مصر الكبرى
الاخوان .. ولغز الحكومة
فجأة ودون مقدمات انقلب الاخوان على حكومة الجنزورى بعد ان كانوا اول الداعمين لها ووصل الامر الى حد التخلى عن الثوار عندما رفضوها وتطور الامر الى احداث مجلس الوزراء الدامية التى انضم فيها المزيد من شباب مصر الى قافلة الشهداء والمصابين والمعتقلين دون ان يحرك الاخوان ساكنا بل على العكس نددوا بالاعتصام واستنكروا رفض الشباب لحكومة الجنزورى بدعوى انه الرجل المناسب للمرحلة ثم لم تمضى اسابيع قليلة حتى انقلب موقف الاخوان الى النقيض تماما وأصبح الجنزورى وحكومته الشيطان الاكبر المتآمرين على الثورة والمخربين للبلاد والقابضين على ارواح العباد !؟
ساق الاخوان مبررات كثيرة لهذا التحول فى موقفهم لم تخرج عما قاله الشباب منذ البداية فالجنزورى احد عتاة نظام مبارك على مدى سنوات طويلة منذ كان محافظا فوزيرا فنائبة لرئيس الوزراء فرئيسا لمجلس الوزراء والذى لا يعرفه الكثيرون انه فى الأصل مهندسا زراعيا متخصص فى الاقتصاد الزراعى وأنه لم يترك الوزارة مستقبلا أو معارضا ومخالفا لسياسات مبارك وهم الذى كان مهندسا لبيع اهم ثروات مصر القومية من شركات كبرى لحليج الأقطان او للإصلاح الزراعى او المراجل البخارية بما تملكه من أصول وأراض شاسعة فى افضل الناطق بأبخس الأسعار ولكنه غادر الوزارة مغضوبا عليه لاعتراضه على تقديم جمال مبارك عليه بروتوكوليا فتجاوز بذلك حدوده ونال جزاءه بإبلاغهم تليفونيا بأن يقدم استقالته والإخوان يعلمون كل التفاصيل ولم يكتشفوها فجأة ، على كل ليس هذا موضوعنا ، لغز انقلاب الاخوان على حكومة الجنزورى وليس أمامها سوى ثمانية أسابيع وترحل هو موضوعنا ،اكتشف الاخوان فجأة ان حكومة الجنزورى هى التى ستجرى الانتخابات الرئاسية فى كنفها صحيح هناك لجنة قضائية عليا وإشراف قضائى ولكن هناك اكثر من ٥٠ الف لجنة انتخابية وجيش جرار من موظفى الدولة سيعملون فى إدارة هذه الانتخابات وكلهم بالطبع تحت سيطرة الأجهزة الادارية التى هى بالطبع تحت سيطرة حكومة الجنزورى ! اسقط فى يد الاخوان فهذابالضبط ما لا يريدونه باى حال فى ظل انتخابات ملتبسة ومرشحون غير وأضحى الانتماءات من هنا كان لابد من افتعال مشكلة كبرى لاسقاط الجنزورى وحكومته بالكامل ولكن بدى ذلك مستحيلا فى ظل موقف المجلس العسكرى اذا ليس أقل من إرباك وخلخلة تلك الحكومة من خلال اجراء تعديل وزارى فى هذا الوقت شديد الحساسية فترتبط الامور وتختل قبضة الحكومة عليها وتضعف عملية نفاذها وتغلغلها فى العملية الانتخابية وبالتالى التأثير عليها وتصبح الساحة خالية للإخوان وجحافلهم المعبأة واعتقد انهم سيحققون هدفهم ولو جذئيا وهكذا يضربون اكثر من عصفور بحجر واحد أولا وينشغل الجميع بتعديل الوزارة ولا مجال للحديث عن الدستور ولجنته التأسيسية قبل الانتخابات ثانيا تضعف قبضة الحكومة وأجهزتها الادارية على الانتخابات ثالثا يكسب الاخوان مزيدا من الثقة بتأكيد قوتهم امام الرأى العام ثالثا وهو مهم سيهرع اليهم الكثيرون من المسؤلين والمتنفذين من رجال الادارة والحكم طلبا لرضائهم تحسبا للمستقبل ..! وعلينا ان نعد أنفسنا لحل المزيد من الألغاز !؟