مصر الكبرى

11:24 صباحًا EET

حاتم ندا يكتب : دولة القانون ابو منوار

 
لدى الاخوان فى مصر الرغبة فى فرض االوصاية والسيطرة على المجتمع دون محاولة تغييره مقولة لراشد الغنوشى منذ حوالى نصف قرن من الزمان ولعلها تفسر لنا سر محاولتهم الدائمة فى كسب ود الحاكم وتلقى بظلالها على القوانين التى تم تمريرها لتقويض الثورة بدءا من الاعلان الدستورى الى قانون الهزل السياسى المسمى عزل كذبا ومروروا بالطبع بقانون تنظيم الانتخابات وغيره من قوانين كان الغرض الاساس منها الابقاء على النظام السابق مقابل مشاركتهم فى السلطة.

ولعل للمقابلة والقياس هنا درجة كبيرة من الوجاهة فقوانين مبارك كانت بمناور تتسع او تضيق حسب نوعية الفساد التى تسمح بها وحسب قوة الاشخاص المفصله على مقاسهم  ونفس الفلسفة التى بنيت عليها قوانين المخلوع هى نفسها ما يحكم قوانين ما بعد الثورة من تقنين اوضاع فاسدة والسماح بعلاقات مشبوهة بين اطراف اللعبة السياسية الجديدة بما يمكنها فى النهاية من السيطرة واستغلال الفرص السياسية والاقتصادية المتاحة وهى لعبة برع فيها مبارك وفتح باب النشاط السياسى والاقتصادى لمختلف القوى وسمح لهم بالمشاركة فيه عبر تقنين الفساد مع احتفاظه بالطبع بالقدرة على تفجير هذه القوانين فى اية مرحلة يريدها لانها فى النهاية فاسدة وقابلة للطعن والالغاء وعقاب من يخرج عن القواعد والحدود التى رسمها لمن يشاركه فى النهاية.لذا نرى كم الالغام التى صاحبت الاعلان الدستورى وغيره من قوانين كذا ينطبق الامر ذاته على قانون العزل السياسي وبدلا من وضع قانون محكم ومجرد يقوم بازاحة كل ااركان النظام المتورطة سياسيا بشكل عام وغير مشخصن ويقنن محاسبة الفاسدين دون انتقائية وينال رضا الشعب ويساهم فى توازن السلطة القضائية  نجد انفسنا امام قانون اخر من عينة قوانين مبارك المشوهة ومناور فساده المتعددة ويفتقد ابسط شروط القاعدة القانونية وقابل للطعن بعدم الدستورية فى اى وقت لكن يبدو ان الاخوان غير مدركين انهم مازالوا مجرد مشروع شريك للحكام الجدد وان الحاكم الجديد يملك فى النهاية ان يفجر الوضع الفاسد دائما وينقلب السلاح ضد الاخوان تماما .والعجيب فى الامر ان الاخوان دائما يختارون انصاف الحلول فى حين ان الحلول الواضحة بكمالها كانت حاضرة فى المشهد دائما لتستمر عجلة الفوضى فى الدوران كما حذرنا المخلوع من قبل لكن يبدو ان حجم الاختراق للتيار الدينى فى مصر كان كبيرا لدرجة جعلت حراسه مكبلين وغارقين فى محاولة التوازن قدر الامكان بين مصالحهم ومصلحة النظام الذى سمح لهم بمشاركته قى الانشطة الاقتصادية ومن بعدها الانشطة السياسية كباقى القوى السياسية التى لم يتبقى منها سوى بعض الاحزاب والشخصيات التاريخية الكرتونية.ويبدو ان انشطة الاخوان قد توسعت بشكل قد اضر بالحد المقبول لاى تنظيم سياسى خاصة بعد انخراطهم فى العمل الحزبى داخل اروقة البرلمان وان كان محظورا اسميا فقط كذا السماح بنشاط اقتصادى ضخم يرنبط بالعديد من دول المنطقة عبر شراكة اقتصادية وتدفقات مالية ضخمة ولعل هذا يفسر لنا حجم القوة التى يتمتع بعا من يسمى بمهندس النهضة وسر علاقته المريبة ببعض الشخصيات النافذة فى النظام والعفو عنه دونا عن غيره تحديدا وتوقيتا لا يخلو من ريب.ويبدو ان مبارك من اجل ضمان واستقرار حكمه كذا المضى فى مشروع توريث مصر قد وسع كثيرا شبكة المستفيدين منه ولم تعد تقتصر على كارتل نخبته الفاسد ولا على جهازه الادارى الضخم الذى يضم عدة ملايين من الموظفين الطفيليين المرتبطين بنظامه وجودا وعدما بما يتيحه لهم من مزايا ومصالح بل امتد كذلك ليشرك تيارات وقوى كانت تبدو راديكالية لكنها تحولت مع الوقت الى مجرد تنظيمات اجتماعية مدجنة ولعل مبايعة الوريث تلميحا والوقوف ضد اى عمل ثورى واللحاق بالثورة بعد ان تفجرت بدونهم يفسر لنا خبايا شراكتهم بشكل او اخر لنظام مبارك.وفى النهاية لا نملك سوى التحليل السياسى لان الاخوان فى تعايشهم وتكسبهم من نظام مبارك قد اصبحوا تنظيميا صورة من النظام الفاسد من غياب الشفافية والديمقراطية كذا الغموض فى الدائرة الضيقة لهم واصدار القرارات الفوقية دون تفسير فنحن فى النهاية نعلم قمة هرم تنظيمهم كما كنا نعلم قمة هرم نظام مبارك لكن  الخبايا والتفاصيل ومراكز القوية الحقيقية فلا نعلم عنها شيئا وان كنا نفاجأ بين الحين والاخر بظهور احدها فالغموض والخفاء سيد الموقف ودائما ما يخفى الجرائم ولعل صورة الكتاتنى وهو يستجدى احمد عز فى ذل تغنى عن اى كلمة .

التعليقات