مصر الكبرى

09:13 مساءً EET

فنانو جرافيتى الثورة يحولون شوارع ميدان التحرير إلى معرض فنى كبير

 
على الرغم من سيطرة المشهد غير الحضارى على ميدان التحرير وانتشار الباعة الجائلين والبلطجية فى أرجائه إلا أن شباب الثورة مازالوا يعبرون عن موقفهم الثورى بالميدان.

فلجأ الشباب للجدران بعد تظاهرتهم المتكررة للتعبير عن رفضهم من استمرار المجلس العسكرى فى حكمه للبلاد وموقفهم من أعضائه وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوى و مطالبتهم بمحاكمة أعضائه المسئولين عن الانتهاكات التى تعرض لها الثوار فى اعتصامات التحرير الأخيرة.
وجد الشباب أن رسوماتهم على الجدران هى السبيل الجديد للتعبير عن موقفهم، و"جرافيتى الثورة" هى الوسيلة التى ابتدعها الشباب منذ بداية 25 يناير لتكون مسلكا آخر لتأكيد رفضهم لسياسة المجلس العسكرى فى حكم البلاد ولتقديم التحية لشهداء و مصابى الثورة ، وللمطالبة بمحاسبة المسئولين.
لعل الأمر ظهر بشكل واضح بعد أحداث شارع محمد محمود حيث حول شباب جرافيتى الثورة الشارع إلى ما هو أشبه بالمعرض الفنى على كل جانب تجد رسمة إبداعية لهم منها صور الشهداء و مصابى الثورة والتى كانت على هيئة نسر تكريما لهم، ومنها رسومات للتعبير عن موقفهم من أعضاء المجلس العسكرى ووصفهم لهم، وكانت أبرز هذه الرسومات التى توقف عندها العديد من المارة رسومات لأعضاء العسكرى على هيئة ثعبان وأفعى ،وللمشير طنطاوى فى ثوب الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
"جرافيتى الفراعنة " رسومات إبداعية جديدة قام بها شباب الثورة حيث جسد الشباب الأحداث الأخيرة والتى وقعت بين الجيش والأمن المركزى وبين الثوار على أنها أشبه بالمعارك الفرعونية حيث انتشرت على الجدران الثيران والكلمات الهيروغليفية والجوارى وغيرهم من الرسوم الفرعونية.
وأكد علاء عوض أحد رسامى جرافيتى الفراعنة أنهم تعمدوا نقل القصص الفرعونية والتى تمثل جذوره العميقة وتعبر عن أصالة الشعب المصرى وسبب عظمته مشيرا إلى أنهم تناولوا عدة قصص أبرزها قصة حرائر مصر، الولاء والطاعة ، والحكم، و المحكمة الهزلية، الصراع الشعبى والتى تمثل حكم من لا يملك لمن لا يستحق ،معتبرا أن شارع محمد محمود هو الشارع الذى سيبدأ منه حضارة مصر طامحا إلى تحويله أكاديمية فنية لاستقطاب الثوار.
وكانت آخر هذه الإبداعات أيضا جرافيتى "مفيش جدران " و التى ابتدعها رسامو الثورة للتغلب على السبع كتل خرسانية التى أقامتها قوات الجيش فى الأحداث الأخيرة بأحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء و للتعبير عن رفضهم لها و التى استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر الأمر الذى بعث بأرواح المواطنين المتواجدين بالشوارع الكائنة بها الجدران بأنها منطقة عسكرية و لا أمل فى عودة الحياة لطبيعتها على الرغم من معاناة المواطنين يوميا من وجود تلك الكتل الخرسانية التى أسهمت فى التأثير على قوت يومهم كأصحاب محال تجارية بهذه الشوارع.
وجاءت فكرة "مفيش جدران" من رسم صور تعبر عن الحياة بالشارع ، وأكد محمد المشير المسئول عن رابطة جرافيتى الثورة أن الغرض من "مفيش جدران " هو توصيل رسالة أن الشارع لنا وأنهم يرفضون وجود الجدار العازل الذى حول منطقة قصر العينى والشوارع المجاورة إلى منطقة عسكرية.
وعلى الرغم من تكرار دهان الجدران من قبل الحكومة إلا أن المشير أكد استمرارهم فى تجديد رسوماتهم على الحوائط بشوارع ميدان التحرير لإيصال صوتهم الثورى.
يأتى ذلك وسط مواصلة البلطجية ومسجلى الخطر تواجدهم فى ميدان التحرير لتشويه صورته من خلال الاشتباكات اليومية مع المارة وانتشار كبير للباعة الجائلين، مع تكرر استغاثات أصحاب المحال التجارية وقاطنى العقارات بفض الاعتصام وعودة الحياة لطبيعتها وإزالة الجدار العازل لتمكينهم من قضاء مصالحهم بشكل طبيعى.
المصدر: اليوم السابع
 

التعليقات