مصر الكبرى
التعليم قضية مصر الأولي الغائبة
ما يطلق عليه النخبة فى مصر تشغل نفسها بتوافه الأمور ، لكن قضايا الوطن الكبرى غائبة عن الساحة غيابا تاما . وهم رغم ذلك يطمحون فى تقدم الوطن وتحسن أحواله ، وكأنما سوف يحدث هذا التقدم تلقائيا، والمسألة مسألة وقت .
ومن الواضح أن هذه النخبة لا تعرف دورها سواء كانت نخبة سياسية أونخبة ثقافية . والجهل بالأدوار والمهام صفة عامة فى العالم الثالث . فالحكومات أيضا لا تعرف دورها ، وجمعيات ومؤسسات العمل المدنىتضل طريقها فى عالم معاصر يعد العمل المدنى أكثر المجالات أهمية بالنسبة لرفاهية الحياة وصنع التقدم بتشجيع الإبداع وترويج الفكر الرفيع ، والقيام بحملات لترويج المشاريع القومية وحل مشاكل الوطن ، وإنصاف الشرائح الاجتماعية المهضومة الحقوق مثل الطفل والمرأة والأقليات الدينية والعرقية . كما أن المؤسسات الاقتصادية والمالية دورها الاجتماعى والثقافى والإنمائى مفقود .هذا التقديم أمهد به لقضية القضايا الغائبة عن الساحة رغم أنها موتور التقدم بل والسعادة والمعرفة والإبداع . إنها قضية التعليم فى مصر التى غابت تماما فى برامج المرشحين للرئاسة حتى لو طرحها بعضهم طرحا عارضا يخلو من المعرفة . و قضية التعليم متشعبة ، ومعرفة أبعادها وخفاياها أساسى فى طرحها على الرأى العام ، وفى تحديد ما تعانيه من تخلف وصعاب وفساد ، وما يترتب على ذلك من تحويل التعليم إلى موتور للهدم والضياع واستشراء الفساد ، وخراب الديار .أول مهمة للتعليم الحديث هو بناء العقل . لا بد من غرس الروح الوثابة للمعرفة ، وتشكيل أساسيات التفكير العلمى ، ومساعدة الطلاب على اكتشاف مواهبهم وتنميتها ، وتعليمهم كيفية إدارة شئون حياتهم واستثمار الوقت ، وأخيرا تعريفهم بذواتهم تشريحيا ونفسيا . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى التخلص نهائيا من النهج الحالى الذى يقوم على التلقين والحفظ ، مع الاعتماد على الدروس الخصوصية التى تعدهم للامتحان ، أو على الغش الذى صار مشروعا يفرغ فيه الطلاب كل طاقتهم الإبداعية للتفنن فى وسائله ، وقد وصل الغش إلى مستوى إملاء الإجابات على ممتحنى الثانوية العامة بالميكروفونات فى حالات معينة من البلطجة. والتخلص من هذا النهج يحتاج لعدة أمور منها استخدام نظام الساعات المعتمدة فى المدارس ، وتقريب صورة المدرسة من صورة النوادى الرياضية والاجتماعية ، وتدريس المناهج المختلفة على أساسين الأول تحويل كل مادة إلى قائمة من المعلومات ، والثانى تعليم الطالب عن كيفية استخراج المعلومة ووجه استعمالها وأساليب نقدها وتطويرها إن أمكن . أخيرا إعداد حديث للمعلمين والعناية بتعليمهم كيفية إقامة علاقات إنسانية وعلمية سليمة مع طلابهم ، وكيفية تشجيع هؤلاء الطلاب على الحوار والمشاركة . أخير إبداع أسلوب لتقليل عدد طلاب الفصل إلى الحد الذى يمكن المدرس من أداء مهمته والطالب على الاستفادة والمشاركة الضرورية .أخيرا لنصل إلى هذا فهناك مسئولية الحكومة عن جانب ومسئولية المحليات عن جانب ثان ، ومسئولية منظمات العمل المدنى والقطاع الاقتصادى والمالى الخاص والعام من جانب ثالث، وهذا حديث آخر.