الحراك السياسي
تفاصيل مؤتمر الرئيس السيسي ونظيره الجزائري بالقاهرة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنّ الأشقاء في قطاع غزة يتعرضون لحصار صعب جدًا يصل إلى حد المجاعة ولابد أن يتم إدخال المساعدات الإنسانية لهم في أسرع وقت ممكن.
وأشار “السيسي” إلى أنَّ مصر قامت بجهود مكثفة خلال اليومين الماضيين لإطلاق مبادرة لتحريك الموقف فيما يخص قطاع غزة ووقف إطلاق النار في القطاع لمدة يومين ليتم إطلاق سراح 4 محتجزين مع بعض الأسري الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفى للرئيس السيسى ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون في ختام جلسة المباحثات المشتركة بينهما بمقر قصر الاتحادية بحضور وفدي البلدين.
ورحب الرئيس السيسى بنظيره الجزائري والوفد المرافق له خلال زيارته للقاهرة، مقدمًا له التهنئة بمناسبة تولي قيادة الجزائر وثقة الشعب الجزائري لتولي المسؤولية وقيادة الجزائر لولاية ثانية، وأضاف السيسي أنه بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين للثورة الجزائرية أهنئك والشعب الجزائرى بهذه المناسبة العظيمة التي كانت بالنسبة لمصر والمصريين محل إعجاب وتقدير واحترام شديد للشعب الجزائري وتضحياته ونضاله من أجل التحرر وتقديم أكثر من مليون شهيد.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه خلال مباحثاته مع الرئيس تبون تم تناول سبل تطوير العلاقات والتعاون في جميع المجالات على آفاق أرحب عن المستوى الموجود حاليًا، مشيرًا إلى انعقاد اللجنة المشتركة التاسعة بين مصر والجزائر ستنعقد في القاهرة قريبًا لبحث مزيد من التعاون بين البلدين، لافتًا إلى أنَّ حجم التوافق مع الجزائر منذ أول زيارة كان قوي، وفرص التعاون بين البلدين كبيرة في الاستثمار والمشروعات المشتركة.
وقال الرئيس السيسى إنَّ الشركات المصرية تتلقى معاملة كريمة في الجزائر ولدينا في مصر أكثر من 5 آلاف شركة تستطيع أن تعمل في مشروعات بنية أساسية وطاقة ومحطات مياه وطرق وكباري وأنفاق وإسكان، مشيرًا إلى أنَّ مصر لديها حجم ضخم من الشركات تتبادل الخبرة مع الجزائر ومرحب بهم في أي وقت ولدينا فرص استثمار متبادل بين البلدين ونرحب بالمستثمرين الجزائريين بمصر وتقديم كافة التسهيلات التي تحقق ذلك.
وأوضح الرئيس السيسي أنه تحدث مع الرئيس عبدالمجيد تبون عن تطورات الأوضاع في المنطقة والمخاطر الشديدة التي تتعرض لها المنطقة بدءًا من الحرب في غزة والحرب في لبنان والأوضاع في ليبيا والسودان وهناك توافق تام لأهمية استعادة الاستقرار بالمنطقة بعيدًا عن التدحل في شؤون الدول أو التأمر أو إذكاء الفتن بين الدول وبعضها البعض.
وفيما يخص الوضع في غزة، أكد الرئيس السيسي بوجود إجماع عربي على أهمية إيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينين، وهذا أمر حريصين عليه منذ بداية الاقتتال في 7 أكتوبر 2023 .
وأضاف الرئيس أنّ مصر تبذل جهدًا كبيرًا في هذا الملف لأن حجم المعاناة التي يتعرض لها الأشقاء في غزة ضخم جدًا، والقطاع تحت الحصار منذ ما يقرب من 4 شهور ومصر تبذل جهد مع الأشقاء والشركاء في محاولة لإيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
وأشار إلى أنَّ مصر قامت خلال الأيام القليلة الماضية بجهد كبير لإطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار في غزة لمدة يومين لتبادل 4 رهائن إسرائيليين مع بعض الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض لاستكمال الإجراءات في القطاع وصولًا إلى إيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات في أسرع وقت ممكن.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر ضد أي محاولة لتهجير قسرًا الفلسطينيين من داخل قطاع غزة إلى خارجه، وهذا أمر ليس من مصلحة القضية الفلسطينية ومصر تقوم بدور لإيقاف إطلاق النار والحفاظ على القطاع رغم التدمير الكبير الذى شهده، مشيرًا إلى وجود توافق بين مصر والجزائر فيما يخص الأزمة اللبنانية وأهمية عدم امتداد أو الصراع يمتد خارج المنطقة ومحاولة حصار الأزمة في لبنان وإيقاف إطلاق النار والوصول إلى حالة من الاستقرار للأوضاع المضطربة جدًا في المنطقة وحتى لا تخرج الأمور وتعرض الإقليم لحرب أوسع وتنزلق الأمور لمخاطر أكبر مما نشاهدها.
وفيما يخص الأوضاع في السودان، قال الرئيس السيسي أنَّ هناك توافق بين البلدين على أهمية إيقاف إطلاق النار والوصول إلى حكومة سودانية تؤدي إلى انتخابات وتستقر الأوضاع وهناك توافق بين مصر والجزائر على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان ومحاولة تهدئة الأمور، مضيفًا أنَّ هذا هو نفس الموقف للبلدين فيما يخص الأوضاع في ليبيا ووجود حكومة ليبيبة تكون مسؤولة عن إجراء انتخابات لإختيار قيادة شريعة وسيكون ذلك محل دعم وحدة ليبيا وهذا أمر ثابت للبلدين وأن يكون الحل “ليبيي – ليبيي” وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا.
وأوضح الرئيس السيسى أنَّ مباحثاته مع نظيره الجزائري وعلى مستوى الوفدين كانت إيجابية جدًا وتفتح أفاق للتعاون بين البلدين، مضيفا أننا في مصر سعداء بالعلاقات مع الجزائر ومستعدين لمزيد من العمل المشترك والبناء من أجل مصالح الشعبين المصري والجزائري.