عرب وعالم

11:21 صباحًا EET

نيويورك تايمز‏:‏ الفضيحة تشكل تحديا لأردوغان أقوي من احتجاجات الصيف

في اطار فضيحة سياسية تكاد تعصف بالحكومة التركية قبل اربعة اشهر من الانتخابات البلدية‏,‏ أكدت صحيفة «حريت اليومية» التركية أمس أن الشرطة اعتقلت‏8‏ أشخاص فيما يتصل بمزاعم عن رشاوي وفساد حكومي وتزوير وتبييض اموال ضمن ثلاث قضايا مرتبطة بصفقات عقارية عمومية‏,‏ وتحويل اموال وذهب بين تركيا وايران‏.‏

وذكرت الصحيفة إن من بين المحتجزين مصطفي دمير رئيس بلدية الفاتح التاريخي في اسطنبول, وأقر مدعي اسطنبول مساء أمس الأول ملاحقة الأشخاص الثمانية وايداعهم السجن في اطار الحملة الواسعة النطاق لمكافحة الفساد والتزوير. وأضافت أن50 شخصا في الاجمال من بينهم واحد علي الاقل من أبناء الوزير والملياردير وقطب البناء علي أغا أوغلو قد مثلوا أمس أمام المحكمة وتم تقديم الاتهامات اليهم رسميا.

وبثت قنوات التيلفزيون صور رزمات سميكة من الاوراق النقدية التي ضبطت في منزل ابن وزير الداخلية معمر جولر.

وعلي اثر تلك الملاحقات قامت الحكومة التركية بإقصاء ثلاثين من ضباط الشرطة من مناصبهم من بينهم حسين جابكين قائد شرطة اسطنبول منذ أمس الأول, واتهموا بسوء التصرف واستغلال النفوذ لتكتمهم علي التحقيقات وعدم إطلاع مسئولين أعلي في المؤسسات الأمنية عليها.

وذكرت محطة «سي.إن.إن تورك» الإخبارية أمس أن عدد مديري الأمن الذين أعفوامن مناصبهم في عدد من المدن التركية منذ بداية الأزمة وصل إلي48 بينهم رؤساء قسم الجرائم المالية,والجريمة المنظمة, ومكافحة التهريب ومكافحة الإرهاب.

وأضافت المحطة التركية أن إعفاء ضباط الشرطة آثار احتجاجات شديدة في الأوساط السياسية واعتبروها ضربة لسيادة القانون ومحاولة لاجهاض التحقيقات.

ومن جانبه ناشد كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الحكومة التركية بعدم التستر علي هذا العار وأن يتاح للمسئولين الفرصة للقيام بواجبهم, وعدم التدخل في مسار التحقيقات في قضايا الفساد. ودعا كليجدار أوغلو لاستقالة الوزراء المتورطين في فضيحة الفساد والرشاوي مشيرا إلي أنه لا يمكن للشعب أن يثق في حكومة العدالة والتنمية بعد فضيحة فساد كبري كهذه.

واعتبر أردوغان التحقيق الجاري عملية قذرة تنفذها دولة داخل الدولة بهدف تلطيخ سمعة الحكومة الاسلامية المحافظة التي تحكم البلاد منذ 2002.

ويري المراقبون ان تلك القضية بمثابة طلاق بين الحكومة التركية وجمعية الداعية الاسلامي فتح الله جولن النافذة جدا في الشرطة والقضاء و الاعلام والتجارة, وبعد ان كانت لفترة طويلة تعتبر حليفة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ2002 أعلنت تلك الجمعية حربا علي اردوغان وحكومته بسبب مشروع الغاء مدارس خاصة تتبع تلك الجمعية وتستمد منها بعض مواردها المالية.

وفي السياق نفسه اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن فضيحة الفساد التي تقترب شيئا فشيئا من اردوغان لا تهدد فقط حكمه بل كشفت انقساما يتفاقم ويكاد يمزق الحكومة بينه و بين حليفه السابق الداعية التركي المتصوف فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يتبع نفس الاستراتيجية التي استخدمها في معركته مع آلاف من المحتجين المتحررين والعلمانيين الصيف الماضي في اسطنبول حيث قال إنه يحارب عصابة إجرامية لها صلات بالخارج في إشارة إلي غولن.

وأشارت الصحيفة إلي أن تقارير تفيد بمعارضة غولن لسياسة الحكومة التركية الخارجية النشطة في الشرق الأوسط خاصة دعمها لثوار سوريا, وكذلك للتعامل مع أزمة السفينة مافي مرمرة في عام2010 مع إسرائيل, مؤكدة أن تلك الأزمة المتصاعدة تؤكد تنامي نفوذ غولن داخل الدولة التركية بما يهدد مكانة أردوغان بين أوساط المحافظين قبيل سلسلة من الانتخابات المقبلة.

وفي غضون ذلك, ألغي الرئيس التركي عبدالله جول برنامجه المقرر أمس لزيارة محافظة كوتاهيا بوسط الأناضول في إطار جولته بالمحافظات، وكان جول ينوي القيام بزيارة لمكتب المحافظ والبلدية والمقر العسكري وجامعة كوتاهيا مع عقده لقاءات مع رجال الأعمال ومسئولي منظمات المجتمع المدني.

وذكرت صحيفة «ميلليت» أمس أن إلغاء جول زيارته لكوتاهيا هو أمر يتعلق بتداعيات حملة اعتقالات طالت أبناء ثلاثة وزراء بالحكومة التركية ورئيس بلدية الفاتح باسطنبول ومسئولين اتراك اخرين في اتهامات بالفساد الحكومي.

ومن ناحية اخري, أكد تقرير إخباري أن الولايات المتحدة شددت من تحذيراتها ضد الشركات التركية التي تعتزم العمل مع شركة صينية تم اختيارها لتصنيع منظومة دفاع صاروخية لحساب أنقرة.

وأكدت واشنطن أن الشركات التركية تخاطر بأعمالها مع نظيرتها الامريكية بسبب العقوبات ضد تلك الشركات الصينية.

التعليقات