مصر الكبرى

10:15 صباحًا EET

مصر كارثة ثقافية

الحديث بعد الثورة لا يجب ان يكون مواربا او ان يكون اللسان فيه مشقوقا، اي ان  نصفه يتحدث بطريقة والنصف الاخر يتحدث بطريقة اخرى. الحقيقة ان أزمة مصر ليست سياسية،  لو كنا منصفين،  ولكنها أزمة ثقافة وحضارة وقيم حاكمة للمجتمع والأفراد فالناس في بلادي و الذين عاشوا ستين عاما من الدكتاتورية الفجة تعودوا على الأداء المسرحي بشكل يومي منذ ان يصحو الفرد من النوم حتى ينام . اصبح المصري ممثلا بارعا على خشبة مسرح الحياة. 

  كان الفرد منا يغني في العلن ً ريسنا ملاح ومعدينا وأولاده انضف من الصينيً ثم يختلي بنفسه ويضرب نفسه ميت جزمة على هذا النفاق اليومي. اصبح هذا الانفصام في الشخصية بين ما نقوله في العلن وما نسره في انفسنا يجري مجرى الدم في عروقنا. ستون عاما من السلوك اليومي للنفاق للرئيس، من رئيس الحي الي رئيس العمل الي المحافظ الي لواء البوليس الخ الخ. سلوك يشبه سلوك العبيد ثم جاءت الثورة وتنفس الناس الصعداء وعبروا  عما بداخلهم لمدة ثمانية عشريوما من الحرية اخرجوا فيها ما بداخلهم ولكن لانهم لم يعتادوا الحرية كانوا كمن يجري لمدة ١٨ يوما ثم توقف عن الجري بعد التعب وبعد  ان خارت قواه وعاد يمارس سلوك العبيد مرة اخرى.  وهذا ما نمارسه جميعا في الاعلام والثقافة والسياسة منذ ان نجحنا في إزاحة مبارك. عدنا لسلوك العبيد وثقافة العبيد مرة اخرى ولكن بالوان مختلفة. فهل لدينا الطاقة ان ننطلق نحو الحرية مرة اخرى ؟ . مصر١١ تتمنى ذلك.  ولكننا نرى ان هذا يحتاج لتغيير دم للجسد السياسي المصري نفرغ فيه من أجسادنا دماء العبيد ونستبدلها بدماء الاحرار وهذا كورس علاج سياخذ منا وقتا طويلا. فالطبع يغلب التطبع ولا بد ان نعترف اننا خلال ستون عاما كنا ننشد الحرية ولكن نسير نحوها سير العبيد.

التعليقات