آراء حرة
محمد حمدي الحلواني يكتب : جراح الوطن تنزف
حرية – كرامة – عدالة إنسانية – شعارات الثورة المصرية والحلم الكبيرالذى رواد المصريين لسنوات طويلة ظل فيها تحت حكم الأستبداد والقهر بسبب نظام ديكتاتورى أخد يقنع الشعب بأن القوة مصدرها كرسي السلطة وأنة لا سبيل أمامة سوى الخضوع لتلك القوة الظالمة وقتها كان الشعب المصرى خارج معادلة السلطة على أعتبار أن القائمين على شئون البلاد لا يخطئون ودائما قراراتهم تصب فى مصلحة المواطن تلك الثقافة التى أعتنقها المصريين جبرا عنهم كانت نتاج تغذية سلبية مورست علية عبر أجهزة الأمن الذين طغوا علينا بإستخدام قانون الطوارئ كسيفٍ مسلط على رقابنا جمعيا فضلا عن إتباع وسائل الإعلام لسياسة الكذب والتضليل وبالرغم من النجاح الثورى الذى حققتة ثورة يناير ويونيو والمتمثل فى أن الشعب المصرى أستطاع لأول مرة في تاريخه من إسقاط حاكمه ومحاكمتة والمطالبة بحقوقة الكاملة وهو ما عكس بشكل واضح أن القوة مصدرها تماسك الشعب وليس كرسى السلطة ويؤكد على أن قوة المجتمعات تشكل أكبر ضاغط على صناع القرار وتقف في وجه أي محاولات لقمع وتهميش المجتمع المدني لصالح تسلط النظام الحاكم
الا أن الثورة المصرية التى أبهرت العالم بسلميتها وأرادة شعبها الذى دافع عن حقوقة المسلوبة برقى وشموخ وكرامة وكشفت عن المعدن الأصيل لشخصيتة لم تحقق أهدافها حتى الأن وسرعان ما بدأ المعدن النفيس للشخصية المصرية يذوب وينطفئ لمعانة وزادت الأختلافات ووجهات النظر وصرنا نعيش فى صراع أدى إلى تبديد الجهود اللازمة لإقامة البناء الديمقراطى المنشود وأتاح الفرصة للقوى المضادة أن تجهض أحلام ثورتنا ومازالت جروح الماضى لم يكتب لها الفناء ومازال الأنسان المصرى يعيش فى ظل حكومات ليس لها القدرة على تحقيق أحلامة فالماضى برغم كل ما كان فية من قسوة وجراح غائرة تفشت فى شتى مناحى الحياة فأصابتنا بالمعاناة والضيق الا أن الحكومات السابقة كانت تستطيع تسكينة بما تملكة من قوة وقدرة على أرهاب المواطنين وتكتيم افواههم وعندما جاءت الثورة وأستبشر الشعب المصرى خيرا لأنة استطاع أن يستنشق نسمات الحرية بالتعبيرعن رأية والوقوف ضد ظلم واستبداد النظام جاءت جراح الحاضر أشد قسوة وأكثرعمقا لأنها تستهدف بكل سوء كيان الدولة وأستقرار أمنها الداخلى حتى أصبحت الدولة ضعيفة وفقدت سيطرتها وما تملكة من مقومات السيادة على الجميع ولم تستطيع الحكومة الحالية وكل حكومات الثورة تسكين جروح الماضى أو الحاضر بالرغم من أنها جاءت ليس لتسكين جروح الماضى وإنما لمدواتها والقضاء عليها
غير أن تقصير الحكومة فى واجباتها لا يعفنا من المسئولية الوطنية الملقاة على كاهلنا فالحكومة ليست مسئولة وحدهاعن بناء الديمقراطية الحقيقة التى نبغاها جمعيا ولكن تكاتف المواطنين مع الحكومة والتخلى عن النزعة الثورية والحزبية البغيضة هما السبيل من الخروج من تلك الأزمة التى ستعصف بنا جمعيا اذا استمرت حالة الفوضى التى تسببت فيها الصراعات الحزبية حول كرسى الحكم الذى مازالت تفوح منة رائحة فساد مبارك ونظامة أننا بحاجة ماسة فى تلك المرحلة إلى إعادة الثقة وإيقاظ القوة الهائلة التي يمتلكها الأغلبية وأن نبدأ جمعيا بنشر روح الأمل والأنحياز إلى المجتمع وتبني قضاياه الاساسية ونشر كل ما يهمه عبررسائل إيجابية تطرد ثقافة الخنوع ليحل محلها كل تجربة ناجحة و محاولة راقية تساعد فى تغييرالواقع المؤلم الذى كنا نعيش فية لنحيا جمعيا فى ظل حرية الرأى التى تنبى المجتمعات بعيدا عن ثقافة الأختلاف القائم على الأستقطاب والتى تهدم الأوطان ولنعلم جمعيا أن الحكومات وما تقدمة من إنجازات او أخفاقات لا تستمر طويلا ونحن مهما عشنا كثيرا لن نخلد وإنما الوطن سيبقى مخلدا ما دامت الحياة مستمرة