آراء حرة
عمرو الباز يكتب : فلاش باك (الحلقة الثالثة)
فى صباح اليوم الثالث الخميس الموافق 27 يناير 2011 بدأت التظاهرات تأخذ طرقاً أخرى فقد انطلقت هذه المرة من الاسماعيلية وطنطا وفى صباح ذلك اليوم أيضاً تم اقتحام بوابات وزارة الخارجية وأضرمت النيران فى إطارات السيارات فى الشوارع كما تتابعت التظاهرات فى عدة محافظات أخرى وهذا المشهد الذى حدث فى يوم 27 يناير كان ضمن مسلسل إنهاك قوات الأمن فى كل مكان حتى لا تتمكن من صد ما خطط له فى اليوم التالى يوم 28 يناير الذى أطلق عليه جمعة الغضب.
فى نهاية يوم الخميس تم قطع خدمة الإنترنت والموبايل عن مصر والرسائل القصيرة فى حوالى الساعة الواحدة من صباح يوم الجمعة الذى شهدت الدعاوى لجموع المصريين بالاحتشاد بعد صلاة الجمعة وأيضا خروج المسيحيين من كنائسهم فى نفس الوقت لزيادة الضغط على القوات الأمنية التى حاولت المقاومة قدر المستطاع ولكنها على مدار الثلاثة أيام المتصلة كانت قد وصلت إلى مرحلة كبيرة جداً من الانهاك والإعياء فى مواجهة ما يحدث. اليوم الحاسم (الذى أطلق عليه جمعة الغضب) يوم الجمعة الموافق 28/1/2011 حاول رجال الأمن اعتراض المتظاهرين ومنعهم من الوصول إلى ميدان التحرير والقصر الرئاسى ومدينة نصر وبالقرب من الأزهر.
فى عصر هذا اليوم تم انسحاب قوات الشرطة من الشارع عقب فشلها فى منع المتظاهرين من الوصول إلى الميادين وكانت بداية السيطرة على الأقسام فى مدينتى السويس والاسكندرية وهما من المعاقل الكبرى لحركة الاخوان ومن يدعمهم وإحراق أقسام الشرطة والاستيلاء على الأسلحة الموجودة بداخله وهنا لابد من تذكر ذلك جيداً لنعرف من استخدم الأسلحة الخاصة بالشرطة فى قتل الشباب الذى كان يتظاهر وهو يأمل فى غد أفضل ولم يكن يعلم أنه سيكون ضحية يتاجرون بها بعد ذلك للوصول إلى أغراضهم.
فى تمام الساعة الخامسة من يوم الجمعة (جمعة الغضب) تم ظهور مدرعات الجيش لتتولى الحماية بدلاً من الشرطة التى انسحبت كما ظهرت العديد من حالات السلب والنهب والسرقة التى قيل فى حينها أنها من البلطجية والسجناء الذين أطلقت سراحهم الداخلية لترويع المواطنين لعدم المشاركة فى التظاهرات. فقد نجحت الإشاعات فى الكثير من الأوقات فى جر المصريين إلى الفخ الذى نصب لهم للنزول والضغط أكثر فى الشارع حتى يحصل من خطط لسقوط الداخلية واقتحام السجون وهروب القيادات الإرهابية من حماس وحزب الله وأيضاً قيادات جماعة الإخوان من السجون فى خطة محكمة فقد تم اقتحام أكثر من سجن فى نفس التوقيت وبنفس الطريقة . ففى هذا اليوم ظهرت السيارة البيضاء الكبيرة التى تدهس المتظاهرين بقسوة لتقتلهم وكانت كاميرات الجزيرة على موعد كالعادة مع هذا الحدث الهام لتصويره وإخراجه للجميع فى محاولة منها للصق التهم بالنظام الموجود فى حينها ولجذب المزيد من التعاطف مع هذه التظاهرات لتنفيذ مخططات مرسومة بدقة لإسقاط كل مؤسسات الدولة.
وكانت المفاجأة الكبرى بعد اكتشاف أن هذه السيارة هى ملك للسفارة الأمريكية سيارة دبلوماسية كانت تدهس الشباب لقتلهم والعجب والغريب هو التصريحات الأمريكية بسرقة هذه السيارة لتنفيذ هذه العملية البشعة فكيف تتم سرقة هذه السيارة وبالذات من السفارة الأمريكية التى تحظى بتأمين غير مسبوق ؟؟؟ لماذا لم يتم سرقة سيارات دبلوماسية أخرى من سفارات أخرى أقل تأميناً من السفارة الأمريكية ؟؟ أترك لكم التساؤل الأخير للتفكير جيداً ولتذكر ما حدث حينها جيداً وإلى اللقاء فى الحلقة الرابعة