مصر الكبرى

06:50 مساءً EET

العربية نت : مصر 11 مشروع إعلامي طموح يخلط الصحيفة القصيرة بالتلفزيون الذكي

استطاعت ثورة الخامس والعشرين من يناير أن تعيد صياغة المستقبل المصري كاملا، وأتاحت فرصة للمواهب المكبوتة في ظل النظام السابق أن تبحث لنفسها عن مكان تعيد فيه اكتشاف نفسها، فخرج العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية التي كانت تخشى المصادرة أو الاعتقال في زنازين أمن الدولة بمصر.

الإعلامي جمال فندي شقيق الدكتور مأمون فندي، الذي طالما انتقد النظام السابق بمقالات لاذعة قرر دخول مجال المنافسة الإعلامية بموقع إلكتروني يرأس تحريره، أطلق عليه مسمى "مصر 11"، نسبة إلى عام 2011 الذي قامت فيه ثورة شعبية خلعت النظام السابق.
جمال فندي قال في لقائه مع "العربية.نت" إنه قرر دخول سوق الإعلام الإلكتروني رغم إدراكه أن الساحة مزدحمة بالمواقع المدعومة باستثمارات مالية وسياسية، لكن ما جعله مطمئنا لإمكانية تحقيقه نتائج جيدة امتلاكه رؤية واضحة للسنوات العشر المقبلة من خلال خطة استراتيجية، متابعا أن موقع "مصر 11" الخطوة الأولى في مشروع إعلامي إلكتروني طموح يتجاوز البوابة الإلكترونية والموقع والصحيفة، وذلك لإدراكنا أن الصحف الورقية في طريقها للانقراض وستلحق بها المواقع التابعة للقنوات الفضائية بعد وصول الجيل الثاني من الكمبيوترات، فمشروعنا يخلط الصحيفة القصيرة بالتلفزيون الذكي.
وردا على أن بداية "مصر 11" لا تتفق وتلك الرؤية الطموحة، أوضح فندي أن البداية تمثل المرحلة الأولى للمشروع، وأنه يضع نصب عينيه أن يتقدم جميع المنافسين سواء بالمواقع أو البوابات الإلكترونية التي أصبحت تؤدي إعلاما تقليديا يشبه مخزن المعلومات المنظم الأرفف، أما في "مصر ١١" فإنها وفق قول فندي تحتفظ بالمخزن المعلوماتي في الخلفية، وتقدم منصات مختلفة وواجهات للعرض والتسويق لم يعرفها من يحاولون أن يخرجوا من عالم الصحيفة الورقية إلى العالم الرقمي فقط بقصد التوفير أو الإقلال من الإنفاق وهذا هو المفهوم الخاطئ لعوالم الإنترنت وإمكاناتها اللانهائية.
أوضح جمال فندي أن سر اختيارهم لرقم 11 موافقته لعام الثورات العربية وارتباطه في أذهان المصريين بيوم تنحي مبارك ونهاية عهد الدكتاتورية، مبينا أنه يسعي وفريق العمل إلى الخروج من حيز القاهرة الضيق الذي تتنافس عليه أغلب وسائل الإعلام، فمصر 11 تسعى للانتشار في جميع أنحاء مصر من الإسكندرية إلى أسوان أخذا بطريقة الخبر والتحليل، اعتمادا على قيم ترتكز على الاحتراف المهني والمعايير العالمية الحاكمة للمؤسسات الإعلامية الدولية في الالتزام بالقيم الصحافية.
مشيرا إلى القيم التي تحكم موقع مصر 11 وأهمها تنمية فكرة المواطنة لدى المصريين، والتأكيد على أن كل مصري متساو مع الآخر أمام القانون فالمواطنة وتشجيع المجتمع المدني، ودعم العلم والتعليم والعلماء بمصر، وتنمية الإبداع بكل صوره وفي كل مجالات الحياة، وأن يكون الحراك السياسي المصري ممثلا داخل منظومة العمل التحريري بالموقع سواء في صورة حوارات تفاعلية أو مقالات صحافية، والحرص على المصداقية وتحري الدقة مع التوازن بين حرية المعلومات واحترام خصوصية الأفراد.
شدد فندي على أن موقع "مصر ١١" بمثابة صحيفة مستقلة تتوخى الدقة والحياد والموضوعية في طرح الموضوعات التي تتناولها وتتبني في أولى اهتماماتها بناء الثقة مع القارئ، بعيدا عن التضليل الذي كان ممارسا في العصور السابقة، تضع الطفل في محور اهتمامها بالحرص على نقاء فطرته من التلوث الفكري الذي كان موجها إليهم خلال الفترات الماضية وإعطائهم مساحة لنشر أفكارهم الإبداعية، كما نسعى إلى دعم الفكر الثقافي الذي يواجه حربا شديدة من خلال بعض المنغلقين وذلك في صورة جديدة ترتبط فيها المادة الإخبارية بالمرئية دون النظر لحسابات أو اتفاقات سوى مصلحة القارئ فقط بأن يصل إلى الحقيقة من خلال موقع "مصر 11".
لفت رئيس تحرير "مصر 11" النظر إلى أنه يقوم على ترسيخ مشروع إعلامي يهدف إلى الربح دون الدخول في صراعات سياسية فنحن مثل المرآة نعكس الحقيقة أينما كانت ونسعى إليها باعتبارها ضالة الإعلامي دون الانتماء لحزب أو تيار سياسي بعينه، فإذا أقدمت شركة لماكينات الحلاقة على شراء المساحة الإعلانية كاملة بالموقع فلا يظن أحد أننا نؤيد عدم إطلاق اللحية.
تحدث فندي عن السر وراء اختياره بعض الكتاب الذين يثيرون الجدل أمثال نوال السعداوي، مبينا أن وجود المرأة في تشكيلة موقع مصر 11 يسهم في جذب الإعلانات، ولأهمية وجود المرأة فكريا وإعلانيا خصص قسما بالموقع اسمه نساء مصر يشتمل على أخبار ومقالات نسائية، ومن بينها مقال الدكتورة نوال السعداوي التي تعرض وجهة نظرها وفق منطق الدولة المدنية التي يسعي الموقع إلى ترسيخ مبادئها، فليس لدينا مشكلة مع أي كاتب من أي تيار فكري، ولو أراد حازم أبو إسماعيل أن يكتب عندنا فلا توجد عندنا مشكلة شريطة قبوله للنقد من خلال تعليقات القراء، فالموقع ليس طرفا أو لاعبا سياسيا، وإذا أردنا التعبير عن موقفنا تجاه قضية بعينها يقتصر ذلك على رأي رئيس تحرير الموقع أو مدير التحرير.
http://www.alarabiya.net/articles/2012/09/03/235894.html

التعليقات