آراء حرة
كواعب أحمد البراهمي تكتب : ماذا بعد
أما آن لهذا البلد الجميل أن تستقر أوضاعه وأن يتجه نحو المستقبل ليعوض أبنائه عما عانوه من تعب وألم وعدم وجود فرص عمل . آما آن لهذا الجسد المتعب أن يستريح . وأن نبدأ نعمل ونعمل فقط لنعيش حياة جميلة متحضرة ونحصل علي الضروريات فما زلنا بعيدا عن تحقيق الرفاهيات . آما آن ان نكف عن الإنتقاد لبعض وإهانة بعض وإتهام بعض .
ما زلنا نوجه الإتهامات وما زلنا حريصين علي الإنقسام . سأذكر لكم مثالا يعجبني . ليا صديقة مقربة مني تعمل مهندسة وزوجها مهندس وأبنها مهندس وأبنتها معيدة بالجامعة وكلهم خريجي جامعة القاهرة . ما أردت قوله من وراء هذا أنه يجمعهم نفس المؤهل العلمي وتقريبا الأفكار المتقاربة وكذلك نفس البيئة ونفس الوضع الإجتماعي . ولكنها وأبنها إخوان ومع مرسي وبشدة . وزوجها وأبنتها مع السيسي وبشدة . ومع ذلك لم يتناحروا ولم يتشاجروا بسبب هذا الموضوع . لم يقل أحدهم للآخر أنت خرفان ولا أنت من عبيد البيادة . كل منهم يحترم الآخر لأنه لابد أن يكون هناك رقي في التعامل ورقي في الإنحياز لأي طرف . لابد أن ما يجمعنا مصلحة البلد فإذا أختلفنا وذلك طبيعي لأن لكل إنسان وجهه نظره فلننظر فقط لمصلحة البلد . وننحي هذا الخلاف جانبا . لا نكون مثل أسرة تعيش في منزل وعندما تهدم أحد جدران المنزل وأصبح من السهل إختراقه فإن هذه الأسرة لا تفكر في إعادة بناء الجدران ولكنها تفكر فقط فيمن كان السبب بتقصيره ؟ وفيمن تسبب في هدم المنزل ؟ ومن سيتولي الإشراف علي البناء؟ ويظلون يتشاجرون بينما المنزل ما زال عرضة للخطر ويدخل من جداره المهدوم التراب والهواء البارد الذي يسبب المرض. لابد أن نكون أكثر وعيا وأكثر حبا للوطن . كل فريق يري نفسه علي صواب ولكن الفريق الأصوب هو من يري مصلحة البلد فقط . المواطن المصري البسيط والذي يمثل 80% من الشعب لا يعنيه من يحكم . يعنيه فقط أن يصل إليه حقه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم وعلاج . أكثر الناس وعيا وأفضلهم علي الإطلاق هم من يكون لديهم مطالب أو حقوق إذا تعارضت مع مصلحة المجموعة تنازلوا لصالح المجموعة . وذلك من الدين لأن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح . وإن ما نسمع به يحدث في المدارس وفي الجامعات لن يفيد البلد أبدا بالعكس ستتعطل كل المصالح تباعا ويؤخر البلد أكثر .ولا نتيجة بل باالعكس أصبحت الحقائق ضائعة فالبعض يقول الذين يتظاهرون في الجامعات هم الذين لهم شهداء ماتوا في فض إعتصام رابعة ولديهم حق في الإعتصام . والبعض الآخر يقول لا هؤلاء ليسوا من الأخوان ولكنهم من الشرطة وأمن مركزي الشرطة أدخلتهم الجامعة ليتظاهروا فتقوم الشرطة بإعتقال الطلبة الإخوان .عموما أيا كان السبب هل المظاهرات في الجامعات ستحقق شئ أفضل للمتظاهرين أم هو تعبير عن الرفض ولكن بأسلوب يضر مصلحة البلد وخلاص .أتمني أن يكون لنا نظرة موضوعية للأمور حتي في الرفض أو التعبير عن الرفض لابد أن يكون بأسلوب يؤدي إلي الإصلاح لا يؤدي إلي زيادة التخريب . وحتي في النقاش لا نحول النقاش إلي معركة عندما تجد شخص يتحدث في موضوع يرد عليه آخر ( ما هو لو كان لك حد مات في رابعة ما كنت قلت كده ) ويكون الموضوع المطروح للمناقشة لايمت بصلة للشهداء وبعيد جدا عن الذين استشهدوا سواء في رابعة أومن الجيش او من الشرطة أو الذين ماتوا في البداية في ثورة 25 يناير .يا مصريين لا فرق بين دماء أبناء الوطن فكلهم مصريين لكن الفرق هل الوطن هذا سيبقي ويقوي ويتعافي أم سيستمر في التناحر والخسائر ؟ هذا هو السؤال .