مصر الكبرى

10:10 مساءً EET

هل اصبح الفلول ضرورة وطنية؟

 
 
 
 
الفلول ضرورة وطنية للنهضة بمصر. اعرف ان هذه العبارة ستجلب علي غضب كل من يعتقد بان الثورة "بتاعة أبوه لوحده". ولكن بدون الدخول في حوار من هم الفلول ومن هم الثوار، وحكاية الأطهار والأشرار التي اخترعها الفلول الأصليون انفسهم لإيجاد مخرج لأنفسهم من وحل النظام القديم،

حيث اصبح اعلى الاصوات صراخا بعد نجاح الثورة من لو تقصيت عن حقيقته لوجدته فل ابن فل وزي الفل . ومن هنا اقول ومن دون مزايدات، ان المجتمع المصري، ليس في عهد مبارك فقط وانما خلال الستين عاما الماضية، كان ولا يزال مستنقع فساد كلنا تلوثت ثيابنا فيه بدرجات مختلفة . طبعا لا يستوي من كان غارقا في فساد النظام وحصل على اراض شاسعة بتراب الفلوس، مع الرجل العسكري الواقف في الشمس الذي قبل دس في جيبه عشرة جنيهات ليتغاضى عن مخالفة مرور. هذا الاخير جزء من الفساد، وذاك جزء اكبر بكثير، ولا يستويان. ولكن المهم هنا هو ان نقول ان كامل المناخ و البيئة المصرية كانا فاسدين، ولم يوجد اطهار على اطلاق الكلمة ولا أشرار تماماً . معظم مصر كان في المنطقة الرمادية. الشباب قاموا بالثورة لأنهم اصغر سنا ولم يتورطوا كثيرا في الفساد كابائهم او أجدادهم، وربما لأنهم لم يتورطوا لم يكونوا مثقلين بإرث الخجل من انفسهم لو قاموا بالثورة لان "اصابعهم مش تحت ضرس حد " كما يقول المثل العامي. ولكن كيف يكون الفلول ضرورة وطنية ؟ عندما قامت ثورة ١٩٥٢ كما يعلمنا التاريخ، هرع المصريون جميعا الي حزب الثورة الذي سمي بالاتحاد القومي حتى وصل الي الاتحاد الاشتراكي واصبحت مصر بلد الحزب الواحد. شمولية بامتياز لانه لا يوجد حزب حقيقي منافس. كل المصريين هربوا الي الضفة الثانية من النهر وكلهم اصبحوا اطهارا وثوارا، ولم يبق من الأشرار سوى الملك وعائلته، بدليل ان معظم ابناء الباشوات احتلوا المناصب الرفيعة وآخرهم وزير الخارجية الأسبق احمد ماهر باشا. الشيء نفسه يحدث اليوم. كل مصر ادعت انها وريثة الثورة وكلها حزب الثورة، كلنا جرينا الي الناحية الثانية من النهر ولم يبق في الضفة الاخرى احد. هذا بالحرف ما حدث في تجربة الاتحاد الاشتراكي . نحن نريد ان يبقى الفلول في مواقعهم ليدافعوا عنها في مواجهة الاخوان . ومن هنا يكون لدينا حزبان قويان بالفعل : الاخوان والفلول، مثل الحزب الجمهوري والديمقراطي في أميركا . طبعا الطموح ان يكون هناك حزب قوي اخر بمواجهة الاخوان غير حزب الفلول، ولكن الواقع يقول ان الفلوس مع الفلول، وبالتالي لن يفل الاخوان غير الفلول! لو لم يتلون الفلول وخرجوا للناس وقالوا نحن فلول وثبتوا على مواقفهم ودافعوا عن رؤيتهم لمصر لتغير الموقف . اما وأننا اليوم بلد بلا فلول معلنين، فلن يكون لدينا سوى حزب واحد شبه الاتحاد الاشتراكي هو حزب الاخوان. ومن هنا ولكي تتوازن مصر لابد وان يسترجل الفلول ويشربوا بيرة بيرل، كما ينصح الاعلان الشهير، حتى يتوازن الوطن.  ومن هنا يكون الفلول في رأيي ضرورة وطنية. وفي نهاية المطاف ورغم كل شيء لن يفل الاخوان غير الفلول. رئيس التحريرجمال فندي
 
 
 
 
 

التعليقات