مصر الكبرى
غادة سعيد تكتب … الانذار الأول لـ”مرسي”
رغم أن تظاهرات 24 أغسطس لم تكن بالقوة المتوقعة، ومحاولات جماعة الإخوان المسلمين التقليل منها، إلا أن الملاحظ أنها أصابتهم إلى حد ما بالفزع، فكون الجماعة تعلن عن حماية مقراتها بمليشيات خاصة فذلك دليل على أنهم كانوا يخشون هذه التظاهرات،
وكون الجماعة تبادر بإصدار البيانات عن فشل المليونية، فذلك دليل على أنها كانت تنتظر أن ترى حجم "الكره والغضب الشعبي" الذي يكنه المصريين لها، غير أن هذا لم يحدث في التظاهرة، لأسباب كثيرة، لعل أهمها أن غالبية المصريين قرروا عدم النزول فيها والانتظار لمرور المائة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي، وبعدها سينزلون للشارع لمحاسبته على برنامجه الذي "فشل" حتى الآن في تحقيق أي من محاوره الخمسة رغم اقتراب الفترة على انهاء ثلثيها.تظاهرات 24 أغسطس أعادت للأذهان الفترة التي سبقت تظاهرات 25 يناير، وإن قللت جماعة الإخوان المسلمين من حجم التظاهرات في 24 و25 أغسطس والتي شارك فيها أعداد تخطت 200 ألف شخص، فعليها أن تتذكر أن تظاهرات خالد سعيد التي كانت الشرارة الأولى في اندلاع ثورة 25 يناير التي اسقطت حسني مبارك كان يشارك فيها 30 شخص، يقومون بوقفات صامته.الوضع الآن في مصر يوضح أن هناك احتقان شديد لإدارة الرئيس مرسي للبلاد واعتماده على جماعة الإخوان المسلمين دون النظر لباقي أفراد الشعب، وهو ما استغلته الجماعة بشكل "مستفز" للشعب عندما رفضت تقنين وضعها وإعلان مصادر تمويلها، وتخطى الأمر ذلك عندما صدرت تصريحات من قيادات بالجماعة من صميم عمل الرئيس.تظاهرات 24 أغسطس يا سادة هي إنذار لمرسي، وعليه أن يقرأ مطالب وأهداف هذه التظاهرات وألا يدفن رأسه في الرمال وينساق خلف تصريحات "الجماعة" وحزب الحرية والعدالة- المقللة من أهمية التظاهرات- مثلما كان يفعل حاشية الرئيس السابق حسني مبارك معه في بدايات الثورة وهو ما جعله يتأخر في كل قراراتها والتي أسقطته في النهاية.وعلى "مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين أن يعيا تماما أن غالبية الحركات والأحزاب السياسية التي قررت عدم المشاركة في التظاهرات، قررت أيضا النزول في تظاهرات اليوم 101 لمحاسبة مرسي على وعوده في برنامجه للمائة يوم الأولى والذي لم يشهد أي تقدم، وهو ما يعني أن تظاهرات أغسطس ما هي إلا إنذار.