مصر الكبرى
المشير في قفص الاتهام
 
منذ فبراير 2011 وحتى الآن والمشير طنطاوي في قفص الاتهام،قالوا إنه يُدعم حكومة مبارك برئاسة احمد شفيق أقالها واختار رئيس وزراء من ميدان التحرير اثبت فشلا كبيرا,قالوا إنه لن يُحاكم مبارك وأبناءه.. هم قيد الحبس الاحتياطي منذ عام والدعوى محجوزة للحكم,قالوا لن يُجري انتخابات برلمانية نزيهة.. ولكنها جاءت الأنزه في تاريخ مصر رغم الوضع الأمني السيىء جدا وقت إجرائها,قالوا إنه لن يُسلم السلطة.. فتم تحديد مواعيد محددة للانتخابات الرئاسية,قالوا إنه دفع بمنصور حسن لكي يكون مرشحا توافقيا..
ولكن الرجل انسحب قبل فتح باب الترشيح,قالوا إنه سوف يرشح نفسه للرئاسة.. ولم يحدث،ثم قالو إنه رشح عمر سليمان للاستيلاء على السلطة.. اللجنة العليا للانتخابات استبعدته لسبب تافه جدا,قالوا إنه يتلقى أوامره من أمريكا وإسرائيل.. فكان قرار وقف تصدير الغاز,قالوا إنه لن يُصدق على قانون العزل السياسي.. ولكنه صدق,قالوا أنه سوف يشكل تأسيسية الدستور على هواه ولكنه ترك الأمر للبرلمان فكانت الكارثة,فما بالنا لو كان البرلمان قد تسلم السلطة كما كان ينادي البعض,قالوا أنه سلم البلد للإخوان في حين أن الإخوان تتهمه بأنه لن يسلم السلطة.الاتهامات كثيرة ومتعددة والإهانات التي تعرض لها المشير طنطاوي لا تحصى ولا تعد والسباب والشتائم كُتبت على الجدران وفي كل مكان حتى على الدبابات وفي المؤتمرات الجماهيرية ومساجد الله.. شتائم وسباب لا يتحمله بشر،ومع ذلك الرجل لا يرد ولا يتكلم ومازال هو وأعضاء المجلس العسكري في قفص الاتهام،وهناك تشكيك دائم في نواياهم تسليم السلطة،رغم انه باقي من الزمن أيام قليلة ويتوجه المواطنون للإدلاء بأصواتهم.التطاول المستمر على المجلس العسكري يأتي في إطار محاولة هدم القوات المسلحة،ومن يفعل ذلك يبرر لنفسه وللآخرين أن المجلس العسكري منفصل عن الجيش,وكأن ما حدث أمام وزارة الدفاع ليس إهانة للجيش المصري كله،وإهانة المجلس العسكري في كل مكان ليست إهانة لجيش مصر أمام العالم,والضباط والجنود الذين استشهدوا سواء في فض اعتصامات او ضبط الخارجين عن القانون ليسوا جزءا من جيش مصر العظيم الذي يُراد هدمه.لم يعد لنا في هذا البلد سوى القوات المسلحة بما فيها المجلس العسكري. لو وضعنا أعضاء البرلمان المصري كله بمجلسيه – ما يقرب من سبعمائة نائب – ومعهم المرشحين للرئاسة الثلاثة عشر والعشرة المستبعدين،ومعهم أيضا كثير ممن يطلقون على أنفسهم قوى ثورية وسياسية وليبرالية،لو وضعنا كل هؤلاء في كفة وأعضاء المجلس العسكري في كفة أخرى لرجحت عندي الثانية,لأن أعضاء الكفة الأولى كل ما يفعلونه فقط هو الكلام على شاشات الفضائيات،ثم ينامون في بيوتهم نوما عميقا.. أما من يتحمل عبء وهموم هذا البلد هو المجلس العسكري,قد تكون هناك أخطاء في إدارة المرحلة الانتقالية – وهذا وارد –أنا شخصيا في هذا المكان انتقدت المجلس في كثير من قراراته مثل إجراء الانتخابات قبل الدستور وإصراره على بقاء مجلس الشورى وال50%عمال وفلاحين وصبره على حكومة شرف رغم فشلها ولكن أحيانا كنت التمس له العذر لأن مصر دولة كبيرة وتعج بالفساد والأزمات على مدى نصف قرن من الزمان وأصبح فيها 85 مليون ثوري ولم يعد هناك إحترام لكبير أو وزير,ومع ذلك لا نستطيع أن ننكر أنه حدث فيها الكثير بفضل القوات المسلحة,ولنا أن نتخيل لو أن المجلس العسكري قرر ترك السلطة في ظل انهيار كل مؤسسات الدولة وهو الجهة الوحيدة المنضبطة في البلد،كيف سيكون حالنا..؟ الأيام سوف تثبت أن المشير طنطاوى تحمل الكثير,وان القرار الذي أخطأ فيه هو عدم ترشحه للرئاسة خاصة في ظل ضعف كل المرشحين وعدم وجود من بينهم الشخصية التي فرضت نفسها علي المصريين. اللهم ولِّ أمورنا من يصلح.