مصر الكبرى
المجلس العسكري يحذر من أي تطاول على ثورة يوليو
«العسكري» المصري يدافع عن ذكرى «ثورة يوليو» ويحذر من محو تاريخ الأمة
دافع المجلس العسكري في مصر أمس عن ثورة 23 يوليو 1952 التي تحل ذكراها اليوم (الاثنين) محذرا من محو تاريخ الأمة، بينما علق المتحدث الرسمي باسم إخوان مصر قائلا إن هذا ليس وقت احتفالات وعلينا أن نحمي ثورة 25 يناير أولا ممن يريد إجهاضها. ويرى مراقبون أن الجدل الدائر بشأن الاحتفال بثورة 23 يوليو تعكس قدرا من التناقضات بين المؤسسة العسكرية وساكن القصر الجمهوري الجديد المنتمي أساسا لجماعة الإخوان.
وخرج المجلس العسكري عن صمته بشأن موقفه من الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952، التي أثارت الجدل في البلاد خلال الأيام الماضية، التي بدا منها أن الإخوان لا يعطون ثورة يوليو القدر الكافي من الاحترام. وعشية ذكرى الثورة التي تحل اليوم، قال أدمن صفحة العسكري الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس عبر رسالة عنوانها «يوليو المفترى عليها بين الحق والضلال»، إنه «لا مستقبل لأمة تمحو تاريخها»، داعيا «كل من سولت له نفسه الهجوم على الثورة وذكراها» إلى النظر حوله «ليرى الماء والكهرباء والتعليم وغيرها ولا يحملها أخطاءنا».
وكان الجدل قد أثير في البلاد بشأن إحياء الذكري الستين لثورة 25 يوليو (تموز)، والتي قام بها ضباط شبان بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في مطلع خمسينات القرن الماضي، وأطاحت بالملك فاروق وأقامت الجمهورية عام 1954. وقال مراقبون إن حساسية البعض من الاحتفال بثورة يوليو، ووجود رئيس ينتمي إلى جماعة الإخوان الخصم التاريخي لنظام عبد الناصر، ربما دفع «العسكري» لإظهار موقف واضح من الاحتفال بثورة الضباط الأحرار قبل ستين عاما.
وكان مرسي قد انتقد في أول خطاب جماهيري له في ميدان التحرير بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، مرحلة الستينات وهي المرحلة التي شهدت تضييقا من نظام الرئيس جمال عبد الناصر على الجماعة، وأعدم حينها القيادة التاريخية للإخوان سيد قطب.
وقال أدمن صفحة المجلس العسكري في رسالته أمس: «في 23 يوليو (تموز) 1952 قام الضباط الأحرار بالثورة على الفساد في مصر والتف الشعب المصري كله حول قواته المسلحة يؤيدها في كل خطواتها من أجل نهضة مصر».
وتابع: «بدأت ثمار الثورة والتي ما زالت تساهم في استقرار وأمن وأمان مصر حتى الآن رغم كل ما تعرضت له من محاولات العبث بها».
وعددت الرسالة ما اعتبرته إنجازات الثورة. وقال أدمن العسكري: «نحن نحتاج للتصالح مع أنفسنا في هذا الشهر الكريم ونحتاج إلى توجيه طاقاتنا وأفكارنا لنهضة مصر، أما غير ذلك فلن يجلب علينا إلا زيادة الحقد والكره بيننا فتتسع الهوة بيننا ويزداد الانقسام، وهو ما يريده أعداء الوطن لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها منذ عشرات السنين وتحديدا منذ نصر أكتوبر 1973».
وفي تعليقه على الجدل الدائر بشأن الاحتفال بثورة يوليو قال الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن «هذه قضية لا قيمة لها.. نحن معنيون الآن بنجاح ثورة 25 يناير وأهدافها».
وأطاحت ثورة 25 يناير 2011 التي حماها الجيش، بحكم الرئيس السابق حسني مبارك ذي الخلفية العسكرية.
وتابع غزلان وهو عضو بمكتب الإرشاد: «هناك من يسعى لإجهاض ثورة 25 يناير وعلينا أن نحمي هذه الثورة ونحن نعتقد أن هذا ليس وقت احتفالات ومن شاء أن يحتفل فليحتفل».
من جانبه، قال القيادي الناصري أمين إسكندر إن ثورة يوليو ليست في حاجة لدفاع المجلس العسكري التي منحته الشرعية.. كما لا تحتاج لمساندة من الرئيس الإخواني الذي قال: «الستينات وما أدراك ما الستينات»، وأضاف إسكندر أن «ثورة يوليو ضاربة بجذورها في التاريخ المصري وفي وجدان المصريين والمطلوب الآن أن يدافع هذا الشعب عما بقي من منجزات يوليو وأن يعمل على تحقيق حلمها الاجتماعي الآن».
وتابع إسكندر: «صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية قالت كلمتها ومنحت مرشح الثورة حمدين صباحي (وهو قيادي ناصري) 4 ملايين صوت.. وعلى كل حال نحن نشكك في نتيجة الانتخابات ونعتقد أن مرسي جاء إلى موقعه بتوافق أميركي تركي قطري».