ثقافة
نادي بقطر يكتب : البخيل (قصة قصيرة)
عندما ذهب عم حبيب الى المدينة لزيارة أحدى قريباته التى ترقد بالمستشفى الأميرى .. والتى كانت تعالج من الحمى هناك .. وعند باب المستشفى طلب منه الواقف على الباب ان يحضر تذكرة زيارة من الشباك المجاور له اولا فأعلمه عم حبيب انه لم يستغرق وقتا طويلا فى الزيارة فلا داعى للتذكرة ولكنه أحضر تذكرة ودفع قيمتها امام اسرار موظف المستشفى رغم أنها كانت بقروش قليلة ( فى وقتها ) دخل عم حبيب وبالسؤال علم انها بالدور الثالث فصعد ثم الى الممر الطويل وبالمنتصف الحجرة المراد دخولها .
وقف امام الباب اولا ليمسح وجهه وحذاءه بذات المنديل الذى بيده حيث كان الجو حار جدا .
ثم طرق الباب طرقة واحدة ودخل ليجد الأهل والجيران والأحباب للمريضة وكل” بجواره كيس الفاكهة او الزيارة او الواجب كما هو معتاد .
فصاح عم حبيب وقال الف سلامة يا ست وجلس الى اقرب مكان بدون كيس فاكهة بعدما القى التحية بيده على الجمع وبعد خمس دقائق خرج ورفع كلتا يديه قائلا الف سلامة يا ست عائدا الى داره بالقرية القريبة من مركز المدينة حيث الزوجة والاولاد .
وعندما وطأت قدماه منزله قال للزوجة اعطينى أشرب اولا قبل ان أذهب ألى الأرض فهمت الزوجة لأحضار الماء وهى تقول له بعد الغذاء اذهب للأرض .
فقال لها الأرض اولا ممكن بدل الغذاء يكون عشاء وبذلك نوفر وجبة الغذاء وذهب حيث أرضه التى تثمر ما يكفى لغذاء القرية بأكملها وهناك تقابل مع مشترى المحاصيل الذى يدفع له ثمن المحاصيل وعندما استدل الليل خيوطه السمراء على الأرض رجع الى داره ودخل مباشرة حجرة النوم وأغلق الباب بالترباس الخشبى ويضع ورقة صغيرة مكان المفتاح حتى لا يراه احد ليضع الفلوس التى معه على السرير ويقوم بعادها اكثر من مرة ثم يضعها فى صندوق خاص داخل الدولاب وعليه القفل الكبير .
وخرج من الغرفة وهو يهندم ملابسه التى لم يغيرها منذ اسبوع وقبل أن تتكلم الزوجة وضع يده على صدره ليسقط على الكرسى المجاور له فتندفع الزوجة وهى تصح فى اولادها ليساعدوها وتذهب به الى أساتذة الطب فى المدينة التى بها الجامعة . تحاليل هنا. وأشاعات هناك وأدوية وايام بالعناية المركزة وايام اخرى للمتابعة ومرت ايام وايام حتى تماثل الشفاء واصبح يعى ومتماسك لصحته . ويقول لزوجتة هامسا . كم صرفتى فى علاجى ؟ صمتت الزوجة وهى تنظر نحو الأفق وتقول تحديدا لا أعلم فقط بعد كسر قفل الصندوق اخذنا ما يكفى لعلاجك وهنا وضع عم حبيب يده على صدره وقال لها كلامك كالسيف فى صدرى … كنتى سبينى أموت … ولا تأخذى ما بالصندوق .
الزوجة : دعنا واولادك ينعمون بالمال الأن……. ولا يتعسون به غدا .