مصر الكبرى
أحمد عبد اللطيف يكتب: مرارة الاختلاف
هل من المعقول أن يوصم الإنسان بأمر يعلم هو يقينا أنه ليس فيه، تلك هى الكلمات التى بادرنى صاحبى بها عندما كنا نتحدث عن الحرية الشخصية .
أنا يسارى أى نعم و لكنى مسلم أحسب أنى ملتزم أكثر من أناس آخرين يهاجموننى، وبالرغم من ذلك يطلقون على ألسنتهم بالتجريح أحياناً وبالكفر أحياناً أخرى، فهل أنا كافر من وجهة نظرك يا صاحبى ؟كان هذا هو آخر ما تكلم به قبل أن ينظر الىّ منتظراً منى الإجابة .
لقد صارت هذه الأفكار منتشرة بين الناس بلا ضابط، فكيف ينصّـب الإنسان نفس حكماً على إنسان مهما اختلف معه فى الأفكار و الاتجاهات و قد يكون بينهما أرضية مشتركة و لكن تعصبه المقيت لأفكاره يحجب عنه نقاط الإلتقاء فلا يبق سوى التصادم الممقوت .
رفقا بنفسك يا صاحبى، و لا تهتم و لا تغتم بهؤلاء الذين يؤذون مشاعر غيرهم دون أن يتحسسوا مواضع آرائهم إلى اين هى ذاهبة، إنهم يظنون بذلك أنهم يُسدون النصح أى و الله ِ النصح و يجهلون أن للنصح شروط وللرأى حدود فمن أراد إسداء النصيحة فليتعلم شروطها و من أراد إبداء الرأى فليعلم حدوده .
و لتسأل نفسك: أيمنعك اتجاهك الى اليسار من الصلاة و الصيام و باقى فرائض الإسلام؟
هل ترى فيه ذل و عار إن قلت إنى يسارى ؟هل تحسب أن اليسار هو من الدين أم متمم للدين أم متناقض مع الدين ؟هل اليسار اتجاه يأخذ بيدك الى الجنة أم الى النار ؟فإذا أتممت الاجابة على هذه الأسئلة بصراحتك المعهودة فستجد إجابتى فى طيات إجابتك .
صاحبى العزيز بالرغم أنى لست يربطنى باليسار ثمة صلة من قريب أو بعيد لكننى لا أمقته كل المقت و إلا لماذا عرفتك و صاحبتك لكنى أختلف معك فى أوجه و أتفق معك فى أوجه آخرى فدعك من المخالفين و لا تضمر لهم العداء فإن وجدت أنك على الحق المبين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فماذا يضيرك إختلافهم معك و إن كنت على خطأ لا أقول فى كل الوجوه فتدبر أمرك و أحرص على تصحيحه قبل فوات الأوان .
نقلاً عن: اليوم السابع