مصر الكبرى
ما سر هوس اصحاب اللحي بالجنس؟
 
تسود حالة من الغضب شريحة كبيرة من المصريين الذين علموا بما يعرف "بـقانون مضاجعة الوداع" وهو الذي تعود جذوره إلى فتوى اصدرها رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل الشيخ عبد الباري الزمزمي العام الماضي وقال فيها ""إن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس على الجثث بشرط إذا كان الطرفان يربطهما عقد القران قبل الموت وان لا حرج إذا أراد الزوج ممارسة الجنس مع جثة زوجته بعد ساعات من موتها""…باعتبار أنه جاء في القرآن أن الزوج والزوجة يمكن أن يكونا في الجنة معا أي بعد الموت..
الحقيقة ان هذا ليس اول تصريح يصدر خلال السنوات الماضية يثير ضجة ولغط وحالة من القرف والسخط…فمنذ فتوي ارضاع الكبير التي اصدرها منذ سنوات رئيس قسم الحديث بجامعة الأزهر والتي يحلل فية الارضاع بين رجل وإمرأة غريبة عنه في
مكاتب العمل المغلقة منعاً للخلوة المحرمة مع توثيق هذا الإرضاع كتابة ورسميًا .. تلي ذلك عددا من الفتاوي التي لم اكن اتصور ان تطل علينا بهذة الصورة وبدون استحياء وبدون أي منطق…فمن فتوي هدم بيت الله الحرام لمنع الأختلاط الي فتوي تحريم بعض انواع الخضراوات وجوزة الطيب بحجة انها من المسكرات…ومن فتوي جواز بيع الأثار وطمسها الي فتوي تحريم جلوس المرأة علي الأنترنت…ومن فتوي تحريم اطعام المرأة لذكر البط الي فتوي تحريم ارتداء البنطلون بالنسبة للنساء.
اندهش حقيقة أنه فى الوقت الذى أغلقت فيه أبواب الاجتهاد فى أمور الدين بحجة عدم جواز الخروج على فتاوى السلف الصالح، فإن الباب فتح على مصراعيه لفتاوى تتعلق بأمور الدنيا وهى أمور تتطلب إعمال العقل ليكون ذلك بمثابة إعلان عن إغلاق العقول فبات المواطن المصرى يحتاج لفتوى فى كافة أمور حياته حتي ان  الهاتف الإسلامى قد سجل ما يقرب من 10000 طلب فتوي شهريا. حتي البرامج التليفزيونية الدينية اراقبها عن كثب واضرب كفا بكف …ففي الوقت الذي يتباري فية العالم ليصل الي اعلي المراتب العلمية والتكنولوجية مازال البعض يتباري ليسأل عن جزاء دخولة أي مكان بقدمة اليسري وليس اليمني….وفي الوقت الذي يتباري فية العالم للوصول الي علاج لبعض الأمراض المستعصية…نتباري للحصول علي اجابات عن امور اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تافهة.
والحقيقة ان ما اثار انتباهي ليس فقط الفتاوي ولكن هو طريقة تفكير بعض المشايخ ومن يطلق عليهم "متدينين" في الجنس وفي النساء بتلك الصورة..وسوءالي بالتحديد ما هو سر شغف رجال الدين بالجنس بتلك الصورة…ما هو سر هوسهم بالنساء في الدنيا وفي الأخرة لدرجة وصف الحرارة الجنسية لحور العين في الجنة.
إنه لأمر محزن يحزً في قلب كل مسلم له ذرة من الغيرة علي الاسلام ان يري ويسمع ذلك…. انة لأمر محزن ان نري تكريس ديكور الجنة في إطار جنسي فقط يتناقض تناقضا مفضوحا مع المنطق باعتبار أنهم يرفضون جنس الأرض ويعتبرونه زنى…. انه لأمر محزن ان نري ونحن في القرن ال21 لحي وذقون تتحدث بلا منطق ولا تري في المرأة سوي اداة للمتعة والأنجاب ولا تري لها مكان سوي خلف الجدران لأنها بمنتهي البساطة "عورة" وسببا في الغواية والفتنة ولا يجوز لها سوي الأتشاح بالسواد وكأنها في حالة حداد من الميلاد حتي الممات. .
والسوءال هو ما سر تشابه معظم سلوكيات هوْلاء الأشخاص فنجدهم في قمة السادية السلوكية على نسائهم، و في قمة المازوشية لحكوماتهم الراضية عنهم ما دامت مصالحهما متوافقة و هدفهما واحد، و هو رضوخ الأفراد بشكل كامل لهما إما عن طريق القمع و التعنيف الجسدي او عن طريق التعنيف النفسي من خلال الدين.
والحقيقة هي ان الطفولة القامعة والرافضة للجنس تحفزان على ظهور بعض من الجينات السلوكية الموروثة، فكما نعلم ان جزءً من السلوك يخضع إلى قاعدة بيولوجية، إلا ان البيئة تلعب دورا مهماً في انتقاء السلوكيات، و حسب تعبير اختصاصي الأعصاب "جيرالد ادلمان" البيئة متغيرة و ليست ثابتة، فنراها في انتقاء دائم للسلوكيات المتأقلمة  معها أي ان المفهوم القمعي يجتذب الأفراد المؤهلين جينياً، ليقوم بتأجيج السلوكيات السادية و تفعيلها من خلال ثقافة عامة.
ان حال هوْلاء الذين يدعون التدين يذكرني بالراهب راسبوتين الذي تسلل إلى البلاط القيصري الروسي وزكمت فضائحه الجنسية الأنوف وهي فضائح اقترنت بالسطوة والنفوذ. والحقيقة ان العيب ليس في من ارتدي قناع التدين ..العيب في من خلط ما بين وضع هوْلاء في موضع تقديس واحترام لمجرد انة يتحدث في امور الدين ويستهل كلامة بذكر رسولنا الكريم ويستشهد بالأيات القرأنية …العيب فيمن ظن ان كل صاحب لحية وسبحة شخص جدير بالأحترام…العيب اننا قمنا بخلط كل ما هو مقدس بكل ما هو دنيوي.