مصر الكبرى
إبراهيم القاضي يكتب … الفارس المنحوس (قصة قصيرة)
وقف أمام المرآه .. يستمع لعبدالحليم يغنى (بحلم بيك ).. نعم اقترب حلمه من الحقيقه .. لم يعد بعيدا عن ملامسه القمر بيديه ..يهندم ملابسه المكويه .. يضع عطرا جذابا .. اظهرت البذله جسده النحيل ..يردد خلف حليم بحلم بيك ..
تنتظره هناك امام المراه .. تعدل من فستانها الزاهيه الوانه .. تسمع نجاه و تردد خلفها (انا بستناك ).. لن تنتظر طويلا ..سياتى فارس الاحلام ممتطيا جواده الابيض مشهرا سيفه المسلول ليقطع به رقاب الخصوم.. محظوظه هى لن تكون مثل ليلى .. ولن تنتظر فارسها عنتره بالنوق الحمر من ارض النعمان ..رن التليفون عليه نغمه (الحب كله ) .. التقطت التليفون من امها متلهفه و بصوت يملئه الشوق ردت الو حبيبى ..انتظرك من فضلك لا تتأخر. رد و اللهفه فى صوته .. سوف احصى الثوانى والدقائق و حتى الخطوات حتى أصل .ردت . انتظرك لتعيد لى قلبى .. سلامرد . سلام يا مولاة قلبى ..اغلقى الهاتف اولا. ردت بدلال . لا .. لن استطيع ..اغلقه انت . رد قلبى لا يطاوعنى .اصطحب الاب و الام فى سيارته الحمراء العتيقه .. نزل من السياره ..يحصى خطواته.. حاملا بين يديه ..علبه حلوى و باقه من الزهور البيضاء التى تحبها ..أنوار الزينه تحيط بالبيت ..و من داخل البيت يتسرب صوت شاديه تغنى (مين قالك تسكن فى حارتنا )..رن الجرس .. أزداد قلبه خفقانا .. فتح ابيها الباب مبتسما و قال مرحبا تفضلوا الف اهلا و الف سهلا بكم .و فجاه .. أنقطع النور و انتشر الظلام فى ارجاء البيت و قال ابيها بصوت فيه شىء من الحرج . يبدو شيئا غريبا ما حدث .. لم ينقطع النور من قبل . تغير وجه الضيوف .. و شعر الفارس بالاضطراب ..و كانه سقط من فوق جواده الابيض ..يفتشون عن الشموع فى البيت دون جدوى .. لم يعهدوا النور منقطعا منذ سنين .. فجاه .. اخترق صراخ النساء المرعب جدران البيت المظلم .. اسرع اهل البيت ناحيه الصراخ .. لقد توفى عم العروس الشاب الذى لم يكمل عامه الاربعين .تغير لون الرجل و تغيرت لهجته وقال و هو يفتح الباب لضيوفه شرفتم و نورتم !
ابراهيم القاضى..روائى و قاص شاب..صدرت له اول رواية مطبوعة فى 2012 بإسم "القرية "