مصر الكبرى

01:59 مساءً EET

الرئيس يصلي ويعتكف !!

لم نكن نحلم في يوم من الأيام أن يحكمنا رجل تقي ويخاف ربنا ويصلي الفرائض جماعة وفي وقتها مثل د.محمد مرسي، الذي يواظب ويحرص على الصلاة ومخاطبة المصلين والشعب عقب كل صلاة وحثهم على العمل والاجتهاد.

أخبار صلاة الرئيس تملأ الصحف وشبكة الانترنت بداية من صلاة الفجر حتى صلاة التراويح، وبكائه في الحرم المكي أثناء أدائه العمرة، وإمامته للمصلين حتى أثناء اجتماعاته الرسمية في القصر الجمهوري, وهناك أخبار حول احتمالية اعتكاف الرئيس في العشر الأواخر من شهر رمضان, هذا يؤكد مدى ورع الرجل وطيبته وتواضعه، وهذا يجعلنا مطمئنين معه لأنه سوف يخاف الله فينا, لم نكن نرى الرئيس السابق يصلي على شاشة التليفزيون سوى في الجمعة الأخيرة من رمضان ثم صلاة العيدين في مسجد حسين سالم بشرم الشيخ, أما الآن لا يمر يوم إلا ونسمع ونرى ونقرأ عن قيام د.مرسي بأداء الصلوات الخمس في مساجد مختلفة. كل هذا شيء جميل ومطلوب، ولكن ليس بالصلاة وحدها سوف ينصلح حال هذا البلد, بل بالعمل.. والعمل الجاد الذي حثنا عليه الإسلام, الصلاة.. والخطب في المساجد.. لن تقضي على الفوضى في البلد، ولن ترفع جبال القمامة من الشوارع, الصلاة لن تمنع السرقة والخطف والبلطجة, والدعاء في المساجد لن يمنع تهريب الدقيق والبنزين والسولار وانقطاع المياه والكهرباء، ولن يجدي مع أصحاب الضمائر الميتة والمفسدين في الأرض… سيدي الرئيس التقي الورع.. من لا يرتدع بالقرآن يرتدع بالسلطان، وبالحزم والشدة في تطبيق القانون، والانفلات الأمني يحتاج بجوار الدعاء إلى الشخصية القوية والحازمة.. يحتاج إلى حساب ثم إلى ثواب أوعقاب. أرجوك لا نتخدع بما يُكتب من تقارير او فقط من كلام المحيطيين بك. الناس فعلا تعبانة، وتحملت الكثير، وكانت منتظرة الرئيس الجديد حتى يُطعمها من جوع ويُؤمنها من خوف، هكذا قال ربنا سبحانه وتعالي.سيدي الرئيس سوف أذكرك بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والذي دائما ما تردده في كلامك.. "أنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، إلا من أعطاها حقها".. سيدي الرئيس تشكيل حكومة قوية وقادرة كان أهم من أداء العمرة, رفع المعاناة عن مواطن كادح أهم بكثير عند الله من الاعتكاف والصلاة في المساجد أمام الكاميرات، هكذا قال الرسول الصادق للمسلم الذي لا يغادر المسجد إن أخاه الذي يعمل وينفق عليه أفضل منه, وأيضا حينما قام بتقبيل اليدين الخشنتين من العمل وقال إن هذه يد يحبها الله ورسوله. سيدي الرئيس.. الوطن في خطر حقيقي، والوقت ليس في صالحنا، والمشاكل تتفاقم, كن حازما في حلها واختار أفضل الكفاءات بصرف النظر عن انتمائهم وليس بنظام الكوتة. سيدي الرئيس.. مصر بين مفترق الطرق إما النهوض او الضياع، إن لم تستطع تحمل المسئولية وحسم الأمور مع العسكر او الإخوان، فلا تكن سببا في الضياع, واعلم أن الشعب انتخبك رئيسا وليس إماما وخطيبا. وفقك الله إلى ما فيه صالح هذا البلد العظيم والشعب المكافح المسكين.

التعليقات