولد.

– بعدها عرفوا بموضوع مقاهي مصر التي فاقت أعدادها ، أعداد أفران العيش الذي من أجله قامت ثورة 25 يناير 2011م ، فغنوا “شربت حجرين ع الشيشة”.

– وأخيراً عرفت إن فيه غنوة مكتسحة ومكسرة الدنيا اسمها هاتي بوسة يا بت هاتي حتة يابت.

– وعرفت معنى أن تكون البنت خايبة من أغنية أفراح : ” آه يا بت يا خايبة ..أعصابك سايبة”.

– وجاء بعدها باكتساح ” مش هارووووح مش هارووووح ” عنك ما روحت يا أخي.
– وفي الآخر تلاقي واحد بيغني :” “أوعدك يوووه  أرفضك ..يا حسن .. نسيت خلاص أيام زمان” ..
– روحت على المراية في غرفتي وطبعاً ببص لروحي فجأة تعبت من المفاجأة ونزلت دمعتي ، شكلي بقيت دقة قديمة واستاهل الدق على دماغي :” خش يا شاكوش يا جامد ” !
ومن العناوين الداخلية في الكتاب :

– أنا مصري وأيويا مصري.

– الجيزاوي في سجون السعودية.

– أنا مش فلول.

-صوتك في الشيكارة أم الصندوق؟.

– موعد مع الرئيس.

– مرسي X  شفيق البس يا شعب.

– حياة بلا طعم.

– جواز عتريس من فؤادة باطل.

– الضحك على الذقون.

– الإعلان الكستوري المكبل.

– كارمن الصوت الواعد.

– بلد إشاعات صحيح.

– ساعات بين “الفيس” “و “البوك”.

– وتعيشي يا ضحكة مصر.

– غيرت جلدك ليه.

– صلوات الرئيس.

– يمين تلاتة أنا الرئيس!.

– مليونية سمك الجمعية.

– مبارك ..احذر موت متكرر.

– كم واحد اعتلاكي.

– “زندو” والعيال بتوع ” الفوسبوك” و ” وطونيطر”!

– المبشرون برئاسة التحرير.

– حكومة “دقنوقراط”.

– حزب الشموع السوداء.

– انتبه سيناء تضيع.

– استرجل واشرب بيريل!

– قال لي الوداع قلت له بالسلامة والقلب داعي لك!

– فضيحة تحرش مصري عالمي.

– جدران الحرية.

– الإخوان إيدك منهم “والقرض”!

– وعشان كده مصر يا ولاد.

– الداخلية بلطجية.

– الدولارات تبيح المحظورات!

– نحنوخ وحياتك نخنوخ ولآخرالأسبوع نخنوخ!

– عروسة سورية بعشرة آلاف يا بلاش!

– بلدنا أولى بينا.

– تعالى ننافق الرئيس.

– لقد وقعنا في الفخ.

– اللسان حزام أمان.

– فيلم مسيء ..الشيطان يحتفل بذكرى الحادي عشر من سبتمبر!

– زويل نجم “الفيمتو” وصراع في النيل.

– الجرافيتي إرادة شعب.

– إنقلاب دستوري.

– يا مصر لحد أمتى هتفضلي لابسة الحداد؟

ولأنه أنتج كتاباً تفاعلياً على صفحته على الفيس بوك ، يختتم المؤلف كتابه بمخاطبة قارئه قائلاً: أدعوكم أن تشاركونني قراءة تغريداتي ومقالاتي وتعليقاتي وكتاباتي على “جدران الحرية ” ، بعد أن قدر لها  أن تُجمع معاً بين دفتي كتاب ، فهل تحظى بنفس الحضور والحيوية ؟..بانتظار تعليقاتكم.

التعليقات