عرب وعالم
دحلان للبرلمانيين الأوربيين : توقعات كيري حول إمكانيات تحقيق السلام ‘ عاطفية ‘
– لا يمكن للجانب الفلسطيني قبول أية تسوية بعيدا عن الحاضنة العربية – الوضع الإنساني في غزة كارثي و أدعوكم للتعاون بعيدا عن الواقع السياسي الراهن في القطاع – دور الاتحاد الأوربي جوهري ، انتم اكبر مساهم في تمويل السلام و الأقل تأثيرا في مسارها
أعرب القيادي الفلسطيني محمد دحلان عن شكوكه العميقة في إمكانية تحقيق اتفاق فلسطيني إسرائيلي خلال ما تبقى من البرنامج الزمني الذي قرره وزير الخارجية الامريكي جون كيري ، و أضاف دحلان في محاضرة ألقاها امام ‘ لجنة المشرق ‘ و هي احدى اللجان السياسية الرئيسية في البرلمان الأوربي ان الوزير كيري وضع رؤيته و خطته على أسس ‘ عاطفية ‘ و بعيدا عن التقييم الواقعي للأطراف المتفاوضة ، واصفا فرصة نجاح جهود الوزير الامريكي ب ‘ الصفر ‘
و بدا دحلان حديثه بعد ان قام البرلماني الأوربي ماريو ديفيد ، نائب رئيس لجنة المشرق بتقديمه الى الحضور ، و قد ركز على ثلاثة محاور رئيسية هي المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الراهنة ، و الأوضاع الانسانية القاسية لقطاع غزة ، و التطورات الإقليمية الكبرى خاصة في مصر بعد ثورة 30 يناير .
و كشف دحلان في محاضرته بان اسرائيل كانت قد وافقت خلال الجلسات التفاوضية عام 2000 على عودة نحو 200 الف لاجئ فلسطيني الى ديارهم في إطار اتفاقات الحل الدائم ، مضيفا بان الزعيم الراحل ياسر عرفات كان مصمما على تأمين حق العودة للاجئين في لبنان اولا نظرا لظروفهم الصعبة للغاية ، كما كشف دحلان عن ان رئيس الحكومة الاسرائيلي الأسبق قد عرض مطار قلنديا ليكون مطارا دوليا فلسطينيا .
و ردا على سؤال لأحد نواب البرلمان الأوربي قال دحلان ‘ أفكار و وثيقة الرئيس الامريكي الأسبق بيل كلنتون لم تلقى قبولا تاما من طرفي الصراع الا انها تبقى الوثيقة الأكثر اقترابا من أسس الحل الممكن ، و حسنت النوايا لأمكن البناء عليها او الانطلاق منها وصولا الى صيغة قابلة للتطبيق .
و دعى دحلان المجتمع الدولي الى التوافق على ‘ الحل الملزم ‘ أسوة بما يحدث في صراعات اخرى مثل سوريا و ايران ، و أضاف ‘ ليس بمقدور الطرفين التوصل الى اتفاق دائم ، و لا بد من توافق دولي على طبيعة الحل العادل و الدائم ، و في هذا الإطار ينبغي على الاتحاد الأوربي لعب دور أوسع و اكبر يتناسب مع دور الاتحاد كأكبر ممول مالي لعملية السلام ، و لا ينبغي لأوربا ان تلحق موقفها دوما بالموقف الامريكي .
و قال دحلان ان الحل العادل يتطلب ان تضع الولايات المتحدة الامريكية ضغطا جديا على اسرائيل ، و قيام جامعة الدول العربية بتوفير الغطاء للموقف الفلسطيني ، فبدون غطاء عربي قوي من دول الاعتدال العربي مثل مصر و السعودية و الامارات و الكويت و الأردن و المغرب فالمفاوض الفلسطيني لا يمكنه الوصول الى اتفاق ، و هذا الكلام كان ابو عمار يدركه جيدا ، و من اجل ذلك لم يكن يخبأ أية تفاصيل عن العواصم العربية .
و ردا على سؤال برلماني اوربي اخر حول مدى شرعية مؤسسات الحكم الفلسطينية قال دحلان ‘ ليس هناك اي شيئ شرعي في الكيانات الفلسطينية اليوم ، و كل الشرعيات القانونية قد تلاشت بفعل الزمن ، بما فيهم شرعيتنا نحن أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني ، و أضاف بان موقفه لا يختلف عن موقف الرئيس ابو مازن حول تأكل الشرعيات لان الرئيس وصف نفسه بالرئيس المنتهية صلاحيته اكثر من مرة ، و اكد دحلان بان اجراء الانتخابات في اقرب اجل ممكن ‘ 6 اشهر ‘ هو الحل الأمثل ، و اكد بانه يمكن التوافق بين فتح و حماس و باقي قوى المعادلة الفلسطينية على تشكيل حكومة تسيير اعمال تكون مهمتها الرئيسية اجراء الانتخابات الرئاسية و البرلمانية ، محذرا انه لا يمكن حشد تأييد شعبي كاف لاي اتفاق سلام يوقع او يفرض في الظروف السياسية الراهنة ، و ما تشهدها الساحة الفلسطينية من انقسامات .
و وصف دحلان أوضاع غزة بالماساوية ، و قال ‘ بعيدا عن السياسية هنالك إمكانيات كبرى لإنقاذ قطاع غزة حيث يعيش اكثر من مليون و نصف المليون فلسطيني ي ظروف عصيبة ، و دعا الاتحاد الأوربي الى أخذ المبادرة و تقديم العون في الخدمات الاساسية لأهل القطاع خاصة الماء حيث بدا ينفذ تماماً حسب تقارير الامم المتحدة ، و كذلك في مجالات الكهرباء و الصحة و التعليم ، و أضاف بان الحجج السياسية لامتناع عن إنقاذ القطاع سخيفة و واهية ، و تساءل ‘ هل اذا كان شعب ما وقع تحت حكومة جائرة يحل بمعاقبة الشعب و قتله ؟ ، ما العلاقة بين هذه و تلك ؟ ‘ و أضاف كنائب منتخب من قطاع غزة واجبي ان ابحث و ان اعمل المستحيل لإنقاذ من وضعوا ثقتهم بي ‘ .
و قال دحلان في إطار استعراضه للتطورات الدولية بان ما حدث بمصر في 30 يونيو ثورة مكتملة الأركان شارك فيها عشرات الملايين من أبناء و بنات مصر قبل ان ينحاز اليها الجيش في 3 يوليو و يعزل محمد مرسي عن الحكم ، و شدد دحلان على ان الفريق اول عبد الفتاح السيسي هو بطل قومي بنظر المصريين و العرب ، و على العالم كله مراجعة موقفه من ثورة الشعب المصري .
و كشف دحلان النقاب عن مدى تغلغل خلايا تنظيم القاعدة و انتشار نفوذها و زيادة قدراتها التسليحية و التنظيمية و المالية في دول المنطقة بحكم التحالف بينها و بين تنظيمات الاخوان المسلمين و خاصة في مصر ، و ردا على سؤال للبرلمانيين اوربي قال دحلان ‘ الاخوان هم ولادة القاعدة و غيرها من تنظيمات الإرهاب و التكفير ، و بإقصاء الاخوان عن حكم مصر يصبح عسيرا عليهم كتنظيم السيطرة الكاملة على حكم أية دولة اخرى ‘
و أعرب دحلان عن استغرابه من سلوك و مواقف بعض العواصم الغربية من إصرار على تمكين الاسلام السياسي لحكم شعوب و دول المنطقة ، و تساءل هل الغرب بصدد التحالف مع القاعدة ؟ .
و كان دحلان قد اختتم جولة أوروبية دامت أربعة ايام زار خلالها بروكسل و فيينا و لندن ، و الى جانب محاضرته الموسعة في البرلمان الأوربي التقى عدد من رؤساء لجان البرلمان الأوربي و برلمانات بلجيكا و بريطانيا و ألمانيا و اسبانيا و البرتغال ، كما أقام نائب رئيس لجنة المشرق ماريو ديفيد حفل عشاء لدى شرفه حضره عدد من رؤوساء و أعضاء اللجان البرلمانية الأوربية