آراء حرة

01:51 مساءً EET

شريف سعيد يكتب : سيد قطب يُشجع غانا

أي مُدقق بالفكر الإخواني ، لن يندهش كثيراً من احتفالات الإخوان العارمة بهزيمة منتخب مصر أمام غانا ، الأمر الذي لم يتوقف عند حد الشماتة بمواقع التواصل الاجتماعي ، بل تعداه للتواجد السافر بمدرجات مُشجعي غانا لرفع العلامات الصفراء هناك !! هذا المشهد جاء شديد الاتساق مع فصيل صار ثالث أقدس مصادره بعد القرآن والسنة ، كتاب د / سيد قطب ( معالم في الطريق ) ، هذا الرجل الذي أسس لأربعة عوامل تتحكم في إيقاع نفسية الإخواني تجاه أفراح المصريين وأحزانهم !!

جاهلية مصر : ألم يحتف الإخوان هذا العام بذكرى النكسة نكاية في سيرة عبدالناصر !! أكد قطب في كتابه ( أن هناك نظاما واحدا هو النظام الإسلامي وما عداه من النظم فهو جاهلية ) بل وشدد على جاهلية مصر ( نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم ) !! ذكرى نكستنا على الأرض هي منحة عندهم من السماء !!
حتمية القتال : ألم يُعلن البلتاجي الحرب بالوكالة في سيناء !! هذا هو ذات ما نصت عليه “المعالم” في باب جنسية المسلم وعقيدته ( الأرض التي لا يهيمن فيها الإسلام ولا تحكم فيها شريعته هي “دار الحرب” بالقياس إلى المسلم ، يحاربها المسلم ولو كان فيها مولده ، وفيها قرابته من النسب وصهره ، وفيها أمواله ومنافعه ) مصر بأدبياتهم مجرد بلاد ما زالت تنتظر الفتح !!
إنكار فكرة الوطن : ألا تجد منهم من يشوه مصر بدم بارد عبر جزيرتهم الفضائية !! لقد أسقط سيد قطب عن عاتق دراويشه عبء الولاء للوطن ( لا وطن للمسلم إلا الذي تقام فيه شريعة الله ) ثم حول أتباعه إلى مشاريع عمالة متحركة بعدما حررهم من وطأة الجنسية ( لا جنسية للمسلم إلا عقيدته ) !! وكأنهم يُصرون على “السقوط في بئر سبع” !!
الانفصال عن الوجدان الجمعي : ألم يقرروا النزول للشارع يوم السادس من أكتوبر لإفساد عيد النصر ، هي مناسبات قد لا تعني الكثير لأصحاب الذهنية القطبية ، فقد نص كبيرهم بكل ما أوتي من كراهية لفكرة القومية ( انتصار المسلم الذي يهفو إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش ) لذا لا يكف مريدوه هذه الأيام عن الاستقواء بالخارج ضد هذا الجيش !!

من الكوميديا السوداء أن تتوقع من أمثال هؤلاء إسهاب الدعاء ذوداً عن شباك شريف إكرامي !! ماذا كنت تنتظر من فصيل محظور يصف مصر بالجاهلية !! وأنها دار حرب تستوجب القتال !! لم تعد وطناً يحمل جنسيته !! وغلبة جيشها ليست نصراً له !! إن كانوا هم مرضى “باللا مصرية” فقد تُتهم أنت بالغباء إن توقعت منهم عكس ذلك !!

التعليقات