ثقافة

05:37 مساءً EET

المشاركون بندوة اللغة العربية يهاجمون الإعلام

أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ظهر اليوم ندوة ثقافية بعنوان “اللغة العربية والإعلام” بحضور الدكتور مصطفى رجب عميد كلية التربية بسوهاج، والدكتورة هدى مصطفى أستاذة المناهج وتدريس اللغة العربية بسوهاج، وأدار الندوة الشاعر محمد سلمان.

وقال الدكتور مصطفى رجب، عميد كلية التربية بجامعة سوهاج، إن اللغة العربية تحتمل وجهين، الأول أن يكون الكلام نظريًا بحتًا، وهذا أمر لا طائل من ورائه، ثانياً أن يكون هناك صور للإعلام حين يكون رائدا فى استعمال اللغة وصيانتها والحفاظ عليها.

وأضاف رجب، نحن نعلم الطلاب اللغة، ونقول لهم أن اللغة ليست فقط جزءا من الثقافة، بل إنها تعكس كل الثقافة، فحين نقرأ الثلاثية لنجيب محفوظ نرى فيها كيف كانت مصر، وكيف كان المجتمع المصرى يتفاعل مع بعضه، وطبيعة العلاقات المجتمعية، حتى الألفاظ والمفردات المتداولة فى الثلاثية تعكس ثقافة تلك الفترة.

وأشار رجب إلى ضرورة وجود ثلاثة معايير مهمة فى اللغة، وهى السلامة اللغوية فى الإعلام، وقال غير مسموح للإعلام بالخطأ إذا ما تحدث بالفصحى، كذلك ضرورة صفاء اللغة ونقاءها، وألا يكون فى اللغة أى مفردة أجنبية، أو كلمة عامية، وثالثاً جماليات اللغة، وهى يكون فيها شىء من الجمال، والتشبيهات والوصف، كذلك أصالة اللغة.

وجاء رجب بمثال عن أصالة اللغة، وقال إن الصحف قديماً كانت تستخدم كلمة الأشقياء لوصف أى مجرم ارتكب جريمة، أما الآن تقول عنه عاطل، وهى بذلك تبرر جريمته، وترسل رسالة تفاقم الأوضاع، أما كلمة الأشقياء تحدث تنفير من الجريمة، وذلك فقد الإعلام المصرى الآن الأصالة فى اللغة، وفقد الكلمة المناسبة فى الوصف، مؤكدًا أنه إذا استمر هذا التدهور إلى وسائل الإعلام فعلى الدنيا السلام.

وأكد رجب، أن الصحافة وهى أقدم وسيلة إعلام فى مصر، بدأت بصدور جريدة الوقائع، عندما نقرأ صحف مصر بعد الحرب العالمة الأولى نجد مستوى رفيعا من التعبير اللغوى، عندما نقرأها نتحسر على مصر الآن، لأن عناوين الصحف الحالية تعبيراتها هابطة.

من جانبها، قالت الدكتور هدى مصطفى، أستاذ المناهج وتدريس اللغة العربية بجامعة سوهاج، إن مشكلات تعليم اللغة العربية، ولها أسباب تعود لطبيعة اللغة نفسها، أولها مشكلة العامية وازدواجية اللهجة.

وأضافت مصطفى، أما بالنسبة للعامية يأتى الطفل للمدرسة وهو يجيد العامية، وبالتالى من الصعب أن يستوعب اللغة العربية، ثانيا إن العامية منتشرة فى كل وسائل الإعلام، وكل المؤسسات، وداخل مدارسنا، وهذا يجعل اللغة العربية حبيسة المناهج الدراسية فقط.

وأوضحت الدكتورة هدى مصطفى، إن سببًا آخر يعيق اللغة وهو محاربتها، لأنها لغة القرآن، والبعض يحارب الدين الإسلامى عن طريق مهاجمة اللغة العربية، كذلك هناك من زعم أنها صعبة، وكل هؤلاء تناسوا أمرًا مهماً، وهو أن جميع الدول العربية التى كان يتم فتحها كان يسعى أهلها لتعليم الخط العربى.

وأشارت مصطفى إلى أن إدخال اللغة الأجنبية فى المدارس الحكومية، منذ الصف الأول الابتدائى شيئًا غير محمود، لأنه لا يجب إدخال أى لغة أخرى، قبل تعلم وادقان اللغة الأم.

وأوضحت أنه بدأت تظهر صعوبة أخرى على المستوى العام، من خلال تجاهل استخدامها فى كثير من المناسبات، وظهور طريقة أخرى للكتابة وهى الفرانكو عرب، فبدأ البعض يدعى أنها أسرع فى توصيل الفكرة، وشبكة التواصل الاجتماعى بدأت تتخلى عن اللغة العربية.

وأشارت مصطفى إلى نقطة أخرى وهى ضعف اللغة عند معلمى اللغة العربية، مؤكدة أن كم يلتحق بالعملية التعليمية كل من لا يجد فرصة عمل، وكأن التعليم أصبح مهنة من لا مهنة له، وأصبح المعلمين غير كفء لتولى مسئولية التدريس.

التعليقات