كتاب 11
بين خدمة الدين والإساءة له
وبلغت البجاحة بالمتأسلمين ان تباكوا على عدم تطبيق الشريعة الاسلامية التى حين سرقوا حكم مصر لم يفعلوا من أجلها شيئا وراحوا ينهبون خيرات مصر ويمتصون ما تبقى فى أوردة الفقراء من دماء …تباكوا على الشريعة التى لو أقيمت حدودها عليهم لقطعت ألسنتهم ورقابهم لتطاولهم على ثوابت الدين الحنيف وآدابه ، تباكوا على الشريعة وكأنهم شعب الله المختار ولديهم تفويضا بأقامة حدودها بالرغم من انها موجودة فى مصر قبلهم بالف وأربعمائة عام …..تباكوا على الشريعة التى لا تأمر بالكذب والقتل والدمار وهم ينشرون الارهاب ويتاجرون فى دماء الناس ودينهم …تباكوا على الشريعة بينما حاولوا هدم قيم المجتمع الوسطى الذى يقوم على الحب والسلام ، تلك القيم التى جعلت من بيت السيدة زينب رضى الله عنها مقاما لها وتحول مع الزمن الى حى كبير يسكنه الملايين من مريديها ومحبي آل بيت النبوة ..وتجاهلوا أن المجتمع المصرى قام على التعايش والحب بين طوائفه .
وجاءت رسالة هؤلاء رسالة كراهية وحقد وبغضاء ..لا تأتى الا ممن عاش فى الكهوف كالخفافيش ..ومن يعش فى الكهف لا يقوى على رؤية النور ..ومن أعطب الحقد قلبه وباع نفسه للشيطان لينفر الناس من عقيدتهم ..لا يأتى منه الا الوحل الذى تمرغ فيه والروح المريضة التى تسكنه …والفكر سفلى المصدر… شيطانى الهدف ..مظلم العقل وضيق الأفق وعديم الضمير .
ابتلانا الله بهؤلاء الخوارج الذين يتصورون ان الله لم يهد سواهم وانهم أوصياء على الدين الذى آمن به المصريون منذ الف وأربعمائة عام ومازالوا يؤمنون به ، وان هذا الدين هو الذى يشكل وجدان الشعب وفطرته… فهل خدم هؤلاء الخوارج الاسلام بنشرهم العنف والقتل والارهاب ؟؟ ام هى السياسة التى ألبسوها عباءة دين لم نعرفه ، ان الصراع الآن صراع على كرسى السلطة الذى سرقوه دون استحقاق وعندما فشلوا وفقدوه يريدون فرض ارادتهم على مصر بالأكراه والبلطجة والارهاب والصراع الآن صراع سياسى لا علاقة له بالدين ولكنهم كعادتهم يلبسون قضاياهم عباءة الدين كذبا والدين منهم براء ، كالتاجر الغشاش الذى يضع البضاعة الجيدة فوق البضاعة الفاسدة …. لقد أساء المتأسلمون للدين الحنيف ، وأساؤا لقيم المجتمع وضربوا الدين والمجتمع من أجل دنيا فانية ، ولن يذكرهم التاريخ الانسانى بأى فضل ولن تنجح نيران الحاقد فى احراق مصر ولن يحرق الا نفسه وعشيرته ، اما الدين فهو باق بأمر ربه وانوار رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ، ولن يفت من عضد مصر ارهاب بأذن الله …انها مصر التى حملها الله رسالة الدفاع عن دينه وجعل فيها ملجأ لانبيائه فأتركوا دين الناس للناس ولا تشتروا بآيات الله دنيا وضيعة وكرسى زائل ، بعد أن بعتم وطنكم لأعداء الاسلام ….. واتقوا الله وأعرفوه …وأتقوا الله واقرأوا كتابه ولا تتاجروا به وتذكروا ان الله هو الحسيب الرقيب المنتقم الجبار …..