الحراك السياسي

05:16 مساءً EET

عبد المنعم أبو الفتوح: مستعد للوساطة بين السلطة الحالية وتحالف مرسى

أبدى رئيس حزب “مصر القوية”، عبد المنعم أبو الفتوح، استعداده للوساطة بين السلطة الحالية وقيادات “تحالف دعم الإخوان”، المؤيد للرئيس السابق، محمد مرسى، لتوفير سبل الحوار بين الطرفين من أجل التوصل إلى مصالحة وطنية تنهى الأزمة الراهنة.

وقال “أبو الفتوح”، فى حوار مع وكالة الأناضول، إنه عرض تسهيل الحوار فى السابق، لكن الطرفين اتسما بالعناد، وكشف “أبو الفتوح”، بصفته أبرز وجوه ما يعرف بـ”الميدان الثالث” الرافض لحكم جماعة الإخوان المسلمين (المنتمى إليها مرسى) والجيش أيضا، عن أن قرار الحزب بالتصويت بـ”لا” على الدستور سيتغير إلى المقاطعة فى حال عدم تعهد السلطة الحالية بضمانات نزاهة العملية الانتخابية.

وكشف أيضاً عن أنه بصدد تسجيل شهادته على الأحداث فى مصر منذ عام 1984 فى ثلاثة أجزاء، سيكون آخرها شهادته عن الفترة التى أعقبت ثورة 25- 2011.

وفيما يلى نص الحوار:

-كيف تقرأ الأزمة السياسية التى تعيشها مصر حالياً؟
منذ 3 يوليو الماضى (الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى) دخلت مصر فى أزمة مجتمعية كبيرة جدًا، سببها الرئيسى الانقلاب العسكرى الذى قام به المجلس العسكرى وقادته، تحت زعم مواجهة حرب أهلية، والمسألة لا تعدو أن تكون تحقيق أغراض ذاتية فى مواجهة الديمقراطية الحقيقية التى تسعى مصر إليها بعيداً عن سوء الأداء الموجود فى السلطة سواء خلال فترة حكم المجلس العسكرى الأولى أو الرئيس مرسى.

– تتحدث عن أن 3 يوليو الماضى انقلاب عسكرى، لكنك فى الوقت نفسه جلست على طاولة قادة هذا الانقلاب فى اجتماع الرئاسة يوم 6 يوليو؟
-استجابتى لدعوة المستشار عدلى منصور (الرئيس المؤقت) لا علاقة لها بالاعتراف بالانقلاب ولا تأييده، لكنها كانت للتأكيد على المطلب السياسى التى رفعته القوى السياسية فى 30 يونيو، وهو انتخابات رئاسية مبكرة فورا، وحينما وجدت أن الأجواء لا تؤشر لهذا ولا تدعو لهذا كان هذا اللقاء الأول والأخير مع المستشار عدلى كقاضٍ ورئيس للمحكمة الدستورية.

-ماذا عن مشاركتكم فى عملية الاستفتاء على مسودة الدستور المعدل ما دمتم ترونه انقلابا؟
-ليس هناك علاقة بين التجاوب مع المطالب الشعبية والاعتراف بالانقلاب، فهل حينما كنا نشارك سياسيا أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك كنا نعترف به كرئيس شرعى؟! نحن لم ننتخب الرؤساء السابقين، ورغم عدم انتخابهم وعدم مجيئهم بإرادة شعبية، لكن كنا وما زلنا نشارك فى الاستحقاقات الشعبية لأن الانتخابات عمل شعبى عبر الصندوق ويعبر عن إرادة شعبية حقيقية.

وبالتالى مشاركة حزب “مصر القوية” فى الاستفتاء من خلال التصويت بـ”لا” المشروطة بتحقيق ضمانات لا يعنى تأييد الانقلاب، سنشارك كما أعلنا؛ لأن السلطة الحالية سلطة أمر واقع كما كان الحال وقت مبارك. وأدعو جميع القوى السياسية بما فيها الأحزاب التى دعت للمقاطعة أن تراجع موقفها لأن المقاطعة لن تؤدى إلى نتيجة عدا تقليل عدد الذاهبين إلى الاقتراع، وهذا يعنى موقفًا سياسيًا فقط، لكننا نريد أن نسقط هذا الدستور.

-إذا كان الوضع بهذا السوء، لماذا لا يتبنى أبو الفتوح هدنة سياسية بين السلطة وتحالف دعم الإخوان؟
-الوضع الطبيعى لا يحتاج لمبادرات بقدر ما يحتاج أولا من للسلطة الحالية أن تحترم قواعد الحرية وحقوق الإنسان والعدالة، فهى تستخدم أدوات السلطة الأخرى لتحقيق مآربها، ونحن طرحنا قبل ذلك مبادرات لم يتم التجاوب معها من جانب الطرفين، وبالتالى نحن بصدد التأكيد على أننا سنناضل من أجل استرداد أهداف 25 يناير.

-هل تتوقع ثورة جديدة يوم 25 يناير 2014 (الذكرى الثالثة للثورة)؟
-ما قام فى 3 يوليو وما بعده كان استهدافا لثورة يناير وأهدافها ورموزها وقواها السياسية، وهو ما يحدث حال غضب فى الشعب المصرى وبين الذين ثاروا من أجل الحرية والعدالة، وبالتالى وارد أن يكون هناك موجة ثورية ثالثة قد تكون قريبة أو حينما يتراكم هذا الغضب من أجل إعادة هذا المسار الثورى.

وما زلت أتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها قبل ذلك اليوم والدعوة المباشرة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وأن يقدم الذين اعتدوا على حقوق الناس قبل ثورة يناير وبعدها للعدالة بهدف القصاص، لكل من أوذى سواء من أبنائنا فى الأحزاب والقوى السياسية أو الشرطة أو الجيش وضحايا محمد محمود (شارع بوسط القاهرة شهد سقوط ضحايا فى فترة حكم المجلس العسكرى الأولى وحكم مرسى وخلال الفترة الانتقالية الحالية) ومجلس الوزراء (وسط العاصمة) وبورسعيد (شرق) والعباسية (شرقى القاهرة) والاتحادية (القصر الرئاسى، شرقى القاهرة) والمنصة (بمدينة نصر، شرقى القاهرة) والنهضة (بالجيزة، غرب القاهرة) ورابعة العدوية (بمدينة نصر، شرقى القاهرة) و(مدينة) كرداسة (بالجيزة، غرب القاهرة) والكنائس ورمسيس (وسط القاهرة) وسيناء (شمال شرق).

-إذا كان النظام بهذه الدرجة من القمع، ما الذى يمنعك من التحالف مع الإخوان لحين سقوط ما وصفته بالانقلاب ثم الاختلاف معهم فيما بعد؟
-هدفنا هو مصالح الوطن وهناك خلاف جوهرى بيننا وبين الإخوان بسبب ما نظنه مصلحة وطنية، فكان لا يمكن بأى حال من الأحوال أن أقف على منصة (اعتصام مؤيدى مرسى فى ميدان) رابعة (العدوية)، وبالنسبة لنا نتفق مع أى قوى وطنية سواء داخل التحالف أو خارجه، إخوان أو غير إخوان، تهدف إلى مصالح مصر، ولنا وسائلنا التى نحافظ عليها ومُصرين عليها، ومن الممكن أن نتعاون مع هؤلاء أو غيرهم فى موقف أو هدف، لكن التحالف بمعنى الاندماج أو الارتباط غير وارد.

-بالتالى ليس لديكم مانع من التنسيق السياسى مع التحالف لكسر الانقلاب؟
-نحن على اتصال مع كل القوى السياسية سواء ممثلين هذا التحالف ومنهم محمد على بشر، أو الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل، أو حزب مصر الحرية (ليبرالى، يرأسه عمرو حمزاوى) أو حزب التحالف الاشتراكى (يسارى، يرأسه عبد الغفار شكر). نلتقى للاتفاق على مصلحة وطنية من خلال موقف معين نتوافق عليه.

-هل هذا يعنى أنه ما زال لديكم استعداد لتسهيل الحوار بين السلطة والتحالف الوطنى؟
-أقصر طريق لإنقاذ هذا الوطن هو جلوس الطرفين مباشرة للتفاوض والتفاهم حول حل هذه الأزمة، ونحن عرضنا توفير سبل الحوار بينهما فى السابق، وما زال لدى استعداد لتوفير سبل أى حوار أو تفاوض أو موقف أو تواصل بين أية أطراف وطنية من أجل مصلحة وطنية، لكن على الطرفين أن يبديا رغبتهما فى هذا، وهما (الإخوان والسلطة الحالية) أقرب ما يكونا للعناد حاليًا.

-“الميدان الثالث”.. كيف تقرأ مستقبله فى مصر خلال السنوات الخمس المقبلة؟
-التيار الثالث (اتجاه ثورى رافض لحكم الجيش وكذا عودة الإخوان للحكم) هو المستقبل للشعب المصرى الذى رفض تيار الإسلام السياسى وجبهة الإنقاذ (الوطنى المعارضة لمرسى)، صحيح أن التيار الثالث لم ينمو بعد ولم يكتسب أنصارًا كثيرين، لكنه سيكون التيار السياسى السائد والمقبول فى مصر.

-هل ترى أنه قادر على الدفع بمرشح رئاسى يمثله فى انتخابات 2014؟
من الوارد أن يكون له مرشح، فإذا جاز التعبير وكان للميدان الثالث مرشح فى الانتخابات الماضية وهو العبد الفقير (يقصد نفسه)، فلم أكن مرشح الإخوان، وأدعى أنى كنت مرشح التوافق الوطنى، وحالياً أظن أن الأفضل للحكم هو شاب أربعينى أو خمسينى ونحن داخل الحزب نحاول أن نوجد مثل هذه الكوادر.

-هل تعنى أنك لن تترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟
لم أقرر بعد مسألة ترشحى للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهى متروكة للحزب وهيئته العليا، وفى النهاية مصلحة الوطن ستحكم.

-هل أصبح من الصعب وصول رئيس من التيار الإسلامى للحكم فى مصر؟
مصر لن تقبل رئيسًا إلا إذا احترم المرجعية الإسلامية بغض النظر عن أن هذا الرئيس من تيار الإسلام السياسى أو تيار آخر، لأن المرجعية الإسلامية ثابتة ولن يفرط المصريون فيها، فهى لم تأتِ مع الإخوان ولا السلفيين، وبالتالى لا يمكن أن يأتى رئيس محارب لمرجعية الإسلام أو متطرف يحارب الإسلام.

-هل ترى أنك محصور داخل اتهامك بـأنك “إخوانى متخفٍ”، وبالتالى يؤثر ذلك على قرارات الحزب؟
أنا لست محصورًا فى اتهامى بأنى إخوانى متخف، هذا كلام لا أعبأ به لأنى أعرف أن الذين يطلقون هذه الأشياء يمارسون ابتزازًا غير أخلاقى ضد معارضيهم، وبالتالى لا أنشغل حينما أرى موقفا ما إذا كان موافقًا للإخوان أو مختلفًا عنهم، بل أجتهد أن يكون وفق مصلحة وطنى ومبادئى وقيمى التى يجمع عليها حزب مصر القوية.

-ما هو عدد الذين قتلوا من داخل الحزب والذين قبض عليهم منذ 30 يونيو حتى الآن؟
لدينا شهيدان، هما عبد الله عبد الرازق ورضا معوض يوم فض (قوات الأمن) اعتصام رابعة العدوية (14 أغسطس) أثناء مشاركتهما فى نقل الجثث، حيث أطلق عليهما الرصاص، قتل واحد فورًا والآخر استشهد بعدها بأيام، أما المعتقلون فهم 10، هم وليد الشتانى عضو الهيئة العليا للحزب و9 آخرين من طلاب الجامعات.

-كيف تقرأ العلاقات المصرية الخارجية حاليا؟
مصر للأسف بعد الانقلاب العسكرى تعيش فى عزلة سياسية. حينما لا يستطيع رئيس مصر أن يذهب إلى أوروبا ولا آسيا ويمكنه فقط الذهاب لدول الخليج، فالأمر مهين ومسيء لمصر، والمتسبب فى ذلك ما حدث فى 3 يوليو.

-وما هو مستقبل السلطة الحالية من وجهة نظرك؟
السلطة الحالية إلى زوال، وهى غير شرعية، لا تملك مقومات الاستمرار وهى مؤقتة تنتهى بإجراءات الديمقراطية التى من المفترض أن تتم بأكبر قدر من النزاهة، لذلك كانت مشاركتنا فى الاستفتاء على الدستور مشروطة بضمانات، فالتصويت بنعم أو لا لها قيمتها، فإذا قاموا بتزوير الانتخابات فسيكون لنا موقف آخر؛ لأن أصواتنا غالية مهما كانت كثيرة أو قليلة فنحن لن نعبث بها.

-ما هو هذا الموقف الآخر، خاصة أنكم أعلنتم أنكم ستصوتون بـ”لا” على الدستور؟
إذا لم تتوافر ضمانات نزاهة عملية الاستفتاء على الدستور فسيكون قرارنا بالمقاطعة، وهذا كان نفس موقفنا فى دستور 2012 (المعطل)، فما كان لنا أن نشترك دون اطمئنان لنزاهة عملية الاستفتاء، ونتمنى أن يتم الالتزام بها فى الاستفتاء القادم.

-هل تفكر فى تسجيل شهادتك على هذه الفترة الحرجة من عمر البلاد؟
أريد تسجيل شهادتى كما فعلت فى الجزء الأول (كانت خلال حياته الجامعية)، وأن أستكمل الجزء الثانى من عام 1984 وحتى عام 2000، والجزء الثالث من عام 2000 حتى ثورة 25 يناير 2011، والجزء الرابع سيكون عن الفترة التى أعقبت ثورة يناير إلى الآن.

التعليقات