كتاب 11
أخطاء الدولة القاتلة .. والإخوان قادمون
ارتكبت الدولة وخاصة حكومة الدكتور حازم الببلاوي عقب ثورة 30 يونيو عددا من الاخطاء يمكن توصيفها بأنها أخطاء قاتلة ساهمت دون شك في زيادة حالة عدم الرضا الشعبي تجاه هذه الحكومة .
و أبزر هذه الاخطاء انها حكومة رد الفعل وليست الفعل ، حكومة المفعول فيه وبه وليس حكومة الفاعل .. حكومة مجرورة وليست منصوبة ؛وهذا القول نابع من كثرة اخطائها في الفترة الاخيرة .
ورغم الجهد المبذول من وزراء سياديين في استعادة الاستقرار ودفع عجلة البناء والتقدم الا ان بعض الوزراء ادمنوا الخمول والاستكانة في مكاتبهم ادمانا لعصور الاهمال .
والخطأ الفادح لحكومة الببلاوي ان فداحته وقعت من وزارة او وزير مهمته ان يحقق الامن للشعب فاذا به يفشل في ان يحقق الامن لرجال الامن ذاتهم فسقط المقدم محمد مبروك شهيدا بأخطاء من وزارة الداخلية وليس بمهارة من المجرمين الذين قتلوه .
هذا الضابط شاهدا على جريمة محمد مرسي ، ومرسي تم عزله وينتظر محاكمات على جرائم متنوعة ؛ فأبجديات العمل الامني ان يتم فرض حماية تأمينية مكثفة على كل من يتعاملون بقضايا واسرار تخص المعزول ، ولكن سقطت الداخلية في ابسط اختبار لها ، وسقط الشهيد يبكي حسرة وزارته في عدم تأمينها له .
والحديث عن الاخطاء كثير ومؤلم وموجع نفس وجع وانين اسر الضحايا الذين سقطوا بعد 30 يونيو وينتظرون القصاص العادل ممن ألقوا اولادهم من فوق أسطح المنازل وشاهدهم الأعمى قبل البصير وايضا من قتلوا في العباسية ورمسيس وكل قرية ومحافظة على يد المأجورين .
الجريمة ان العدالة الناجزة اصبحت مغلولة او نائمة فبدلا من تقديم كل من سولت يده الاعتداء على حرمة مصر وشعبها لمحاكمة عادلة محاكمة ثورية او محاكمة عسكرية ، لكن هيهات ان تتحرك الحكومة لذلك حتى عندما تطاول المجرمون واحرقوا علم مصر كان رد فعل الحكومة باردا ومائعا يثير الاشمئزاز و” يغم النفس”.
كان الشعب ينتظر قرارا ثوريا فعلا يوازي 30 يونيو و3 يوليو ويعيد للاذهان القدرة الكامنة في نفس المصري الذي يخرجها حينما يريد ليزيل من يريد .
ولعل الخطأ القادم للحكومة الحالية هو كارثي بمعنى الكلمة فالاخوان لم ينتهوا بعد ؛حتى بعد حظر جماعتهم وحلهم .. الخطر ان الاخوان فعلا قادمون وربما يعودون لحكم مصر مرة اخرى فالدولة مقبلة على استفتاء على الدستور وبالتأكيد فإن هذه الجماعة ستحشد اتباعها للتصويت بـ”لا ” ؛وحتى ان تم التصويت بنعم فسيحاولون ان يجعلوا النسبة قليلة .. ليس هذه فقط بل ان الاهم من ذلك هو الانتخابات البرلمانية القادمة التي من السهل جدا ان يعودوا اذاما نجحوا فيها ويكونون اغلبية ليشكلوا الحكومة وهنا الكارثة التي تعني عودتهم للحكم ومن بعدها يعود رئيسهم مهما اختلفت الاسماء .
فهل تنتبه الحكومة لذلك ولتكون فاعلة تترك حالة المفعول فيه ؟ وهل تنتبه القوى الثورية المتشرذمة لذك وتعود لتتماسك ؟.