كتاب 11

10:00 مساءً EET

حافظوا على تماسك النسيج الوطنى

قد تتعدد الأسباب التى تؤدى الى إنهيار الأوطان وطمسها من قائمة الدول ذات السيادة فى العالم , وربما طمسها من ذاكرة التاريخ نهائيا , فقد يكون سبب إنهيارها هو إنخراطها فى حروب عسكرية لسنوات عديدة متصلة تنهك قواها وتجعلها ضعيفة فتتهاوى وتصبح ذليلة بعد عزتها بين الشعوب , وقد يكون سبب إنهيارها إقتصاديا حيث تتعرض لأزمات إقتصادية متكررة تدمر الأخضر واليابس فيها فتجعلها دولة لاصوت ولا كلمة ولامكانة لها , فمن لايملك قوت يومه لايحق له أن يرفع راسه بين الدول، وكيف يكون راسه مرفوعا وهو يستعطف الاخرين لتوفير المأكل والملبس لشعبه , وقد يكون سبب أنهيارها لأسباب ومشاكل داخليه كالمشاكل الطائفية والتعددية العرقية والتى تؤدى الى إنقسام المجتمع وتفتته فيتأكل النسيـــج الوطنى ويستوطن المجتمع العديد من الأمراض المجتمعية القاتلة التى ينجم عنها إنتشار الفوضى والعشوائية والهمجية وضياع الحقوق .

وأى أن كانت تلك الأسباب فالنتيجة الحتميـــة هى الدمار والهلاك وبالطبع لن يكون الهلاك والدمار من نصيب فصيل واحد فى المجتمع دون غيره لكنه سيعم وسيتذوق مرارته الجميع لأنهم فى النهاية ابناء وطن واحد وسكان أرض واحدة فعلى الجميع أن يجتمعوا على كلمة واحدة وهدف واحد هو النهوض بالوطن ورفعته وألا يكون على هدمه وكسر هامته .

وفى حقيقة الأمر القلب ينفطر حزنا على ما نشاهده فى مصر من إنقسام وفرقة , فاصبحنا شعبين داخل وطن واحد , شعبا يتمسك بالجيش والشرطة ويرى فيهما أمانه وإستقراره , وشعبا أخر مازال يتمسك برئيس معزول بإرادة شعبية ويتخيل أنه بمساندته فهو يطبق شرع الله , فصار هذا ضد ذاك , وتعددت المواجهات تحت مسميات عديدة زهقت فيها الأرواح وسالت الدماء الذكية على أرض الوطن , حتى لم يعد الأمر مجرد إختلاف فى الرأى وإنما اصبح حرب على كل من يخالفهم . وأتعجب لما أصاب جماعة الإخوان المسلمين من جنون دفعها للخروج عن كل الأعراف والتقاليد والمبادئ والشرف حتى أصبحت الجماعة في جانب والمصريون جميعا في جانب آخر، بعد أن أعمتها السلطة ومصالحها الذاتية عن كل ما يمت للدين أو الوطن أو الانتماء بصلة , فتعمدت دعوة أنصارها بالخروج فى مسيرات إحتجاجية يقولون أنها سلمية ولكنها لاتكون ذلك مطلقا بدليل وقوع قتلى وجرحى بين صفوف المحتجين وقوات الجيش والشرطة فكانت دعواتهم لإفساد العملية التعليمية مع بداية العام الدراسى ثم دعواتهم لإفساد فرحة المصريين بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر , ثم دعواتهم الحالية للخروج بمسيرات وإقتحام الميادين ومحاولة الإعتصام بها أول ايام العيد لإفساد فرحة المصريين بعيد الأضحى المبارك فلماذا كل هذا العناد والتكبر ؟؟ لماذا لاتنظرون الى الصالح العام وتجنبوا المصالح الشخصية ؟؟ هل تعتقدون أنكم بمثل تلك الإفعال ستحصدون أنصار جدد ؟؟ لاأعتقد ذلك فعودوا الى صوابكم فلن يعود مرسى لكرسى الحكم , ولن يعود دستوره ولامجلس الشعب المنحل , قضى الأمر فمن مات لن يعود الى الحياة مرة أخرى .

أما الأن فمصرنا الحبيبة تحتاج سواعد أبنائها لتعمرها , تحتاج عقولهم لتستنير بها , تحتاج حبهم لتقوى به وتتحدى أعدائها وكل من يتربص بها , دعونا ننبذ الفرقة والإنقسام ونعود شعبا واحدا ذو قلبا واحدا لافضل لأحد على الأخر , تلك كلماتى أوجهها لكل أبناء وطنى الحبيب مصر , حافظوا على تماسك النسيج الوطنى وقوته ولاتكونوا سببا فى إضعافه , فالكراسى والمناصب زائلة ولاشىء باق , كلها أسماء مصيرها الزوال فإما أن يكتب عنها التاريج ويمجدها , وإما أن تكون وصمة عار ونقطة سوداء فى ثوب الأمة يتحمل وزرها أجيال كثيرة متعاقبة .

 

التعليقات