إحذري الإفراط في استهلاك الفاكهة!

في الواقع، تعدّ الفاكهة الغذاء الطبيعيّ الوحيد الذي يحتوي السكريات السريعة الامتصاص، وفق ما يسمّيها اختصاصيو السكّري، فيما جميع أنواع السكّر الأخرى هي من صنع الإنسان، فالعسل غذاء “مزيّف” في الحقيقة، لأنه إفراز حيوانيّ شبيه بالحليب الخاصّ بتغذية صغار النحل، ولكننا نستمتع بأكله لطيب مذاقه!ولا وجود في الطبيعة للسكّر المكرّر، أي السكر الأبيض، لأنّه مادة غذائية اصطناعية مستخرجة من قصب السكّر والشمندر.
وهكذا، تحتلّ الفاكهة بحالتها الطبيعية مكانة الغذاء الثمين والنادر، وتستعمل غالباً كزينة للموائد، لفترة طويلة من الزمن، وتعتبر مكافأة بهيّة ومشبعة للإنسان.واليوم، يتكوّن ذلك الانطباع بأنّها متوافرة وسهلة المنال بفضل الزراعة المكثفة.وفي واقع الأمر أن معظم الثمار ذات المحتوى العالي من السكر، مثل البرتقال والموز والمانغو تأتينا من مناطق استوائية بعيدة، وقد أصبحت جزءاً من غذائنا المعهود اليوم. ويفسّر هذا الواقع شيوع أمراض حساسية خطرة تؤدي إلى الموت أحياناً، تنجم عن ثمار مستجلبة، مثل الفول السوداني وثمرة الكيوي.
وفي حقيقة الأمر، ليست الفاكهة النموذج المثالي للغذاء الصحي الطبيعي؛ وقد تكون خطرة، إذا استهلكت بكميّات كبيرة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى مرضى السكّري والأشخاص البدينين، الذين يميلون إلى أكل الفاكهة بين الوجبات.
ولذا، يسمح لك بتناول جميع أنواع الفاكهة مرةّ في اليوم، ما عدا الموز والعنب والكرز والفاكهة المجففة وثمار القشور الصلبة، كالجوز واللوز والكاجو.
ولكنك عند اختيار الفاكهة، فإنّ الأولوية تعود إلى التفاح، لأنّ محتواه من “البكتين” يساعد في إبقاء جسمك نحيفاً، يليه الفريز والتوت البريّ، لأنّهما قليلا السعرات الحرارية، ومنظرهما مبهج. وإذا التزمتِ حجم الحصة الغذائية، يأتي تالياً الشمّام والبطيخ الأحمر، لاحتوائهما على كمية كبيرة من الماء ولقلّة سعراتهما الحرارية، ثمّ الليمون الهندي (الغريب فروت)، وأخيراً الكيوي والدراق والإجاص.