مصر الكبرى

05:19 مساءً EET

إبراهيم الزيني يكتب … عقلية الفشل الجماعي و ثقافة التسول

ما أشبه طرق الحلول الإقتصادية في مجتمعنا وتطابقها في عقول وفاعليات أفراد المجتمع إبتداء من الفقراء مرورا بالطبقة الوسطى وإنتهاءا بالقيادات العليا .. بالرغم من الإختلاف الكبير بين المستوى العلمي و الأمية والجهل .

ولكن الغريب أنه في مجتمعنا لم ينتج عنهما إختلاف يذكر في طريقة وعى الفرد وإدراكة لمشكلات المجتمع ، مهما ترقى في المستويات العلمية والمناصب .
وكانت النتيجة أن تشابه الجميع .. وعيا وإدراكا ,وذلك حتى لو إختلفوا في المستوى العلمي ، والمناصب .
   والدليل على هذا التشابه من نتائج السلوك الواقعي لمختلف الطبقات أن التسول هو طريقة طبقات المجتمع الفقيرة, وأيضا طلب المساعدات والمنح والقروض هو طريقة الطبقات القيادية العليا . و إهمال الواقع و عدم مواجهة الفشل الداخلي وإنحراف الوعي والإدراك للمشكلات الثقافية والإجتماعية هو طريقة الحكماء والعلماء والمتخصصون .
وينقسم المجتمع إلى :
   قطاع ينظر إلى الخارج وإمكانيات وإنجازات الحضارات الأخرى ، ويحترف جزء منهم التسول على أبواب المساجد ، أما القيادات تحترف وتدمن طلب المساعدات والمنح والقروض من الدول الغنية ..وقطاع آخر ينظر إلى السماء ويتمنى وينتظر المعجزات ,  ولا ينظر أي منهما إلى الداخل ..لم يظلمنا الله ولكننا ظلمنا أنفسنا .
 عوامل الفشل الداخلي :
* أولا : الزيادة السكانية العشوائية والتي لا يقابلها زيادة في الوعي العلمي ، وفاعلية التنمية والإنتاج .* ثانيا : إعتبار أن الأرواح البشرية التي تولد … تكون على عاتق ومسئولية أفراد المجتمع الآخرين و الحكومة وليست مسئولية من أنجبهم .* ثالثا : الفهم الفردي الذاتي للدين وتجاهل العمق الجماعي و المجتمعي للقيم الدينية . ( الحرية والرحمة والعدل والتضامن ) . وهي قيم جماعية بالأساس . رابعا : أولويات أعمال التقرب إلى الله سبحانه في عقول الناس ، تؤخر أهمية العمل الصالح الذي يبني الواقع ويطور الحياة ، ويحافظ عليها من خلال القوانين الموضوعية التي خلقها الله …. البناء والإصلاح في تصورننا في آخر قائمة أعمال التقرب إلى الله ! . بل وتجعل نطاقها في أضيق الحدود ومحصورة فقط في ضرورة الأكل من المال الحلال ! . * خامسا : الحث على العمل من أجل الكفاف الذاتي أو الكفاف الأسري الضيق ، والتحذير وكراهة العمل من أجل وفرة الإنتاج والرخاء مخافة خطر الركون إلى ملذات الدنيا وإهمال الآخرة . * سادسا : إعتماد أسلوب التوريث منذ قرون طويلة لنقل السلطة والحكم ( تنتقل السلطة بالتوريث منذ 1400 سنة ، وتنتقل من عائلة إلى عائلة أخرى بالقتال أو الغدر والإغتيال السياسي ) ، و كذلك توريث الأعمال والمناصب في المؤسسات المجتمعية إلى الأبناء والأقارب والأحفاد ، وتحويل المؤسسات المجتمعية إلى شركات عائلية . مما أشاع الظلم وإنتشار الإحتقان الداخلي . ومن ثم الركود . وذلك على عكس قيم حضارتنا الإسلامية التى تبنى على العدل وإستحقاق ذوي الجدارة من الأفراد . * سابعا : الحرب على العقل والإبداع وربطهما بالهوى الباطل وبالشهوة والشيطان . * ثامنا : القمع والإرهاب الفكري والأمني لحرية التعبير والبحث والتحقيق . * تاسعا : تقديس التراث الحضاري ومنع ومحاربة الدراسات النقدية عليه . من أجل تنقيحه من اللاعلمي واللامعقول .* عاشرا : عدم وجود نظرية واضحة المعالم والأهداف . تجمع بين القيم الحضارية الإسلامية والنمو والتطور . في منظومة متجانسة ، تستطيع الإجابة عن المسائل المستجدة ، لتواكب التطور الإنساني السريع . * حادي عشر : اليقين الوهمي اللاموضوعي بأن الله حافظنا وناصرنا دون التعب والعمل الواقعي . وإهمال التعامل بالقوانين الموضوعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى . والإكتفاء بالتمني . وإنتظار المعجزات . * ثاني عشر : إستخدام آلية الثقة والتصديق وإستخدام الحديث الخطابي في التواصل ونقل المعلومات . * ثالث عشر : محاربة ألية التحقيق العلمي ومنع وقمع إسلوب الحوار العلمي في التحاور ونقل المعلومة .
وهذه مواطن الفشل المروع  .

التعليقات