الحراك السياسي
كلمة الرئيس #السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الصربي
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، قبل قليل، كلمة خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الصربى ألكسندر فوتشيتش.
وننشر كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس صربيا.
وإلى نص الكلمة:
فخامة الرئيس والصديق العزيز ألكسندر فوتشيتش
السادة الوزراء أعضاء الحكومة الصربية
إنه لمن دواعى سرورى أن أحل ضيفًا على بلدكم الصديق جمهورية صربيا للمرة الأولى، وأود الإعراب عن عميق امتنانى للضيافة الكريمة من جانب سيادتكم والحكومة الصربية والشعب الصربى، كما أتطلع إلى تحقيق نتائج مثمرة خلال هذه الزيارة، والتى تأتى فى توقيت حيوى لتعكس مدى الأهمية التى نوليها للعلاقات الثنائية بين بلدينا وحرصنا المشترك على الانتقال بها إلى آفاق أرحب، ومستوى أكثر تميزا.
كما يطيب لى أن أتقدم بخالص شكرى وامتنانى للرئيس “الكسندر فوتشيتش” لتلقى وسام جمهورية صربيا”، بما يعكس الصداقة بين البلدين، بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة التى جمعت زعماء البلدين على مختلف المستويات، وأبرزها علاقات الصداقة بين الرئيسين الراحلين “جمال عبد الناصر” و”جوزيف تيتو”.
وأود أن أؤكد على تطلع مصر إلى تعزيز علاقات التعاون مع صربيا فى كافة المجالات، فى ضوء ما يربط بلدينا من علاقات تاريخية ثرية سواء على المستوى الثنائى منذ بدء العلاقات الدبلوماسية فى عام 1908، أو على المستوى متعدد الأطراف من خلال دورهما البارز فى تأسيس حركة عدم الانحياز، والتى احتفلت صربيا فى شهر أكتوبر الماضى بالذكرى الستين لأول مؤتمر استضافته بلجراد للحركة.
فخامة الرئيس،
أود الإعراب عن تقديرنا للحرص الذى لمسته من جانبكم على تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات بين البلدين، وللزخم الذى شهدته العلاقات الثنائية بين بلدينا خلال السنوات الماضية والذى انعكس فى عدد من الزيارات رفيعة المستوى من قبل مسئولى البلدين، والتأكيد على أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون القائمة بما يتناسب مع إمكانات وقدرات البلدين ويحقق مصلحة شعبيهما.
وقد جاء اجتماعنا اليوم، تتويجا لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية، لدفع التعاون الثنائى بين البلدين ولوضع إطار استراتيجى متكامل تضمنه الإعلان المشترك الصادر عن الزيارة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، والذى يحمل أيضاً تصوراً مشتركاً لمختلف أوجه ومجالات التعاون فى كافة المجالات، وسبل دفعها فى الفترة المقبلة بما يؤكد إرادتنا السياسية المشتركة فى هذا الشأن ويمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التى تربط بين البلدين.
ولقد توافقت رؤانا خلال المباحثات، على أهمية مواصلة آلية المشاورات السياسية بين البلدين، واللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى والعلمى، وذلك لأهميتها فى دفع وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين فى شتى المجالات، بالإضافة إلى النظر فى إمكانية تعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات التجارة والاستثمار والتبادل التجارى فى المنتجات الزراعية والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وعلى الصعيد الدولى، تبادلنا الرؤى ووجهات النظر حول مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك للبلدين، وعلى رأسها التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والوضع فى ليبيا، كما تناولنا قضايا موضوعية متعددة تشمل سبل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها المتعددة على اقتصادات دول العالم، وجهود البلدين فى التغلب على تلك التداعيات بالإضافة إلى تحقيق الأمن الغذائى وأمن الطاقة فى هذا التوقيت الحيوى، بما يحقق مصالح شعبى البلدين.
وفى هذا الصدد، يقوم الموقف المصرى على أساس تناول كافة السبل المؤدية إلى التهدئة، والتوصل إلى حل سلمى للنزاع وبذل كافة الجهود من أجل تحقيق ذلك، سواء على المستوى الثنائى أو الإقليمى أو الدولى، ومن ثم تم التأكيد على أهمية إيجاد البدائل والحلول، التى تضمن تجنيب الشعوب، الآثار السلبية للأزمة الروسية الأوكرانية.
وفى هذا السياق، تم استعراض الجهود المصرية المبذولة، للمساهمة فى تسوية الأزمة، من خلال المبادرة المصرية لتشكيل مجموعة اتصال وزارية فى إطار الجامعة العربية، والتى قامت فى شهر إبريل الماضى، بزيارة إلى كل من “موسكو” و”وارسو”، للالتقاء بوزراء خارجية الدول المعنية، لحث جميع الأطراف على التهدئة، وتغليب لغة الحوار والتفاوض، وصولا إلى تسوية، تجنب الجميع ويلات الحرب، وآثارها الاقتصادية الوخيمة.
وتناولت المباحثات أيضاً جهود مصر فى حشد المجتمع الدولى لمكافحة تغير المناخ، وهو ما انعكس فى حرص مصر على استضافة قمة المناخ العالمية فى نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، ونتطلع لمشاركة فخامتكم فيها فى سبيل المساهمة فى وضع العالم على الطريق الصحيح نحو تحويل التعهدات والوعود إلى تنفيذ فعلى على الأرض.
فخامة الرئيس،
اسمحوا لى ختاما، أن أعرب عن تقديرى لضيافتكم الكريمة فى بلدكم الصديق، ولامتنانى لفخامتكم بمنحى وسام جمهورية صربيا، معربا عن تطلعى لأن تشهد الفترة القادمة مزيدا من التعاون والتنسيق بين مصر وصربيا بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويولد مزيدا من قوة الدفع للصداقة الممتدة، التى تجمع بين شعبينا وبلدينا.
وشكراً.